ليس من فرق زمني كبير بين موعدي الانتخابات الرئاسية الأميركية والانتخابات البرلمانية الأردنية، فالأميركة يكون موعدها بعد نحو شهرين، والأردنية تحل فينا قريبا بعد نحوٍ من أسبوعين، لكن الحملات الدعائية في الحالتين على أشدها، حيث ينشط المحللون والمراقبون على كافة الأصعدة، بل وتبدأ المناكفات بين القوى المتنافسة، وهذا لعمري أمر تنافسي شريف، في ظل الروح الديمقراطية التي تسود في البلدين الصديقين بنسب متفاوتة.
فالمليارات من الناس في أنحاء العالم، بل ربما العالم كله، بقضة وقضيضه وكل وسائل إعلامه بات يتابع الشأن الانتخابي للرئاسة الأميركية، ويلاحظ مدى الاحتدام بين المتنافسين الرئيسيين كل من
المرشح الجمـــــهوري الملياردير دونالد ترامب
والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، السيدة السابقة الأولى ووزيرة الخارجية السابقة...
وإننا لنكاد نستمع في كل ساعة من كل يوم، تصريحا يطلقه دونالد ترامب منتقدا حال وأوضاع كلينتون، أو أخر تطلقه هيلاري كلينتون منتقدا حال وأوضاع منافسها دونالد ترامب.
وأما الجميل في الحالتين، فهو أن الجمهوريين والديمقراطيين المتنافسين يستخدم كل طرف منهم، أي وسائل إعلامية متاحة، وما أكثرها، ويبثون انتقاداهم التي هي بالأصح، تحليلاتهم على الهواء مباشرة، دون تردد أو وجل.
وأما الأجمل في الحالة الأميركية التي نسوقها مثالا عالميا، لا أكثر، فإن الجميع ينضوون تحت العلم الأميركي في نهاية المطاف، وإن الجميع يستنشقون ذات الهواء العليل في شتى ربوع الولايات المتحدة.
ثم لو أردنا أن نعكس صورة حملات الدعاية والتحليل والنقد الموضوعي ضمن حالة الاستعداد للانتخابات الرئاسية الأميركية، عِبر تحليلات المحللين، وآراء المراقبين، وما يرقى إلى الانتقادات من كل الجهات...
لو أردنا أن نعكس هذه الحالة السائدة في أميركا، البلد الصديق، على الحالة التي تجري في الأردن، الوطن الغالي، يا تُرى، فهل يستوي الأمران، وهل ترانا نرتقي بحالنا الراقية أصلا إلى مستوى تقبل رأي الآخر وتحليلاته والاستماع إلى وجهة نظر الآخرين ضمن الروح التنافسية، ووسط أجواء المودة والمحبة والإخاء.
فعندما يتوجه إلى البيت الأبيض الرئيس الأميركي الجديد، يكون لكل أميركا والأميركيين، وعندما يفوز أي نائب في شتى أنحاء الأردن ويتوجه إلى مجلس الأمة تحت قبة البرلمان يكون بالتأكيد نائبا لكل ألوان الطيف الأردني الجميل.
ولعمري مجدداً، إن هذا لينطبق على كل الأهل والعشيرة في كل المحافظات الأردنية الشماء الأبية، بمن فيهم كل الأهل والعشيرة في محافظة عجلون المودة والإخاء والتسامح والشموخ.
فتعالوا أيها الأهل والعشيرة في كل أنحاء عجلون بمسلميها ومسيحييها، الكرام الطيبون، تعالوا نواصل حملاتنا الدعائية بكل روح المحبة والتآزر والتنافس، في ظل المناخ الديمقراطي الرصين، في عرين القائد المحبوب عبد الله الثاني، عرين كل الأردنيين البواسل النشامى الغُر الميامين!
ولعمري للمرة الثالثة، أن البهجة ستعم كل أرجاء محافظتنا الجميلة، فكل المرشحين من نشامى ونشميات، هم أبناؤنا وبناتنا، وكل المحللين والمراقبين والإعلاميين والسياسيين وكل الشرائح المتعددة المخلتفة هم أبناء هذه المحافظة التاريخية المجيدة، متآخون متوادون أينما حطت بهم الرحال. وفأل عجلون التاريخ والجغرافيا والديمغرافيا وكل التضاريس فيها، الفوز والسؤدد بعونه تعالى.