صار من المستحيل اعتبار قضية واحدة هي القضية المركزية للأمة العربية وان كانت القضايا العربية تجزأ بين ما هو قطري وإقليمي وبين ما هو عام ومركزي.
الربيع العربي اثبت أن الانطلاق نحو مركزية القضية يحتاج إلى تهيئة الدولة القطرية لتكون دولة وطنية قادرة على خوض غمار القضية المركزية، فكل دولة تتبنى القضية المركزية دون نظام وطني هي تستخدم القضية المركزية للتغطية على العيوب الناتجة عن فساد الحكم.
فالتنمية الحقيقية الناتجة عن القرار الوطني هي التي تهيئ القطر ليكون مؤهلاً للدفاع عن قضايا الأمة.
ومع تزايد الأخطار المحيطة بالأمة وارتفاع سقف تحركها الاستعماري و تطور وسائلها صار من الضروري فهم أن لا قضية مركزية بل قضايا مركزية ذات أقسام وأولويات.
فالسوق المشترك وأزمة المياه والتكاتف بالدفاع عن منابع المياه و التنمية الاقتصادية بتحويل المجتمع العربي إلى منتج زراعياً وصناعياً وتطوير مناهج التعليم وإحياء التقاليد المعرفية بالحفاظ على موروث الأمة ، ونشر مبادئ التسامح والحوار وان تكون الديمقراطية جزء من التفكير الجمعي لا الحاجة لشرعنة الفساد ، هي قضايا تؤسس للوصول للدفاع المشترك وبتم تبني القضايا المركزية على أساس الفهم والتطور لا الفزعة والخجل.
فالأصل أن تكون الدول القطرية دولة وطنيه ذات رؤيا عروبية وحدوية لتكون قادرة على تبني القضايا المركزية، والقضايا المركزية لا يجوز أن تختصر بقضية واحدة يخضع لقانونيها كل القضايا الأخرى، فلكل قضية مركزية أولوية نضالية.
وقضايا الأمة تنطلق من فهم معنى العداء لها فثالوث العداء "المشروع الاستعماري الامبريالي بقيادة أمريكا ، المشروع الفارسي ، المشروع الصهيوني" ، لا يجوز فهماً واعتقاداً ومصلحةً غض الطرف عن مشروع لأنانية نضالية أو رؤيا قطرية.
وكل من يرى بقضيته أم القضايا ويتنازل عن حقوق الآخرين لأجل قضيته هو أناني يخون الأمة.
لان الدم عربي واحد في الأحواز وسوريا والعراق وفلسطين ، لان الهم واحد والغاية واحدة وجب على مناضلي الأمة أن يكونوا معاً في موقف الدفاع عن عموم الأمة دون تجزأت القضايا أو إعطاء قضية درجة الأولوية زوراً عن قضية أخرى.
فالأحواز دولة عربية محتلة من قبل الكيان الإيراني و هذا الكيان السرطاني يحتل العراق و سوريا ويثير الفتنه في عموم الأرض العربية ، ولهذا لا يحق لأياً كان أن يضحي بالدم العربي في كل ما ذكر بحجج مستأنثه ، بأن الصراع الوحيد والأساس فقط مع العدو الصهيوني.
فكل مليشيات الغدر من "حزب الله إلى الحوثي إلى الحشد الطائفي إلى عصابة بشار – وما بينهما من أفراد وأحزاب - " لم ولن تختلف عن عصابة "لحد" في جنوب لبنان سابقاً.
بهذا الفهم علينا أن نفهم وندرك القضايا المركزية للأمة.
ولا أولوية فهماً نضالي ، والأولوية تكون حيث اقتراب العدو من قلب الأمة .
المشروع الفارسي يتساوى ويزيد حيناً عن المشروع الصهيوني بعدائه للأمة، فالأصل أن تكون المقاومة موجهة نحو العدو بأولوية عداء المشروع وقربه من المواجهة.
قد صار من الواجب أن نكون أبناء الأمة لا أنباء قضية واحدة فيها من الأنانية والمصلحة ما يدفع باتجاه حرق عواصم عربية وإحراق مجتمعات لأجل انجازاً ينحصر بما أنتجته قيادة الحركة الوطنية المهيمنة تحت مسمى "اوسلوا ومديريد" وما أنتج فيما بعد من شرخ في القاعدة الجغرافية بين الضفة وغزة.
الأمة لها قضايا مركزية ولا أولوية في الاهتمام إلا بما قدر إليه أن يكون اهتماماً من الاقتراب من الدم العربي وسفكه واحتلال العواصم.