زاد الاردن الاخباري -
اتهمت مسؤولة في وزارة التنمية الاجتماعية جهات رسمية بالتلكؤ في شمول 286 قصير قامة يعتبرهم القانون معوقين في تقديم تسهيلات واعفاءات اقرها ديوان التشريع والراي.
وخصت مديرة مديرية شؤون الاشخاص المعوقين في الوزارة فوزية السبع بالذكر دائرة الجمارك الاردنية، التي اعتذرت اخيرا عن شمول هؤلاء بالاعفاء الخاص بمركبات ذوي الاحتياجات الخاصة، ولفتت الى ان الجمارك أحجمت عن ذكر اسباب الاعتذار.
وحسب السبع فان الشخص قصير القامة (القزم ) يشمله تعريف الشخص المعوق الوارد في المادة 2 من قانون حقوق الاشخاص المعوقين رقم 31 لسنة 2007 وتعديلاته بموجب كتاب ديوان التشريع والراي في 8 ايلول الماضي.
واوضحت الى وكالة الانباء الاردنية (بترا) انه حتى الان لم يعلن عن التعليمات والانظمة المنفذة للاجراء .
وتعرف منظمة الصحة العالمية قصار القامة (الاقزام) بانهم الاسخاص الذين لا يتجاوز طول الذكر منهم 131 والانثى 121 سنتمترا .
وبعدما أوضح أنه تسنى له العمل مراسلا في مديرية التنمية الاجتماعية في عجلون، يوضح زكريا البعول الذي يعاني من التقزم انه يتقاضى 300 دينار شهريا، منها 240 دينارا راتبا و60 دينارا من صندوق المعونة الوطنية.
وقال ان هذا المبلغ ينفقه بالكامل على تكاليف علاج اطفاله محمد (5 سنوات) وزين العابدين (سنة ونصف السنة) اللذين يعانيان من التقزم (نقص هرمون النمو ونقص عمر العظم).
وعلى الرغم من شموله في التامين الصحي الحكومي، اوضح زكريا ان طفليه بحاجة لعلاج شهري مكلف للغاية لا يستطيع تامينه، وقال انه يراجع بصغيريه مستشفى الجامعة الاردنية والمركز الوطني للسكري والغدد الصم والوراثة، فيدفع نحو 30 بالمئة من تكلفة العلاج.
ويروي زكريا بأسى شديد قصته مع ادارة التامين الصحي التي لم توافق على صرف حقن هرمون النمو التي يحتاجها طفلاه، بمعدل حقنة يوميا لكل منهما بوصفة طبية من مركز الاميرة رحمة الصحي في عجلون، وقال بدهشة "طلبوا مني المراجعة بعد ستة اشهر".
واضاف زكريا ان تكلفة الحقنة الواحدة من علاج طفليه تبلغ 60 دينارا، اضافة الى دواء آخر لتقوية عمل الغدد النخامية لديهما تبلغ تكلفة العبوة منه 80 دينارا، لافتا الى ان عليه أن يؤمن عبوتين شهريا من هذا الدواء لطفليه، وهو دواء لا يتوفر في وزارة الصحة.
واعتبر زكريا هذا الاجراء من التامين الصحي مجحف بحق اطفاله .
وتعاني اسماء زوجة زكريا من قصر القامة كذلك، مؤكدة ان هناك اشخاصا قصار قامة في محيطها يفتقدون لضرورات العيش السليم، ويعانون من المرض والانطواء والعزلة والكآبة، فضلا عن النظرة المجتمعية السلبية المتزامنة مع غياب من يساندهم، على الرغم من وجود قرار ملزم بتعيين نسبة خمسة بالمئة من المعوقين في كل دائرة حكومية.
ويأمل زكريا البعول الذي يسكن واسرته في غرفة واحدة لدى أهله في تأمينه بمسكن كريم، موضحا انه تقدم لوزارة التنمية الاجتماعية لتامينه بمثل هذا المسكن، لكنها اعتذرت، معتبرة ان الشروط لا تنطبق عليه.
بترا