إنه لأمر محزن ومؤلم جدا في نفس الوقت !! أن نجد حبيبتنا البندورة الحمراء وهي تتعرض لكل هذا الغلاء الفاحش !! وخاصة بعد أن كنا جميعا صغارا وكبارا قد تعودنا عليها ، وكنا قد تعودنا على تواجدها الدائم بيننا وعلى عدم غيابها عنا ، وبعد أن اعتدنا على التكحل الدائم برؤيتها كل صباح وكل مساء منذ مدة طويلة ، وبعد أن وصلنا إلى درجة أصبحنا فيها لانستطيع تخيل حياتنا بدون تواجد البندورة معنا بالقرب منا و بدون ان تكون مستلقية بكل شموخ وكبرياء في ثلاجاتنا . و المؤسف قوله أن كل هذا لم يحدث لنا ولها ؛ إلا بسبب جشع وطمع مجموعة من التجار من الذين نامت ضمائرهم وقست قلوبهم وعميت أبصارهم ، فحرمونا منها وحرموها منا .!!!
كما انه لأمر أشد حزنا وأكثر أيلاما أيضا !! ما يتعرض له جميع إخوان البندورة وأخواتها وعماتها وخالاتها وجميع أقاربها وباقي أفراد عائلتها الكريمة من الفواكه والخضار الأخرى ؛ على مختلف أجناسهم و ألوانهم وأشكالهم وحجومهم . وحرمانهم أيضا من التواجد بيننا و معنا على موائدنا وفي ثلاجاتنا ومطابخنا ومنازلنا .
لقد أثبتت هذه المشكلة التي يعاني منها معظم أفراد الشعب وخاصة الفقراء منهم ؛ وبما لايدع هناك مجالا للشك ؛ ذلك الفشل الذريع والمنقطع النظير الذي تتميز به \" جمعية حماية المستهلك الأردنية\" ، من عدم اهتمام بمجريات الأمور وموقفها السلبي نحو مايحدث للمستهلكين !!!. وخاصة بعد أن تغير شعار الجمعية وأصبح شعارها الجديد هو: ( لأا أسمع ، لا أرى ، لا أتكلم !!) .مع إحترامنا الكبير لأشخاص جميع العاملين فيها.
فمنذ أن بدأت أزمة الغلاء ومنذ أن نشبت أظافرها في وجوهنا وحتى هذه اللحظة ، فإن \" جمعية حماية المستهلك \" مازالت واقفة على الحياد وكأنها قد تعرضت لتهديدات أو أنها تلقت عدة رصاصات طائشة ومقصودة من قبل تجار جشعين طماعين ، نجحوا في إصابة جسمها في مقتل فنتج عن ذلك شلل كبير في بعض أطرافها ومراكز الحس لديها ؛ أفقدها القدرة على الحركة ؛ وتطور الأمر بعد ذلك إلى أن فقدت القدرة على (السمع والنطق والكلام والرؤية ) ، فأصبحت الجمعية تبدو أمامنا وكأنها ( صماء خرساء عمياء ) لاتسمع ولاترى ولاتتكلم .!!! ثم وجدنا أن الأمر قد تتطور أكثر وأكثر ، ووصل إلى درجة أكبر من ذلك ففقدت الإحساس أيضا بمعاناة المواطنين وبكل مايحدث لهم , ومايدور حولهم ، وما يتعرضون له من ظلم وذل وهوان.
وبهذا وبدلا من أن تكون \"جمعية حماية المستهلك \" هذه عونا لنا كمستهلكين لتعيننا على مانحن فيه وعلى مانعانيه ، إلا أنها أصبحت هي عبئا ثقيلا علينا !!! تريدنا نحن الفقراء أن نعينها على ماتعانيه هي .!!! وبدلا من أن تقوم هي بحمايتنا ؛ تريدنا نحن أن نحميها !!!
وكأنها تطلب منا نحن الفقراء أن نقوم بإرسالها إلى أقرب مستشفى لفك عقدتها ، و لعلاج حالة صمتها وقصورها ، والأهم من ذلك هو علاج صعوبة قدرتها على الكلام . وخاصة لأننا علمنا مؤخرا أنها تعاني هي أيضا من عدم قدرتها على دفع فاتورة علاجها بنفسها . وكان الله بعوننا وعونها !!
دانـــا جهــــــاد
طالبة جامعية ـ كلية الهندسة
dana.jehad@hotmail.com