إنا ارثي أنوثتي الآن رغم سماعي لأصوات كثيرة ومناداتي بكلمة امرأة وما يتبع هذه الكلمة من ذكر لصفاتي الأنثوية الكثيرة وإسباغ صفات الأنوثة الكثيرة على هذه المناداة ولكني فقدت الإحساس بهذه الصفات وهذه الكلمة لأني أحسها تقال فقط لمآرب رجولية فقط وليس لاقتناع الرجال بصفاتي هذه
ومنذ صغري كنت أسمع من جدتي وأمي أيضا وأظنه ليس جديد على الجميع والكل يتداوله كان ولا زال هذا المثل : ( ظل رجل ولا ظل حيطة )وفعلا هذا المثل كان من الممكن جدا أن ينطبق على ذاك الزمن الجميل زمن رجولة جدي وأنوثة جدتي الحقيقية
لأن ظل الرجل في ذلك الزمان كان حباً واحتراماً
وواحة أمان تستظل بها المرأة...فقد كان الرجل في ذلك الزمان وطناً.. وانتماءً.. واحتواءً فماذا عسانا نقول الآن؟
وما مساحة الظِّل المتبقية من الرجل في هذا الزمان؟
وهل مازال الرجل ذلك الظل الذي يُظللنا بالرأفة والرحمة والإنسانية
ذلك الظل الذي نستظل به من شمس الأيام ونبحث عنه عند اشتداد واشتعال جمر العمر؟
ماذا عسانا أن نقول الآن؟ في زمن.. وجدت فيه المرأة نفسها بلا ظل تستظل به برغم وجود الرجل في حياتها فتنازلت عن رقّتها..
وخلعت رداء الأُنوثة مجبرة وأتقنت دور الرجل بجدارة..
وأصبحت مع مرور الوقت لا تعلم إنْ كانت أُمّاً.. أم.. أباً أخاً.. أم.. أُختاً ذكراً.. أم.. أُنثى رجلاً.. أم.. امرأة؟
فالمرأة أصبحت تعمل خارج البيت والمرأة تعمل داخل البيت والمرأة تتكفَّل بمصاريف الأبناء والمرأة تتكفَّل باحتياجات المنزل فإن كانت تقوم بكل هذه الأدوار فماذا تبقَّى من المرأة.. لنفسها؟ وماذا تبقَّى من الرجل.. للمرأة؟
لقد تحوّلنا مع مرور الوقت إلى رجال وأصبحت حاجتنا إلى \"الحيطة\" تزداد فالمرأة المتزوجة في حاجة إلى حيطة تستند عليها من عناء العمل وعناء الأطفال وعناء الرجل وعناء حياة زوجية حوّلتها إلى نصف امرأة.. ونصف رجل
والمرأة غير المتزوجة في حاجة إلى \"حيطة\" تستند عليها من عناء الوقت وتستمتع بظلّها بعد أن سرقها الوقت من كل شيء حتى نفسها فتعاستها لا تقلُّ عن تعاسة المرأة المتزوجة مع فارق بسيط بينهما أن الأُولى تمارس دور الرجل في بيت زوجها والثانية تمارس الدور ذاته في بيت والدها
والطفل الصغير في حاجة إلى حيطة يلوِّنها برسومه الطولية ويكتب عليها أحلامه ويرسم عليها وجه فتاة أحلامه امرأة قوية كجدته صبُورة كأُمّه لا مانع لديها أن تكون رجل البيت وتكتفي بظل.. الحيطة
والطفلة الصغيرة في حاجة إلى حيطة تحجزها من الآن فذات يوم ستكبر وأدوارها في الحياة ستزداد وإحساسها بالإرهاق سيزداد فملامح رجال الجيل القادم مازالت مجهولة والواقع الحالي.. لا يُبشّر بالخير وربما ازداد سعر بناء \"الحيطة\" أو الحائط لكن..
وبرغم مرارة الواقع إلا أنه مازال هناك رجال يُعتمد عليهم وتستظل نساؤهم بظلّهم وهؤلاء وإن كانوا قلّة إلا أنه لا يمكننا إنكار وجودهم فشكرا لهم..
اشتقنا إلى أُنوثتنا كثيراً فعودوا.. فيا أيها الرجل بزمني هذا أعد لي أنوثتي وأعطني مكانتي وتوجني ملكه بداخل مملكتك التي هي بيتي ومملكتي معك ...أعد لك رجولتك وأتوجك رجلا بصفاتك التي سمعت عنها ولمستها بآبائي وأجدادي وأعود لك الزوجة الحبيبة والأم والأخت والإبنه
وهناك كلمات أود قولها قبل أن انهي كتابتي هذه وأحسها كلمة حق ودائما انأ معارضه لمثل هذه النوعية من النساء ومناصريها:
بعض النساء تعمل وتجاهد في حياتها ولا تعطي الفرصة للرجل ليعينها وتقول هذه حرية المرأة وهي نص المجتمع ويجب أن يكون دورها مثل دور الرجل وخرجت للشوارع تصرخ وتنادي بأعلى صوتها مطالبه بمساواتها بالرجل
فلا تقولي يا حواء أين ظلك لأنك الآن استر جلت وأقول لك الآن يارجل أعطي المجال للرجل كي يحويك تحت ظله