ما يسمّى بالتحالف الدولي بقيادة ثقافة الماكدولند(تحالف الأمر الواقع وخارج قرارات الشرعية الدولية)لمحاربة عصابة داعش في العراق وسورية، فشل فشلاً ذريعاً بعد مضي أكثر من عامين كاملين على عمله، وتقارير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية(المتناقضة وغير المتماسكة، كونها استراتيجية أمريكية ينشغل الجميع في فهمها وفك شيفراتها، فيما تتفرغ واشنطن لفعل وتنفيذ ما هو مرسوم من قبل جنين الحكومة الأممية البلدربيرغ الأمريكي) والتي تصدر بشكل ربعي أو نصفي في العام والواحد حول أثر الفعل العسكري الأمريكي، عبر ما يسمى بالتحالف على هيكلية وبنية عصابة داعش، والتي أحياناً تؤكد على قوّة العصابة وتماسكها وأنّها ما زالت بنفس العدد، وأحياناً أخرى تؤكد تقاريرها عكس ذلك، ولكنها تصر هذه التقارير الأستخباراتية الأمريكية وبكل صفاقة مخابراتية فاضحة ومكشوفة للمتابع والخبير أنّها في حالة سكون، أي عصابة داعش بزعامة روبن هود الأمريكي(كاتب هذا التحليل يعتقد أنّ داعش في حالة نزف جهادي عميق، لذلك تجيء كلمة "سكون" في تقارير المخابرات الأمريكية كونه يراد أن يكون لها ما بعدها، في اسنادات عمل الوكالة لذات العصابة الأرهابية)وما حادثة قصف الطائرات الأمريكية لمواقع الجيش العربي السوري في دير الزور مؤخراً، الاّ دليل صحة وتهيئة لفعل قوي له ما بعده ويؤشّر على أنّ السفلة الأمريكان يعملون على تقويتها من جديد، ومدّها بالمورد البشري من كافة الساحات الدولية بما فيها دواخل الساحات العربية، ودواخل بلاد القوقاز من الشيشان وغيرهم. فما يجري في المنطقة الآن هو ادارة للأزمة والبؤر الساخنة ولعصابة داعش الأرهابية، لحين نضوج الظروف المساعده على تقسيم المنطقة وتقسيم المقسّم وتجزئة المجزّأ، هذا هو المشروع الأمريكي الجنيني للحكومة الأممية في المنطقة مشروع التقسيم، ولكنه يتعثّر بسبب صمود الدولة الوطنية السورية والجيش العربي السوري العقائدي، مسنوداً بكل قوّة وصدق وتصميم من الفدرالية الروسية وايران والصين وحزب الله وباقي الفصائل الشعبوية المقاومة. واشنطن لا تريد انهاء عصابة داعش الأرهابية، بل العمل على اعادة هيكلتها من جديد مع عمق بناء مفاصلها الأرهابية، ليصار لأعادة توجيهها نحو ساحات ودول أسيويه أخرى تتمدد نحو الصين وروسيّا، لا بل عبرها هاهم يعودون سفلة خلق الله تعالى الى العراق من جديد، عبر قولهم أنّ عصابة داعش استخدمت السلاح الكيميائي في شمال العراق، كل ذلك كمسمار جحا متميز لعودتهم الى العراق من جديد، بل تعميق وجودهم حيث هم لم يغادروا أصلاً ليعودوا! لكن عبر دواعش الماما الأمريكية(مأجوج ويأجوج العصر الحديث نتاجات سجن بوكا في الجنوب العراقي) يعمّقون وجودهم ومفاصلهم في المنطقة، دون أن يخسروا جندي واحد، فعصابة داعش وجبهة النصرة وأحرار الشام(أشرار الشام)ثلاثة أطفال لقطاء، غير معترف بهم من خصوم الدولة الوطنية السورية في المنطقة. السياسة الأمريكية لا تفرغ مساميرها بالمطلق، تماماً كأفلام الأكشن الأمريكية حيث الأبطال فيها لا تفرغ أسلحتهم من الذخيرة، انّها الصفاقة الأمريكية في أبهى صورها وتمحورها، بعبارة أخرى هي الوقاحة الأمريكية بثقافة الماكدونلد والبرغر وأفلام الأكشن، وهي تستخدم مساميرها كحجّة واهية للوصول الى المبتغى والمرجو من وقاحاتها لتقسيم المنطقة واسقاط أنظمة ورسم خرائط جديدة، والأندى من ذلك اظهار الأسرائيلي بأنّه يحمي الأقليات في المنطقة(هل يفسّر هذا سر العشق الجنبلاطي لأسرائيل الآن عبر وليد بيك؟ وهل يتذكر الوليد بيك جنبلاط أبو سومر، وهو يرتدي بنطلون الجينز الأزرق مع قميص أبيض وبجانبه كلبه أوسكار في دارته، دور والده المرحوم الزعيم الوطني اللبناني كمال جنبلاط، عندما استضاف عم كاتب هذه السطور الباشا محمد الروسان أبو هيثم والباشا نذير رشيد أطال الله في عمرهما، عندما هرّبا مدير المكتب الثاني المرحوم عبد الحميد السرّاج ومعهما مدير محطة المخابرات المصرية في لبنان آنذاك اللواء المرحوم محمد نديم وقت الرئيس فؤاد شهاب؟ نترك الأيجابة لوليد بيك وحاشيته). انّ مسامير جحا الأمريكي البرغري كثيرة ومتعددة، منها على سبيل المثال مسمار كان بشعبتين، اعلام السوريين(عبر لقاء الجعفري باور في نيويورك قبل عام من الأن)بادخال ستة أفراد ممن درّبتهم السي أي ايه في تركيا من ما تسمى بالمعارضة السورية المعتدلة(وصفها فخامة الرئيس الزعيم بشّار الأسد مؤخراً بحيوان أحادي القرن)، مع تهديدها بحمايتهم جوّاً، وهذه حالة هوليودية بامتياز، ثم جاء القرار ما غيره عبر مجلس الأمن الدولي 2235(هو أكبر من شعبة بمسمار جحا الأمريكي، وأقل من مشهد الختام الهوليودي)في جدار التسوية السياسية في المنطقة عبر المسألة السورية ان حدثت أصلاً. الدولة الوطنية السورية وعلى ما أؤمن به وأعتقده بقوّة، ترى وبعمق رأسي وعرضي، أنّ أي تعديل على الدستور السوري يجب أن يدفع بفكرة الدولة الجامعة الواحدة الضامنة الى الأمام، لا أن يلبنن أو يعرقن الدولة، فدسترة وجود الأقليات في الداخل السوري هو تشريع يعني ببساطة ربط كل أقلية بدولة خارجية، كما هو في لبنان الآن(الحالة اللبنانية)، لذلك هذه من ملاحظاتنا النقديّة على بعض المبادرات السياسية، والتي تتعامل معها موسكو بحذر ودون حماس، وهذا ما أوضحته قبل عام بقراءة سياسية جائت بعنوان: تسويات سياسية تلفح الجميع لخلق نظام اقليمي جديد أساسه ايران، وموسكو تصنع معادلة(سوساي)لخلق أنصاف استدارات، والسؤال هنا: هل ما كشفه الجنرال قاسم سليماني مؤخراً حول زيارة سريّة لولي ولي العهد السعودي الى موسكو وعقده اجتماع في الكرملين لا بل في مبنى جهاز المخابرات الروسي الفدرالي وبحضور شخصية سورية رفيعة المستوى، يصب وينحو نحو معادلة سوساي من جديد لخلق أنصاف استدارات على طول خطوط العلاقات السعودية السورية؟!. وعلى عمق العلاقات اللبنانية السورية، فعلى لبنان ترك قاعدة التفكير بقاعدة(الطائفة القاعدة)وهذه فكرة واستراتيجية سورية بامتياز، يجب نسخها في الداخل اللبناني للوصول الى دولة الشراكة الحقيقية الكاملة وعبر الحوار والحوار فقط، وسورية الجديدة لن تقبل بالطائفة القاعدة والتي قد تروّج لها بقصد أو دون قصد بعض المبادرات السياسية وخاصةً من جهة الحلفاء. تتحدث المعلومات(تؤكد حقيقة قصة مسامير جحا التي كرّست استخدام الحجّة الواهية للوصول الى المبتغى)عن وجود أكثر من ألف جندي انجليزي، ينتمون إلى فوج قوات النخبة البريطاني، وهم الآن في الداخل السوري يرتدون سرًا ملابس عناصر اللقيط داعش، ويرفعون راياته السوداء، وبعضهم ملتحي وبعضهم أمرد، يشاركون في مهاجمة أهداف سورية بحجة محاربة داعش، مشيرة إلى أنّه "ربما تعمل القوات الخاصة الأمريكية وعناصر وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA بالطريقة نفسها." وتضيف المعلومات"خلال الحرب على ليبيا نشرت بريطانيا المئات من عناصر القوات الخاصة المظلّية، وكان هناك في ليبيا على أهبة الاستعداد 800 من قوات المارينز الملكية وأربعة آلاف من نظرائهم من الولايات المتحدة للتدخل في وقت قصير إذا أعطيت الأوامر". وتأتي هذه المعلومات الأستخبارية هذا الأوان السوري في ظل تصعيدات أمريكية هنا وهناك، وتشابكات لفظية مع الروسي تنعكس على أرض الميدان السوري وخاصة في حلب، حيث معركة حلب هي معركة صراع الأرادات الأمريكية الروسية الدولية، وقد تقود الى معركة أقل من دولية وأكثر من اقليمية. وبحسب المعلومات المسرّبة، فإنّ جزءًا من عمل تلك القوات البرية المنتشرة في سورية، خاضع لأمرة القيادة الأمريكية في مهمة مسماة "SMASH" تهدف إلى سحق الوحدات والمجموعات القتالية الصغيرة، التي تنتقل في سيارات الشحن الصغيرة(البيك أب)، علمًا أنّ هذه القوات قادرة في سياق أهدافها، تسيير الطائرات الصغيرة بدون طيار لمسح التضاريس وتحديد أهداف للهجوم دون الحاجة لعمليات برية. وأوضحت المعلومات أنّ أكثر من 250 متخصصًا بريطانيًا، وربما أمريكيًا هم مشاركون في سورية في تقديم خدمات الدعم في مجال الاتصالات للمجموعات التي تقاتل تنظيم داعش والنظام السوري. أمّا في خارج سوريا فتقوم قوات SAS البريطانية الموجودة في السعودية حسب المعلومات الأستخبارية المسرّبة لمجاميع الخبراء الأمنيين، بمهمة تدريب الإرهابيين المناهضين لنظام الأسد ويقوم الضباط الأمريكيون بالغاية ذاتها في كل من تركيا والسعودية وقطر، وربما "إسرائيل".تدعي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا في هذا الأمر، أنّها تدرب ما تسميه المتمردين المعتدلين لتعكس غطاء ضبابي على المشهد الحقيقي، حيث التعاون والعمل المباشر مع إرهابيي داعش المدربين والمسلّحين والممولين من الخارج، عبر تسهيل تسريبهم عبر الحدود إلى سوريا لمحاربة الجيش العربي السوري، والآن أضيف الدعم الجوي الأمريكي والبريطاني والكندي جنبًا إلى جنب مع القوات الخاصة السريّة على الأرض. وهنا نشير الى قول الجنرال المتقاعد في الجيش البريطاني والرئيس السابق لهيئة الأركان ديفيد ريتشارد: أنّ الدبابات سوف تتدفق كجزء من عمليات المملكة المتحدة في سورية، وأنّ الضربات الجوية الأمريكية إنّما هي تدافع عن مقاتلي داعش الإرهابيين، الذين يخدمون كقدم للجنود الأمريكيين ضد الجيش العربي السوري. وللعودة الى ما تم تسريبه أيضاً في فترة سابقة، والى صحيفة وول ستريت جورنال Wall Street Journal، ما يبدو أنّه ينذر بالشؤم كمشابه للتمهيد لليبيا 2(كاشفة زيف تخويل أوباما للقوات الجويّة الأميريكية بضرب القوات السورية إذا هاجمت تلك القوات المتمردين المعتدلين المدعومين أمريكيًا(غير الموجودين عمليًا، حيث التفويض ما زال ساري المفعول رغم صدوره قبل أزيد من عام، كل ذلك لصرف هذا الفعل الأمريكي سياسياً في الداخل الولاياتي الأمريكي، لأسناد المرشحة الأمريكية الأركولوجية هيلاري كلنتون ضد منافسها الجمهوري ترامب). كلّ هذه المحاولات الغربية تصطدم بالعائق الروسي والصيني الكابح بقوة لكل هذه التدخلات، وهو ما يمنع مصير على الطراز الليبي للأزمة السورية. فعلى سبيل المثال، بينما ذكرت وسائل الإعلام التركية وبشكل مقصود عن الرئيس التركي رجب الطيب أردوغان قوله ومن جديد: أنّ بوتين قد يليّن موقفه من الأسد، بمعنى أنّه قد يتخلى عنه، وقوله أنّ أوباما تشجع من حقيقة أنّ بوتين قد خابره في أواخر حزيران من عام 2015 م، وفي أنّه بدأ المخابرة بالحديث حول سورية، معتقدًا أنّه صار لديهم إحساس أنّ نظام الأسد يفقد قبضته عن مساحات أكبر وأكبر من الأراضي داخل سورية، وأنّ احتمال استيلاء "الجهاديين" على السلطة أو هزيمة النظام هي ليست وشيكة، ولكنّه يغدو تهديدًا أكبر يومًا بعد يوم، وهذا يقدم للأمريكيين فرصة لمحادثات جدية مع الروس حسب اعتقاد أردوغان والسعوديين في حينه، فأنّ الناطق بلسان بوتين Dmitry Peskov قال أنّ الزعيمين بوتين وأوباما ناقشا مكافحة الإرهاب وخاصة المتمثل ب"تنظيم الدولة الاسلامية"، موضحًا أنّ وجهة النظر الروسية هي معروفة جيدًا وقد كررها بوتين خلال محادثته مع أوباما وأنّها لن تتغير: "بوتين يعارض أي تدخل خارجي من قبل أية دولة في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويدعم الحق السيادي للسوريين كما لغيرهم من الشعوب في الدول الأخرى في اختيار قادتهم والمشرعين لبلادهم" بينما قال مساعد بوتين Ushakov : أنّ قوات القيادة الحالية في سورية هي واحدة من القوات الحقيقية والفعالة في مواجهة الدولة الإسلامية، وتخلص الصحيفة إلى القول ليس هناك ما يشير إلى أنّ الروسي يتجه نحو دعم أقل للرئيس الأسد ونسقه السياسي ونظامه(طبعاً حديث أردوغان هذا كان قبل فخ اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا، ولكن يعاد الآن صياغته بثوب آخر وبصورة فجّة عبر تسريبات هنا وهناك لغايات تركية تكتيكية). البلدربيرغ الأمريكي ونواة الأدارة الأمريكية الحالية، وأي نواة لأي ادارة قادمة ولو كانت جمهورية، يدركون جيداً أنّ سورية بنسقها السياسي الحالي ونظامها وديكتاتورية جغرافيتها، هي مفتاح السلم والحرب في العالم، ومن ينتصر في الحرب الدائرة في سورية وعلى سورية الآن، هو من يحق له اعادة رسم خرائط المنطقة وتوازانات القوى في كينونة النظام العالمي الجديد، لذلك نرى أنّ الفدرالية الروسية والصين معاً وبتشاركية ايرانية عميقة، يدركون أنّ انتصار واشنطن في سورية سيكون مقدمة لتنفيذ استراتيجية الأستدارة نحو أسيا، للعبث بأمن روسيّا والصين ومحاصرتهما لأضعافهما حد الأنهيار الكامل، من هنا روسيّا أيتها الدواعش السياسية والأستخبارايتة المخابراتية في بعض الدواخل العربية، لم ولن تتخلّى عن سورية بنسقها السياسي وبأسدها باسناد صيني كبير، واصرار ايران على افشال المشروع الأمريكي، وحاجة روسيّا والصين لأيران لدورها في سياقات النظام العالمي الجديد، بسبب موقعها الجيواستراتيجي، كونها طريق الحرير الجديد بين الشرق الأوسط وأسيا، بجانب قوّتها العسكرية والأقتصادية والبشرية، وتقاطع أديولوجيتها الثورية مع المبادىء القانونية والأخلاقية، التي يؤمن بها هذين البلدين جعلهما يدعمان سورية بنسقها السياسي ونظامها وأسدها بلا حدود وبلا قيود. وواضح أنّ روسيّا لن تسمح لواشنطن أن تعربد في العالم على هواها، ولن تسمح لماثلات حقبة بوريس يلتسين وفريق الليبراليين الجدد في الداخل الروسي ذوي البناطيل الورديّة القصيرة بالعودة من جديد وبلباس آخر ومختلف للتعمية السياسية على عودتهم، فهذا زمن ولّى ولن يعود بعد تعاظمات في الشعور القومي الروسي الذي أعاده بوتين وفريقه الى وجدان الشعب الروسي المتعاظم. أمريكا بعربدتها ومتاهاتها المقصودة كسياسة ونهج، تريد ضرب الخاصرة الروسية الرخوة في القوقاز، فاذا تحقق لها ما تريد في المسألة السورية والحدث السوري، فانّ العبور سيكون في غاية السهولة الى الجنوب القوقازي، خاصةً في ظلّ أنّ ايران تعتبر الخاصرة الروسية الضعيفة بالمعنى الأستراتجي الجغرافي كمجال حيوي للأمن القومي الروسي. فميزة الروس أنّهم يوزّعون جلّ بيضهم في أكثر من سلّة بأكثر من مكان وساحة في منطقة كمنطقتنا الشرق الأوسطية، رمالها متحركة تنزلق نحو المزيد تلو المزيد من الكوارث. اللقيط داعش والذي هو نتاج تلك الليلة الحرام تحت السقف الحرام في الفعل الحرام لوكالة الأستخبارات الأمريكية ومجتمع المخابرات الأسرائيلي الصهيوني في فراش الوهابية ونتاجات فكر ابن تيمية، وصل هذا اللقيط الى الباكستان والأفغانستان ولمجمل شبه القارة الهنديّة، وهنا قرون استشعارات مجتمعات المخابرات الروسيّة والصينيّة والهنديّة كانت ترصد كل شيء، بل وقبل وصول هذا اللقيط داعش الى تلك المناطق والساحات، فاستدعى كل ذلك تدخلاً من هذه الأطراف لرصد النوايا الأمريكية من الحرب على دواعش الماما ذاتها ومدى جدية ماما أمريكا لمحاربة فيروساتها، لخلق متاهاتها ومنها المتاه الأمريكية المقصودة في شبه القارة الهنديّة. لعبة الفوضى الخلاّقة الأمريكية الغربية الصهيونية فشلت حتّى اللحظة في تغيير موازين القوى على الأرض، من خلال سلاح الأرهاب الذي انقلب على رعاته وتمدد وصار يهدد الجميع بالجميع، لذا طالبت روسيّا والصين والهند، من باراك أوباما وادارته والتي تحاول أن توحي بأنّها قد تتخذ قرار عسكري ازاء سورية، رغم أنّها اقتربت من دخولها في مرحلة البطة العرجاء لجهة اتخاذا القرارات، من تحديد موقفه من محاربة الأرهاب بوضوح، وذلك في اشارة واضحة الى مخطط البلدربيرغ الأمريكي للأستدارة نحو أسيا بهدف زعزعة الأستقرار في دولها، وتم رفع كرت أحمر رابح في وجهه وهو يتموضع في التالي: تقويض الدولار الأمريكي كعملة مرجعية دولية واستبداله بعمله جديده في اطار منظمة دول البريكس، كمعادل دولي اقتصادي وعسكري ومدني بجانب منظمة شانغهاي، حيث من شأن ذلك أن يصيب الأقتصاد الأمريكي في مقتل، خاصةً وأنّ الصين هي البلد الكبير الذي يشتري سندات ديون واشنطن بمئات المليارات من الدولارات، وفي حال طرحها في السوق الأممي فسينهار اقتصاد أكبر دولة في العالم، ليجر معه قاطرة كل الدول المرتبطة به عضويّاً الى الهاوية وما أدراك ما الهاوية نار حامية. الغرب لا يفهم الاّ لغة المصالح والأقتصاد، لذلك قرّر حبيبنا باراك أوباما بايعاز من البلدربيرغ الأمريكي(جنين الحكومة الأممية)وعبر ادارته حكومة الأتوقراطية الأمريكية، وذراعها العسكري المجمّع الصناعي الحربي، تعديل الأستراتيجية الأمريكية في الشرق الأوسط من خلال الرهان على التقارب مع ايران من مدخل ملفها النووي، كمقدمة لتحسين علاقات بلاده معها ومحاولة احداث التغيير الهادىء من داخلها، تنفيذاً لتوصيات مجتمع المخابرات الأمريكي ومفاده: أنّ مفتاح التغيير في المنطقة يمر من البوّابة الأيرانية، وأنّه لا حل لأحتواء ايران سوى الأنفتاح عليها والرهان على مخطط تثويري بعيد المدى لزرع ثقافات الماكدونالد بديلاً عن ثقافات الثورة، في وجدان وعقول الأجيال القادمة في ايران نفسها، واللعب بالطبقة الوسطى الأيرانية والتغلغل داخل مفاصل الدولة الأيرانية للتفجير الناعم لها من الداخل، فالتطبيع مع ايران هو أحد أليات تنفيذ هذا السيناريو(هذا ما كشفه وزير الأستخبارات الأيرانية السابق حيدر مصلحي). اذاً هذا الهدف الأستراتيجي يؤكد أنّ التوصل الى الأتفاق النووي مع ايران والتنازل لها عن حقوقها دون مقابل يذكر(سوى تنازل ايران في الهوامش للغرب)هو حاجة أمريكية بالأساس، فتم الأستثمار في الجزرة النووية الأيرانية لأحتواء ايران والنفاذ الى دواخلها، ومن ثم اعمال أدوات التخريب الناعمه حتّى تعطي ثمارها على المدى البعيد، وقد يكون هذا هو السبب الرئيس لمعارضة الحرس الثوري الأيراني والجناح المحافظ للأتفاق النووي مع السداسية الدولية وعلى رأسها أمريكا حتّى اللحظة. قلنا مراراً وتكراراً أنّ الولاء للولايات المتحدة الأمريكية، أخطر من معاداتها، فالعداء لها له مخاطره، والتحالف معها يقترن دائماً وأبداً بالمصائب والدمار، والعقل الدمشقي هو الوحيد الذي سبر غور نواة عقل أمريكا وكشفه، فجاءت المقولة التالية التي تدغدغ البعض وتثير أضغان البعض الآخر:هناك ثلاثة أسرار في عمق تاريخ البشرية: الله، ثم المرأة، ثم سياسة دمشق، لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق؟ إنّ سياسة دمشق بالنسبة للغرب هي لغز. اتفاق نووي مع إيران عبر السداسية الدولية، عودة العلاقات الأمريكية مع كوبا، تفعيل الأدوات الاقتصادية والأستخباراتية لواشنطن في دول أمريكا اللاتينية، وإيصال القتلة الاقتصاديون لمراكز اتخاذ القرار وتنفيذه في تلك الساحات، كل ذلك يقود إلى حالة من الدفع التاريخي الحاد السائدة في العالم هذا الأوان، سأحاول أن أجمع وأكثف وأحلل في(حويصل)كمّاً من المعلومات لأخرج بمشهد آخر، أنّ الهدف من الاتفاق هو تفجير إيران من الداخل، فنحن لا ننجّم ولا نقتحم علم المستقبليات الذي يعتمد نظريات فلسفة التاريخ، عندما نبحث شكل العالم القادم بعد ضم القرم، وبعد عودة العلاقات مع كوبا، واتفاق نووي مع إيران تم تسييله، فنحن أمام يالطا جديدة أنهت يالطا القديمة، والفاعل الوحيد والأوحد في التاريخ وحركته وفي صناعة المستقبل هو الله ربّ الحياة والموت، والناس والجنّ مجرد أدوات يستعملها الخالق سبحانه لتحقيق التوازن في هذا العالم وعبر التدافع الأفقي والرأسي. وبين حالات الخلع الإستراتيجي ومحفزاته وتراكيبه في المنطقة ومن المنطقة، والإرباكات الأمريكية المقصودة للشرق الأوسط لغايات هيكلة وهندرة الوجود الولاياتي لهذا النفوذ، وبسبب الاتفاق النووي مع طهران فعّلت دولة الكيان الصهيوني أدواتها في دواخل أسيا الوسطى وخاصةً في دولة أذربيجان، والأخيرة كونها تعتبر النقطة الجيواستراتيجية الأكثر أهمية في منطقة أوراسيا قلب العالم القديم، وتمثل بوابة السيطرة على منطقة حوض بحر قزوين(بحر الخزر بالتسمية الإيرانية)الغني بالموارد النفطية والغاز الطبيعي، وعن طريق أذربيجان يمكن بسهولة تهديد منطقة قلب الدولة الحيوي في إيران، وذلك لقربها الشديد من العاصمة طهران، والمناطق الإيرانية الفائقة الأهمية والحساسية، إضافة إلى وجود حجم ليس بالقليل لما يعرف بـ(الأقلية الأذربيجانية)الموجودة في شمال إيران، وتتميز بمشاعر عداء قوية إزاء المجتمع الإيراني، وتنشط داخلها حالياً بعض الحركات الانفصالية التي تطالب بالانفصال عن إيران والانضمام لأذربيجان، وذلك بدعم المحور الأمريكي الغربي الإسرائيلي البعض العربي، ولأنّ أذربيجان تشكل نقطة تموضع كقاعدة يمكن تهديد المنشآت الروسية في مناطق منابع النفط الروسي منها، ومحطات الطاقة الكهرومائية الروسية، وأيضاً منطقة جنوب غرب روسيا التي تتمركز فيها الأنشطة الصناعية الروسية، ولأنّ أذربيجان تشكل بطريقة أو بأخرى محطة لدعم الحركات المسلحة في آسيا الوسطى ومنطقة القفقاس، وبالتالي فإن دعم هذه الحركات عن طريق باكو من الممكن أن يؤدي إلى المزيد من القلاقل في هاتين المنطقتين. وكل الأحداث الإقليمية مترابطة، وكل حدث محلي هو بالضرورة وبالتبعات إقليمي ودولي أيضاً، ويذهب الكثير من المتابعين أنّ الأتفاق النووي مع طهران، يحمل من المؤشرات والدلالات ما يتجاوز فكرة النووي الإيراني، إلى مرحلة تؤسس لعهد جديد في المنطقة في الترتيبات الإقليمية متضمنّاُ اعترافاً صريحاً بمدى النفوذ الإيراني، لذلك نرى محاولات ذات مخاضات مزمنة غير مكتملة، لتشكل تحالف إقليمي تركي سعودي مصري قطري بامتدادات باكستانية، لبناء طوق صلب حول إيران يحيط بها من الجهات الأربع بمحيط متجانس مذهبيّاً إلى حد ما، لتحقيق نوع من التوازنات بمفهومها الشامل أو ليكون بمثابة حصان طراودة للولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة، وفي ظل استمرار التحالف الأمريكي مع الإسلام السياسي في المنطقة وعبر نيولوك جديد، وخاصةً في حال تطويع وتأطير تنظيمات الأخوان المسلمين، في إطار قريب جداً من نموذج حزب العدالة والتمنية التركي، المراد تسيّده وأدلجته في المنطقة، وهذا من شأنه أن يجعل تنظيم الأخوان المسلمين بهويات وطنية كلّ في ساحته وهويته وظروفه، إن حدث هذا(السابق ذكره مع واشنطن دي سي)تصبح أي تنازلات إيرانية نووية في الاتفاق إياه، مسألة تفصيلية غير ذي صلة(المهم تأمين الحد الأدنى من حاجات إيران النووية). تساؤلات عديدة على شاكلة التالي: هل تكيفت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مع القنبلة النووية الإيرانية، كما فعلت في الماضي القريب مع الباكستان والهند، وفي ظل معطى استراتيجي يتموضع في أنّ أمريكا تعتبر البرنامج النووي الإيراني تهديداً استراتيجيا،ً في حين أنّ"إسرائيل"تعتبره تهديداً وجوديّاً؟ هل صار البلدربيرغ الأمريكي يؤمن بحقيقة أنّ إيران دولة إقليمية حقيقية عقلانية ذات مجال حيوي تبني سلوكها على الربح والخسارة، وبالتالي لا بدّ من التعايش مع إيران نووية كخصم قوي؟ هل مشكلة وعقدة واشنطن مع إيران في مفاصل تقنية البرنامج النووي، أم في سلوك إيران ونفوذها الإقليمي؟. وهل الاتفاق النووي تغير في الاستراتيجيات أم في التكتيك؟ أم أنّه تغير في أهداف ومنحنيات السياسة الأمريكية في جلّ المنطقة؟ ويعني تراجع أمريكي من مستوى تغير سلوك إيران وتقليص مساحات نفوذها، إلى العمل على احتوائه، ويعني التسليم بنفوذ إيراني ومحاولة رسم إطار له، إطاراً جغرافيّاً للنفوذ العسكري الإيراني وامتداداته الميدانية عبر الأنصار والحلفاء في المنطقة، حيث إيران وضعت كل بيضها خارج السلّة الأمريكية فنجا من الكسر، بينما العرب ومع كل أسف وضعوا كل بيضهم فيها وأزيد من بيضهم، لهذا سينكسر جلّه ويزحفون على بطونهم، فالعراق بالنسبة لإيران جزء من أمنها القومي، وسورية بالنسبة لحزب الله عمق استراتيجي، واللغة الدبلوماسية غير اللغة الأستخباراتية المواتية، ولا حليف لأمريكا سوى نفسها، والمشهد صار سرياليّاً، وان قام بعض العرب بزيارة إيران، فهي زيارة الضعيف للقوي، هكذا المعادلات تقول وتتحدث وبعلم الرياضيات السياسية التي لا تجامل أحداً، وهذا أجمل شيء في لغة الرياضيات السياسية الرقمية، والتي تتساوق مع منطق الأمور، حيث لا مكان للعواطف والمشاعر والرغبات والأمنيات والهوبرة، في ثناياها وتمفصلاتها وتحوصلاتها، في أصل جذورها التربيعية والتكعيبية، أنّها الرياضيات العقلية لغة الأرقام ولغة المنطق. في المنظور الإسرائيلي الصهيوني لاتفاق إيران النووي بأنّه عمليّاً: هو نتاج صمود الدولة الوطنية السورية وتماسك جيشها وأجهزتها الأمنية ومؤسسات القطاع العام، وبالمجمل صمود النسق السياسي السوري. "إسرائيل" الصهيونية ترى في مفاعيل وتفاعلات اتفاق إيران حتّى اللحظة، يعني الاعتراف بإيران دولة إقليمية لها نفوذها ومجالها الحيوي في جلّ منطقة الشرق الأوسط، وبحق إيران في تخصيب اليورانيوم كعملية تقنية فنيّه نووية وبعيداً عن نسبة التخصيب، ويعني ضخ المزيد من الأموال المجمّدة، وهذا يقود إلى تحسين الاقتصاد الإيراني وبالتالي تحسن وانتعاشات في الاقتصاد السوري المأزوم نتيجة المسألة السورية. ويعني تخفيض نسبة البطالة في إيران بشكل ملموس، وتخفيض نسبة التضخم المالي، واستعادة العملة الإيرانية لما فقدته من قيمتها، وبالنتيجة احياءات متصاعدة لدورة الاقتصاد الإيراني. وفي ذات السياق العام ترى "إسرائيل" الصهيونية، أنّ اتفاق إيران ما زال غامضاً ويحتاج إلى مزيد من الإيضاحات والكشف عن مفاصل المعلومات، وصحيح أنّ إيران لم تتنازل عن حقها في التخصيب. من جانب حذر، تنظر "إسرائيل" الصهيونية إلى اتفاق إيران كحدث سياسي، قد يقود إلى حالة إستراتيجية من العلاقات المختلفة مع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، ومن جانب آخر كنتيجة مفعّلة سوف يقود إلى التقليل من الرقعة الجيواستراتيجية، التي تسيطر عليها روسيّا والصين في منطقة الخليج، وقد يقود هذا إلى إحياء عودة النفوذ الأمريكي إلى أسيا الوسطى عبر إيران، ويقود إلى تراجع تركيا وتمايز في علاقاتها مع واشنطن. ولكن"إسرائيل" الصهيونية تحاول إخفاء ابتسامة هنا: أنّ اتفاق إيران سوف يؤسس إلى تغير تدريجي في نواة المجتمع الإيراني عبر الطبقة الوسطى الإيرانية، واستعادة الأخيرة لديناميكياتها بسبب تحسن الاقتصاد الإيراني، كونها الطبقة التي يمكن الرهان عليها في إحداث التغيير المنشود والمأمول أمريكيّاً وغربيّاً وصهيونيّاً، كونها طبقة لها آفاق سياسية كبيرة في إيران وهي ذات مكون بشري شاب، والطبقة الوسطى في إيران هي مصنع القيادات السياسية والثقافية والفكرية والعلمية والعسكرية والأستخباراتية، وهي التي تحافظ على الصراع الطبقي في المجتمع، بينما "إسرائيل"الصهيونية تضحك بتشفي بأنّ الطبقة الوسطى في الأردن تم تذويبها وإلغائها ضمن نهج محدد في السياسات الاقتصادية وغيرها، لتأجيل و\أو إلغاء أي رهان سياسي عليها في التغيير مع كل أسف، ففي حالة اندلاع الصراع و\أو التنافس لمستويات ساخنة على المدى الطويل في الداخل الأردني، فسوف تكون النتائج عنيفة بالمعنى السياسي والأمني والمورد البشري، وهذا قد يقود الى التطرف والأرهاب في الداخل الأردني المحتقن، وخاصة بعد جريمة اغتيال سياسي أصابت الناشد السياسي المرحوم ناهض حتر، عبر ذئب داعشي تكفيري(مهندس مدني يعمل في وزارة التربية والتعليم) ينتمي الى الطبقة الوسطى التي تم تذويبها، فلا طبقة وسطى يمكن لنواة الدولة الأردنية عندها الركون إليها، لإعادة التوازن للصراع المجتمعي أو إن شئت سميه التنافس بفعل المحفزات الداخلية الديمغرافية والإقليمية، والتي يصار لتوظيفها عبر البلدربيرغ الأمريكي ونواته الأممية، بعد تعثر المشروع الأمريكي في سورية. اذاً أمريكا والغرب الأوروبي وعبر الاتفاق النووي، يسعون إلى تغير طبيعة النظام السياسي في إيران، عبر الطبقة الوسطى الفاعلة في المجتمع الإيراني، كمقدمة لإنهاء البرنامج النووي الإيراني وعبر إطلاق العنان وافساحات للمجال السياسي لطهران وإدماجها في بيئة الاقتصاد العالمي، والاعتراض الإسرائيلي الصهيوني هنا: هو أنّ هذا يحتاج إلى وقت طويل ومثابرة وهذا لا يصب في الصالح الإستراتيجي الإسرائيلي مع وجود نخب سياسية وعسكرية واستخباراتية واقتصادية إيرانية تلتف حول الدولة الإيرانية وولاية الفقيه. ونظرة"إسرائيل"الصهيونية أنّ اتفاق إيران يعزّز مكانة إيران كقوّة نفوذ في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويقود إلى تقاربات ومزيد من العلاقات مع غالبية الشعب الأذري في شمال إيران حيث أذربيجان، والى تفاهمات خاصة وجديدة مع باكو حول مخزونات بحر قزوين في الشمال الإيراني للتوصل، إلى اتفاقيات إطار قانوني مع الدول الأربعة الأخرى المطله عليه وهل هو بحر أم بحيرة؟ كذلك إلى تفاهمات إيرانية أذربيجانية حول الوجود العسكري والأستخباري الإسرائيلي المستتر في الداخل الأذربيجاني. "إسرائيل"الصهيونية تسعى إلى توظيفات لأتفاق إيران النووي وتعمل عليها، للحصول على ثمن ما غير واضح في مجمل الصراع العربي الإسرائيلي وخاصةً على المسار الفلسطيني – "الإسرائيلي"، خاصة مع عودة بنيامين نتنياهو للحكم وللمرة الرابعة على التوالي، كأن يكون مثلاً بقاء المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، تفاهم حول القدس، والتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وحول كل موضوعات الحل النهائي بما فيها اللاجئين والنازحين، وأنّه في حالة عدم منح "إسرائيل" هذا الثمن فسوف تعيقه وعبر أدواتها في الداخل الأمريكي وفي الكونغرس وغيره من مؤسسات الدولة الأمريكية وعبر أدواتها في الخارج الأمريكي وفي أوروبا، الاّ في حالة واحدة محتملة وهي رفض الحكومة الأممية(البلدربيرغ)الأمريكي التوجهات الصهيونية!. وترى"إسرائيل" الصهيونية في الاتفاق النووي مع إيران، أنّه أشّر إلى حد ما على انتصار المكون الشيعي السياسي ضد المكون السنّي السياسي، واستمرار النسق السياسي السوري، وبقاء الرئيس لقيادته المرحلة الانتقالية القادمة والتي يمكن أن تنتجها أي عملية سياسية تسووية قادمة، واتفاق إيران أدخل الدول العربية المطلة على الخليج في دائرة الخطر الإستراتيجي، والتمهيد للثورات فيها لأحداث التغيرات المطلوبة أمريكيّاً، وهذا ما لا تريده "إسرائيل" الصهيونية الآن على الأقل. تل أبيب الصهيونية ترى أنّ إيران قدّمت تنازلات في الهوامش ونسب التخصيب وتفاصيل أخرى لا تعيق حقها في التخصيب الذي شرعنه الاتفاق، وأنّ الاتفاق النووي فقط أبطأ جوهر مشروعها. "إسرائيل"الصهيونية ترى في اتفاق إيران يعني استخدام الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأوراقها السياسية، وأدواتها العملياتية في داخل الباكستان وأفغانستان ومع حركة طالبان أفغانستان وطالبان باكستان، لتسهيل عمليات انسحاب جزئية لبعض القوّات الأمريكية من أفغانستان مع عدم عرقلة ومواجهة المصالح الأمريكية هناك، وهذا من شأنه أن يقود إلى حالة من التسكين على طول خطوط العلاقات الأمريكية الإيرانية، وهذا لا يصب في الصالح الإسرائيلي الصهيوني. تتحدث المعلومات، وبعد توقيع الأتفاق بين إيران والسداسية الدولية وبالرغم من ذلك، أنّ مؤسسات القرار السياسي والأمني في واشنطن تفكر وبجدية متناهية إقامة(مظلة دفاعية)من أجل حماية حلفائها في منطقة الخليج العربي خاصةً، والشرق الأوسط عامةً من ما يسمّى في المجتمع الدولي(الولايات المتحدة الأمريكية)وفي سائل الميديا العالمية بالخطر النووي الإيراني، حيث العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي وحلفائها، يبذلون قصارى جهدهم من أجل منع إيران من الحصول على القدرات النووية، بما فيها القنبلة النووية والتي لا تسعى إليها ولا تريدها إيران، والأخيرة باعتهم قنبلة نووية لا تملكها، لقاء رفع عقوبات لا تستحقها عبر الأتفاق الأخير. ومع كل ذلك، واشنطن قرّرت إذا استمرت طهران في برنامجها النووي دون أي أثر على عملية إبطائه عبر الأتفاق، وصار(ومن الزاوية الأمريكية)حصولها على القدرات الحربية النووية أمراً واقعاً لا فرار منه، فانّ واشنطن ترى أن الحل يكمن في خيار نشر القدرات النووية الأمريكية في المنطقة، لحماية حلفاء أمريكا وحماية المصالح الأمريكية الحيوية ليصار إلى ابتزاز الجميع ومن جديد. لقد وجدت واشنطن في استخدام الخطر النووي الإيراني، " الفزّاعة المناسبة التي فتحت أمامها نافذة الفرصة لنشر قدراتها العسكرية النووية وبشكل مكثف في الشرق الأوسط، مما يتيح لها وضع منطقة الشرق الأوسط بشكل نهائي وأخير تحت السيطرة العسكرية الأمريكية، وبالتالي يجعل هذه المنطقة خطّاً أحمراً أو" تافو" محرّم على القوى الدولية الأخرى كروسيا الفدرالية والصين والاتحاد الأوروبي. وعبر هذه"الفزّاعة"الإيرانية النووية وتضخيمها(بجانب الأتفاق النووي)، تستطيع العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، من توسيع نطاق انتشار القواعد العسكرية الأمريكية في المناطق ذات الأهمية والحساسية الفائقة إزاء السيطرة على النظام الدولي، بعد أن فشلت الولايات المتحدة الأمريكية ومن ارتبط بها من العربان في إسقاط النسق السياسي السوري، وبالتالي هي تسعى وعبر نشر قواعدها العسكرية والنووية، لوضع إيران تحت السيطرة الأمريكية، بما يتيح لواشنطن لاحقاً القيام بعملية احتواء النظام الإيراني، وتعزيز القدرات العسكرية للقيادة الوسطى الأمريكية، بما يتيح لها قدرة أكبر في السيطرة على المسرح الشرق الأوسطي، لجهة الردع والحسم السريع لكافة أشكال وأنواع المهددات الماثلة والمحتملة.
مصادر عليمة أمنية وسياسية وعسكرية، تتحدث عن معلومات حول المجمّع العسكري الصناعي الحربي الأمريكي، وشركات سلاح أمريكية وغربية ذات صفة أممية، مارست ضغوط كبيرة على الإدارة الأمريكية الحالية، لكي يتم توقيع الاتفاق النووي مع إيران وتذليل كافة العقبات، واعتماد مبدأ موازنة القدرات العسكرية النووية الإيرانية، بنشر المزيد من القدرات العسكرية النووية الأمريكية، لأنّ دراسات الجدوى التي تفحّصها خبراء هذه الشركات أكدت أنّ الشركات العسكرية الأمريكية وكيانات المجمع الصناعي الحربي الأمريكي، ستحصل على إيرادات مالية لا مثيل لها، إذا ما استطاعت واشنطن توظيف فزّاعة الخطر النووي الإيراني، بجانب توقيع الأتفاق مع إيران ومتزامن كل ذلك في ابطال الكونغرس لفيتو أوباما بحق قانون جاستا الذي يحاسب دعاة ورعاة الأرهاب، وجعل بلدان الخليج تذهب إلى سباق تسلح إقليمي واسع النطاق(السعودية تسعى الآن الى امتلاك قدرات نووية عبر التعاون مع روسيا من خلال، ما تمخضت عنه زيارة وزير الدفاع السعودي السريّة التي كشف عنها الجنرال قاسمي موخراً، وكرد على قانون جاستا وقرار الكونغرس الأمريكي بابطال فيتو الرئيس بحق القانون ومضمونه)، حيث هذا السباق في التسلّح، يتم على خلفية قيام واشنطن بنشر قدراتها العسكرية في المنطقة طالما أن ذلك يؤدي إلى إلزام دول الخليج بتمويل نفقات القواعد العسكرية الجديدة وفي العراق، مع بيع المزيد من العتاد والأسلحة الأمريكية المتطورة لدول الخليج(فخ اليمن)كذلك جعل دول الخليج وبقية حلفاء أمريكا العرب بالدخول في روابط واتفاقيات إستراتيجية مع واشنطن، لكي تكون وعلى وجه التمام مثل اتفاقيات حلف شمال الأطلسي(الناتو)والتي ظلّت على مدى أكثر من ستين عاماً وأزيد، تفرض القيود والالتزامات على بلدان غرب أوروبا. إشعال حرب باردة جديدة في الخليج العربي والشرق الأوسط عبر الحدث السوري والحدث النووي الإيراني، بشكل يتيح لأمريكا ربطها مع الحرب الباردة في الباسفيك ضد الصين والحرب الباردة في وسط وشرق أوروبا ضد روسيا الفدرالية، بما يفتح المجال أمام حرب باردة عالمية جديدة توفر الغطاء لمساعي واشنطن من أجل إعادة تشكيل الخارطة الجيو سياسية العالمية، تعبئة بلدان الخليج وحلفاء واشنطن الشرق الأوسطيين للانخراط إلى جانب واشنطن في المواجهات الدولية والإقليمية، وعلى وجه الخصوص المواجهة الأمريكية الصينية والمواجهة الأمريكية الروسية. بالرغم من الأتفاق مع ايران، فانّ نواة الدولة الأمريكية(البلدربيرغ الأمريكي) قرّرت إبقاء ما يسمّى بالخطر النووي الإيراني، لفترة طويلة قادمة هو الخيار الأنسب والأفضل لا بل الأمثل النموذج بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها، إن لجهة استخدامه كغطاء لتنفيذ أحد أهم المخططات الأمريكية الساعية للسيطرة على العالم، حيث كلما كان الخطر النووي الإيراني موجوداً، كلما وجدت المبررات لاستخدامه كغطاء في تنفيذ متطلبات عملية التظليل الإستراتيجي الواسعة النطاق ضد بلدان المنطقة، كذلك توافر القدرات العسكرية النووية الأمريكية في الخليج والشرق الأوسط، هو توافر لن يؤدي إلى ردع واحتواء الخطر النووي الإيراني، وإنما إلى ردع واحتواء القدرات العسكرية التقليدية العربية ومنعها من التحول إلى قدرات غير تقليدية حماية(لإسرائيل) الطارئة على كل شيء في المنطقة. وتسعى أمريكا إلى بناء تحالف عسكري في الخليج والشرق الأوسط كما هو الحال في تجربة حلف الناتو، مع إطلاق محادثات سريّة لا مفاوضات لما يسمّى بالسلام في الشرق الأوسط، والتي تشي كل المعلومات السياسية والإعلامية والأستخبارية في وسائل الميديا العالمية، أنّها محادثات ليست للتسوية وإنما لتصفية القضية الفلسطينية برمتها(راجع تحليل لنا في السابق: تداعيات ومفاعيل استراتيجيات شيطنة غزّة)عبر ما يسمّى بالسلام الإقليمي، وجعل مطبخ القرار في الأردن يفكر من الآن بما يسمى بالحدود المعقولة لتوطين اللاجئين والنازحين لديه، ودمجهم بالمجتمع الأردني مع تغيير قواعد اللعبة السياسية الداخلية، مع غياب تام لأية ضمانات دولية في هذا السياق، والذي يجد آذاناً صاغية في إدارة أوباما الديمقراطية بشكل معمّق إن بقيت في الانتخابات القادمة كإدارة ديمقراطية وان رحلت، كما يجد ذات الآذان لتنصت إن كانت الإدارة جمهورية. لقد تحدثنا ومنذ بدء عمل هذه الإدارة الأمريكية الديمقراطية بالفترة الأولى والثانية، أنّ إدارة أوباما صحيح أنّها ديمقراطية، إلا أنها بأجندة جمهورية بشكل راديكالي((أنظر إلى جغرافية ما يسمّى بالربيع العربي من تونس إلى مصر، فليبيا إلى سورية، ولبنان وفلسطين، والعراق، وما يحضّر للجزائر والمغرب،(وموريتانيا حيث نفوذ اقتصادي إيراني فيها، عبر الاستثمارات في الثروة السمكية الهائلة والأمريكان يريدون استهداف هذا النفوذ)والأردن، فكل جغرافية هذا الربيع العربي في عيون استراتيجيات الخداع الأمريكية، إن لجهة الديمقراطي، وان لجهة الجمهوري، طالما أنّ المشغّل واحد هو البلدربيرغ الأمريكي، وهي(أي إدارتي أوباما)أخطر على الشرق الأوسط، وقضية الصراع العربي الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية، وعلى العالم من إدارتي بوش الجمهوري. نعم : إنّ إستراتيجية الاحتواء التي سبق وطبقتها واشنطن في غرب أوروبا وتركيا خلال الحرب الباردة، قد أتاحت للولايات المتحدة الأمريكية السيطرة الاقتصادية والسياسية والعسكرية والأمنية على الأوروبيين، والآن فقد آن الأوان لاستخدام معطيات إستراتيجية الاحتواء هذه ضمن صيغة جديدة معدلة لجهة تفعيل مفاعيل إسقاطها على منطقة الخليج والشرق الأوسط وسورية وإيران معاً. فمن أجل أن تثبّت الدولة العبرية وجودها، فإنها تسعى دائماً وبثبات إلى تحقيق تفوق استراتيجيين، وهذا الكيان العبري لا يجد وسيلة لبقائه الاّ بتحوله بالكامل إلى ثكنة عسكرية، وبامتلاكه السلاح النووي، حيث ذهب إلى تطوير البرامج النووية التي تستخدم للأغراض العسكرية، وصناعة القنابل الذرية، ففي العاشر من آب عام 1948 م وبعد قيام هذا الكيان العبري الطارئ على التاريخ والجغرافيا في المنطقة، أنشئت مؤسسة الطاقة الذرية الأسرائلية " ناجال سوريك "التابعة إلى وزارة الحرب الإسرائيلية، كما وضعت الخطط لبناء مفاعلات نووية ومسرعات ذرية وإنتاج الماء الثقيل والحصول على اليورانيوم المخصّب، ولهذا التسليح العبري أبعاده الإستراتيجية، إنها ليست مشكلة حدود أو سيادة، بل مشكلة بقاء مادي بكل ما في هذه الكلمة من معنى، وهي مسألة بقاء لا للشعب اليهودي في الأراضي المحتلة عام1948 م فقط، بل للشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم. والحديث عن السلاح و/ أو البرنامج النووي الإسرائيلي، يتم تجاهله تماماً وكأنّ هذا البرنامج و/ أو السلاح لا يشكل خطراً أو تهديداً أو تقويضاً للسلام والأمن في المنطقة، التي تعد أكبر المناطق في العالم التهاباً وتوتراً بسبب الاحتلال العبري للأراضي العربية المحتلة / الجولان السوري، مزارع شبعا، قرية الغجر، وكذلك الأرض الفلسطينية المحتلة / عام 1948 م وعام 1967 م . والمفارقة المضحكة المبكية هي: وعلى الرغم من أنّ الولايات المتحدة الأمريكية تتبنى بنفسها منذ فترة مسألة حظر أسلحة الدمار الشامل، الاّ أنها رفضت منذ سنوات التصديق على معاهدة حظر إجراء التجارب النووية، بل أنّ واشنطن لم تتخذ موقفاً مناهضاً لامتلاك " إسرائيل " أسلحة الدمار الشامل، وتجاهلت المواقف العربية والدولية الحيّة، الرافضة للسلاح النووي " الإسرائيلي "، حيث تمتلك " إسرائيل " أخطر وأفتك الأسلحة النووية، ويهدد المنطقة العربية وغير العربية بأسرها، وقد رفضت أمريكا باستمرار الدخول في اتفاقية حظر إنتاج وتطوير الأسلحة النووية أمام سمع العالم وبصره وصم أذنيه عن ما يجري في مفاعل ديمونا، وبما أنّ أسلحة الدمار الشامل " الإسرائيلية " تؤدي إلى اختلال التوازن العسكري في المنطقة، فمعنى هذا أنّ مقولات وعبارات السلام المقبل / السلام الوهم، وخارطة الطريق الأمريكية، عبر مفاوضات التقريب / خارطة تصفية القضية الفلسطينية / والدولة الفلسطينية الواقعية/ على رأي سلام فياض/ مجرد أوهام ستذهب أدراج الرياح في ظل خطط قادة هذا الكيان الطارئ على كل شيء. في الوقت الذي شنّت فيه واشنطن ولندن، ومن حشدت إليه من الدول إلى جانبهما في عام 2003 م وما زالتا، لحرب ضروس على العراق الدولة والشعب والحضارة، في تحد سافر ومقلق، بزعم إنقاذ العالم من أسلحة الدمار الشامل العراقية، والتي لم يتم العثور عليها حتّى الآن، وفي ذات الوقت الذي ترتفع فيه عقيرة لهجة التهديدات الأمريكية والأوروبية بالرغم من توقيع الأتفاق النووي، لكل من إيران الدولة المسلمة وسوريا الدولة العربية(بالرغم من الحرب بالوكالة عليها منذ خمس سنوات وأزيد)وغيرهما من الدول، لمجرد الارتياب والخوف في سعي تلك الدول لإعادة أو تطوير برامجهم النووية السلمية، نجد فيه إسرائيل تسعى إلى تطوير برنامجها النووي العسكري السري، وتعقد مزيد من الاتفاقيات السرية مع واشنطن وغيرها من دول السلّة والجوقة، والتي تقضي بأنّه بوسع إسرائيل أن تمضي قدماً في برنامجها النووي، كيفما شاءت ما دام الأمر قد بقي طي الكتمان!!. إن الدولة العبرية بأسلحة دمارها الشامل، وبرنامجها النووي العسكري السري(عمره أزيد من خمسين عاماً، وعرّابه الأرهابي شمعون بيرس الصهيوني نفق مؤخراً، حيث شارك النظام الرسمي العربي المتهالك بجنازته)وما يحويه من نظم التسليح النووي الخطيرة، يؤكد أن إسرائيل دولة إرهابية بامتياز، وجديرة بالانخراط في دول محور الشر التي يجب على العالم أجمع محاربتها عسكرياً واقتصادياً، كيف لا وهي( أي إسرائيل )تمتلك سادس ترسانة نووية في العالم، من بينها أسلحة نووية ذات تكتيكات صغيرة وألغام نووية، علاوة على صواريخ متوسطة المدى تطلق من البحر والجو وتقوم بتطوير قنبلة النيترون؟! . إنّ سياسة الغموض النووي التي تمارسها إسرائيل، منذ اغتيال الرئيس الأمريكي جون كندي، والأخير مارس ضغوطاً على إسرائيل وبقي متربصاً بها إلى أن تم اغتياله، وتحديداً في عهد جلودا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية عام 1969 م، والتي وصفها يوماً ما فرانسوا ميتران لشدة قباحتها بقوله: يا الله كأنّها للتو وقد سقطت من مؤخرة يهوذا، حيث وصلت إلى تفاهم مع الأمريكان حول برنامج إسرائيل النووي السري، ومن هنا يجب أن لا تستمر هذه السياسة النووية الغامضة الإسرائيلية، حيث تعد هذه السياسة دليل على المساعي الإسرائيلية الفاشية، ودليل على السياسات الأمريكية المتخاذلة في المنطقة والعالم أجمع، وما صرّح به كارتر وقبل تسع سنوات من الآن(أذكر ذلك جيداً)، في مهرجان أدبي بريطاني في مقاطعة ويلز، أنّ إسرائيل تملك أكثر من 150 سلاحاً نووياً، فهي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط الآن والتي تمتلك أسلحة نووية هائلة، ومع ذلك نجد هذه الدولة العبرية الطارئة على الجغرافيا والتاريخ في المنطقة الشرق الأوسطية، لم تؤكد ولم تنفي هذه المعلومات القديمة الجديدة والتي تفوّها بها كارتر، معتمدةً على سياسة الغموض النووي في برنامجها العسكري السري والذي يهدد الأمن والسلم العالميين . إنّ الإشعاعات النووية القادمة من المفاعل النووي الإسرائيلي في ديمونه، لها تأثير واضح على الحوامل والأجنة تحديداً، فهي تسبب تشوهات خلقية، واجهاضات متكررة، ومشاكل في النمو، وعقم للرجال، وعقم للنساء، كذلك سوء تغذية للأطفال، كل ذلك وأزيد منه سواءً في غزّة والضفة الغربية، وكذلك يمتد أثرها على جنوب الأردن الصامد، فالأطفال يولدون بأوزان قليلة، وبقامات قصيرة، فمستوى الفقر في غزّة يصل إلى ذروته العالية المتفاقمة، مع استمرار الحصار وفي الضفة الغربية أيضاً، وان كان طبعاً أقل من غزّة، الأمر الذي يؤثر على صحة الحوامل وعدم قدرتهن على معالجة ومقاومة تأثير هذه الإشعاعات، كما أنّ 60% من النساء الحوامل يعانين من مرض فقر الدم. والتساؤل الأخير هو: هل بدأ البلدربيرغ الأمريكي وعبر الاتفاق بين إيران والسداسية الدولية، في الشروع باستراتيجيات الاختراق النظيف للدولة الإيرانية، عبر الأدوات من المعارضة الإيرانية الخارجية ذات الارتباطات الموساديّة، والخلايا النائمة منها وغيرها في الداخل الإيراني، كما فعلت في جلّ المنطقة حتّى اللحظة، بحيث لا تلوّث أياديها بدماء غيرها؟ وهل شرّع الاستثمار في الطبقة الوسطى الإيرانية، لأحداث التغيرات السياسية المطلوبة وللتمهيد لتفجير إيران من الداخل؟