تبين إحصائيات المرشحين في الدوائر الخمسة الأولى لمحافظة البلقاء بأن هناك ما يقارب من 19.35% من المرشحين قد حصلوا على شرف النيابة في الدورات السابقة وكانوا سفراء للسلط في مجالس نيابية سابقة تفاوتت بين المرة الواحدة أو المرتان ، وإذا كان هناك استفتاء عن مدى إنجازاتهم في المجالس التي مثلوها بالتأكيد لا يوجد لبعضهم إنجازات ملفته للنظر سوى الحصول على بريستيج المجلس ونمرته وهيبته السلطوية ، كما تبرز أهم إنجازاتهم في الوصول إلى عمان الذي يعتبر بحد ذاته هدف وغاية في الوقت نفسه والذي مكنه من النجاح ، لذلك فرصة التغيير لن تأتي أكثر من مرة ولأن المجرب لا يجرب خاصة إذا تم معرفة مستوى أداءه في المجلس ، ولكن السلط طالما طالبت بالتغيير وما شاهدناه في رئاسة البلدية الأخيرة من عدم وعي للناخب السلطي في اختيار من يمثله بطريقة تعظم من منفعة المدينة والمصلحة العامة لها ، ويبدو عليها طابع الجهوية والقبلية في اختيار المرشحين ، وربما تثير التعليقات التي نشاهدها على المواقع الإلكترونية هذا التوجه رغم أن الكل يتحدث ويطالب بالتغيير .
وجد أيضاً بأن 25.8% من المرشحين الين لم يستطيعوا النجاح واجتياز سباق المنافسة ، وهم لم يعطوا الفرصة للتغيير والحكم على مستوى أداءهم ، وكان رسوب بعضهم ليس لعدم كفاءته المهنية ولكن بسبب التحزبات الانتخابية العشائرية وتصفية الحسابات التي تبتعد كثيراً في مهنيتها عن متطلبات المرحلة وبرامج الإصلاح السياسي التي تنتهجها الحكومة ، وسيطرة الزعامات التقليدية في المدينة على هذه الانتخابات ، وهذه الفئة بالإضافة إلى فئة المرشحين الذين سجلوا لأول مرة والبالغة نسبتهم إلى 61.3% (يصبح مجموعهم 87.1%)، يمكن أن يكونوا الخيار الأفضل لتمثيل المدينة خاصة أن معظمهم من فئة الشباب القادرة على إحداث التغيير وخدمة قضايا المدينة والمجتمع المحلي ، فالمدينة لا تحتاج إلى أسماء كبيرة بقدر ما هي بحاجة إلى إنجازات وخدمات وبرامج تنموية شاملة قادرة على النهوض بالشباب السلطي وخدمة مصالحة وقضاياه ، هذا المجتمع الذي لا يختلف كثيراً عن بقية المدن والمحافظات وبالتالي يمكن تعميم النتيجة السابقة عن بقية تلك المدن ، لذلك يجب أن يكون الاختيار عقلاني حتى لا يكون هناك نوع من الندم والفشل في الاختيار ، كما حصل في الدورات السابقة سواء في البلدية أو في البرلمان ، خاصة وأن بعض الأسماء التي سجلت في بعض الدوائر الوهمية أصبحت تعد العدة للاحتفال بالنجاح قبل موعد الانتخاب بشهر تقريباً بسبب تفردها في هذه الدوائر وعدم وجود منافسين أكفاء لها من وجهة نظرها ، وهذا في حد ذاته تجاوز أو تهميش لإرادة الناخب السلطي ، وغرور غير مبرر يجب أن يحاسبوا عليه ، لذلك يجب على الناخب عموماً أن يركز في حساباته على مصلحة المدينة أولاً وأن يغلبها على مصلحة العشيرة التي ستصب بنهاية الأمر في مصلحة المدينة لو تم الاختيار الصحيح .
أما نسبة النساء المرشحات في القصبة فبلغت نحو 22.6% ، وهذا بكل تأكيد مؤشر إيجابي على تحسن دور المرأة السلطية في خدمة قضايا المدينة ومشاركتها في صنع القرار المحلي ، وبالنتيجة فإن امرأة نشيطة وقادرة على الإنجاز أفضل من رجل سلبي لا يخدم سوى مصلحته الشخصية .
الدكتور إياد عبد الفتاح النسور
Nsour_2005@yahoo.com