لقد اقتربت ساعة الاقتراع في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر حيث وضعت الحملة الانتخابية أوزارها في تنافس يبدو أنه غير شريف بين الكثير من المرشحين، استخدم فيه الكثير من الأسلحة القذرة، حيث سادت و تسيّدت الرشاوى الانتخابية بطريقة علنية وغير علنية، مبطنة ومكّيسة بغلاف إنساني او اجتماعي في ظاهره جميل وفي باطنه قذر.
لقد انتهت المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية بتصفيات عشائرية نجحت بعضها وفشل البعض الآخر... لقد فشلت بعض العشائر في إفراز مرشح إجماع ، لسيطرة المال السياسي ولغياب مبدأ إسلامي إنساني شرعي يجمع بين البشر، يقول الله فيه أن \" وشاورهم في الأمر\" . لقد تجاهلنا وعصينا أوامر الباري عزّوجل، وقمنا باستباحة شرع الله ونحن نبتهل إليه في المساجد عاكفين رافعين اكف الذراعة الى الله وفي قرارة أنفسنا نوايا خبيثة مبيتة من الغدر والخيانة وحنث اليمين وانتهاك حرمة وقدسية كل المبادئ الإنسانية بين البشر.
لقد أفرزت الانتخابات الداخلية للكثير من العشائر أبعادا اجتماعية سيئة، فقد نمّت ما يسمى بالمال السياسي القذر، وفرّقت بين الأخ وأخيه، حيث استبيحت الضمائر في سوق سوداء لم يبقى فيها من العزة والكرامة والشرف إلا مسمياتها.
لقد انتهت محاولات العشائر للتوفيق بين مرشحيها، مخلّفة \"فسادا وإفسادا\" كبيرا بين أفراد تلك العشائر التي لم تستطع الوصول إلى غايتها... لقد كان الوضع جدّ اليم ونحن نرى هذا الوضع الاجتماعي المتردي كنتيجة لنوايا بعض أفراد ووجهاء هذه العشيرة أو تلك، للنيل من العشيرة وسمعتها وعزّتها وحتى هيبتها لأجل بقاء هذا الفرد او ذاك متسيّدا متربّعا على هرم الزعامة والوجاهة العشائرية كما يعتقد!!!.
لقد تاجر بعض أفراد العشيرة ووجهائها - وبكل أسف - بسمعة وعزة وكرامة العشيرة لأجل أهداف آنية أنانية بغيضة... لقد تجرّد هولاء من هيبة الرجال وماتت ضمائرهم، لقد علّموا الناس فنون النفاق قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ.
لقد بدأت الحملة الانتخابية للانتخابات العامة، وقد وضعت أوزارها لتحتدم منافسة لن يكون لها من شرع الله شيء في أكثر الحالات.. فقد شهدت كل مناطق المملكة عملية غير مسبوقة لشراء الضمائر والذمم ...وقد تنادت الكثير من أصوات الخير عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة وهي تئن ألما من تفشّي هذه الظاهرة في المجتمع ، ولكن يبدوا أن آذان الحكومة قد أصيبت بالصم لكثرة هذه الحالات وتعدد أشكالها ... كما فقد الكثير منّا نعمة البصيرة ولو نعمنا بنعمة البصر.
لقد أفسدت هذه الانتخابات نسيجنا الاجتماعي، بعد أن بدأت حملة مسعورة غير مسبوقة من شراء الأصوات والذمم في مقدمة وإشارة تفيد بان مجلسنا النيابي القادم قد يكون معاقا ومن المتوقع أن يكون من أسوا المجالس النيابية في تاريخ الأردن منذ تأسيسه .
لقد افسد المال السياسي توجهات وتطلعات جلالة الملك في حق الأردنيين بمجلس نيابي يمثلهم في الحكم.، كما أفسد هذا المال القذر، أماني وآمال الأردنيين الشرفاء في ممارسة حقهم الانتخابي بعيدا عن ضغوط سماسرة المال .
لقد تعودنا عبر سنين خلت على اتهام الحكومة في عمليات تزوير ودعم أزلامها في كل مكان، ولا زالت بعض الجهات تعزف على هذا الوتر، حتى أصبح قميص عثمان.
إنني لا ولن أبرىء الحكومة أو أدافع عنها، كما أنني لا استطيع اتهامها بقدر ما أتمنى على هذا الشعب العربي العروبي الأردني المقدام ، أن يقف وقفة رجل واحد في وجه كل من تسوّل له نفسه إفساد عرسنا الديمقراطي وعلى رأسهم سماسرة المال القذر وذلك بمقاطعتهم وعدم الرضوخ لعطاياهم التي تفوح منها رائحة المنّة و الإقطاع البائد .
كم أتمنى على شعبنا الأردني، أن يعمل بعقل وعقلية وفكر صبيحة العاشر من تشرين الثاني، يوم صدور النتائج، يوم لا ينفع الندم، وعليه، ومن على هذا المنبر الإعلامي، فإنني أناشد كل أردني وأردنية ..كل نشمي ونشمية ، بمحاربة هوامير الفساد وسماسرة المال، لأنهم سينقلبون عليكم بعد اعتلائهم كرسي البرلمان وينكثون وعودهم ليبدأ سباق جمع الغائم والمكاسب من عطايا ورشاوى وسفريات وتذاكر وفيزا حج وعمرة ورفاهية اصطياف في بقاع الأرض على حساب وكاهل هذا الشعب الطيب ودمتم.
Thabetna2008@yahoo.com