أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
استشهاد 8 فلسطينيين في قصف إسرائيلي على مدرسة نازحين بغزة الملك يغادر إلى مصر وقبرص. فريق ترمب يوقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض لانتقال السلطة الدولار يستقر مقابل العملات الرئيسية قبيل صدور مقياس للتضخم الحوثيون: لبنان تمكن من اجتراح نصر جديد تعرف على خسائر الاحتلال بعد وقف إطلاق النار في جبهة لبنان الجيش اللبناني يدعو المواطنين للتريّث بالعودة بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان ضبط سائق تريلا غير مرخص يقود بطريقة متهورة مطار الملكة علياء يسجل درجة صفر مئوية الأرصاد: الشوبك والجفر تسجلان أقل حرارة بالأردن الأربعاء .. تراجع تدريجي للكتلة الهوائية السيبيرية شديدة البرودة الجمارك : إقبال كبير للاستفادة من تخفيض ضريبة السيارات الكهربائية موسم الزيتون يدخل ثلثه الأخير %10 ارتفاع ديون اللاجئين السوريين في الاردن الإعلام العبري ينشر بنود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان زيادة موازنة (العمل) %24 العام المقبل أطباء اردنيون يحذرون : سوائل السجائر الإلكترونية غير المطابقة تزيد المخاطر الصحية ميقاتي يؤكد التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز حضور الجيش في الجنوب حزب الله يعلّق على كلمة نتنياهو بشأن اتفاق وقف إطلاق النار .. "لن يخدعنا"
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة مُنحَرفــون أم أبريــاء ؟!

مُنحَرفــون أم أبريــاء ؟!

14-10-2010 11:45 AM

أثناء إتمام رسالتي للحصول على شهادة الدكتوراة عام 2009, قمت بإجراء مسح شامل لجميع دور الأحداث في أردننا الحبيب , وتم إجراء العديد من المقابلات المتكررة لبعض الحالات, والرجوع للأخصائي النفسي الاجتماعي, ومتابعة الملفات, للتأكد من كل حالة, وكانت الفئة العمرية, التي أجريت لها المقابلات هي من (12-18) عاما, وكانت العينة التي اختيرت فقط من (المحكومين ) لكي لا يكون هناك أدنى شك ببراءة الطفل, ويكون هناك تزييف في نتائج الدراسة, وكان الهدف من إجراء المقابلات اختبار إحدى النظريات في علم الجريمة, والتي بدورها تقود لانحراف الأحداث, لذا وجدتُ من الظُّـلمِ والجور, أن تبقى هذه الحالات, مُدوّنـةٌ بعدةِ كلمات, مُنخرطة ببعض الصَّفحات, مأسورةٌ بإحدى الأدراج, مَطويّةٌ بإحدى المكتبات, لا تطفو على سطح لمّاحٍ وضّاحْ, تُنادي بزئيرٍ فتّـاك أنـا إنسـان أنـا إنســان؟؟!!, أنـا الآهــاتُ التي تخرجُ من زفـرةِ إنسان , أنـا اللّوعاتُ التي تُحطّم كلّ بَنان ,.... أنـا ضَحيّةُ هذا الزّمان. .... أنـا النّبتةُ المُـلقاةُ بالصّحراءِ بكلّ حرمانْ,..... أنـا الزّهرةُ التي ذَبُــلَتْ من طَيّ الكِتمان, ....... أنـا الرّيحانةُ التي تقبعُ بعيداً عن البستان,......أنـا كُثبانُ الرِّمال المُسجاةُ بلا اطمئنان, ...... أنـا الآوي إلى الجبال بلا أكنان,.... أنـا الباحثُ عن الرّغَدِ في كلِّ مكانْ,..... عشتُ ظروفا وأحوالْ ,....... تُحني جُذوعَ الأنخال,...... تُجثي الصّدورَ من الأهوالْ,.......... تجأر بأنين وأحزان أنـا إنسان ؟! أنـا إنسان؟!..... سأسردُ العديد من قصص وحكايات هذه الحالات التي تزخرُ بالآلام, وكأنَّها نسيج خيال, لا تحتاج مناظرة أو جدال, فهي حقيقة حيَّة بلا محال, لنلقي الضوء سويا لما وراء القضبان, حيث يقبع ذاك الإنسان,.......
(ت, س ,م ) لم يبلغ الثالثة عشر بعد, تحاورت مع الطفل مليَّا, أجاب بتهمته (تاجر مخدرات) صُعِقتُ حقيقة من الإجابة, طفل في هذا العمر وتاجر مخدرات, هل يمتلك مثل هذا الطفل كنه القيادة, وبأي عمل بتجارة المخدرات؟! لعل في الأمر لَبسْ, تحققت مرارا وتكرارا, وفي النهاية ثبت ذلك , تأملت به كثيرا, أبحثُ عن علامات فارقة لتاجر سموم, طفل نحيل الجسد, قصير القامة ,نقّبت, ونقّبت, وأخيرا وجدت, وجدتُ العلامة الفارقة التي تميزه بتجارة المخدرات ؟!, والتي ستزيل عن وجهي وشاح الاستهجان وعلامات الاستنكار ؟! وأخيرا وجدتها؟!! نعم وجدتها؟؟!, يحمل بيده اليمنى كيسا من الشيبس, وفي جيبه بكيت بسكويت, ويحتال على صديقه ليرتشف من العصير رشفةً, كي يمضغها مع لقمة البسكويت أو الشيبس, ثم يعد حبات البسكويت ليحسب كم تبقى منها بعد كل لقمة, (لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ), طرحت العديد من الأسئلة عليه وكيف اقترف جرمه, أجاب إجابة بريئة جدا وهي حرفيا كما وردت على لسان الطفل (يا مس احكي لي أول إنتِ من المحكمة,(كان يخشى مني إن كنت أبتغي حصر معلومات منه لإدانته بالمحكمة) أدخلت الطمأنينة بقلبه وأجبت لا قال: يا مس لا تحكي انا أبوي حكالي روح جيب شنطة المخدرات لإنك يابا إنت صغير, ولو تنمسك ما بصير عليك إشي بس أنا بروح فيها ؟ وكنت دايما أروح مع أبوي بمشاويره هاي وانمسكت يا مس هالمرة). ؟؟!! أب يقدم ولده, فلذة كبده, قربانا له ليرتع بالعيش, والابن يقبع في دار الأحداث, أب يُغْني طفله بخبرات الطفولة, خبرات ستثري عقله وستزيد نضجه وتطور شخصيته اجتماعيا ونفسيا في تجارة السموم, طفل بريء, بات للسموم مسحور, وللظلم مأسور, سبحان الله قرأنا في العديد من كتب علم النفس بضرورة إغناء الطفل بالعديد من الخبرات البيئية الجيدة, التي ستثري شخصيته بالتطوير والنمو سواء في المجال العقلي, أو الاجتماعي, والنفسي, أو الجسدي,لإنتاج إنسان صالح للمجتمع, ما نجده بأن بعض الآباء يحاولون إغناء أبنائهم بخبرات تقودهم للهلاك والدمار, خبرات تقودهم لأن يكونوا مذمومين مدحورين, وملومين ومحسورين. خبرات من (نوع خاص) خبرات تطوره في جميع المجالات ولكن بماذا في تجارة السموم, ليكن في قعر الهموم, والعقل المشؤوم, سأضع قصة هذا الإنسان بين أيديكم ولكم الخيرة في الخبر,أهو منحرف أم بريء ؟! أهو ظالم أم مظلوم (وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا(مريم,86) لا أقــــــــول إلا حسبي الله ونعم الوكيل, بكل من قذف بهذه البراءة بقعر الوحل , ولوَّث المجتمع بهؤلاء الأفراد .
أحبتي انا لا ارتئي من خلال هذه المقالة إثارة مشاعر الحزن والألم , لا بل أقول اربطوا على قلوبكم الآن, لأن في جعبتنا العديد من الرسائل.
الرسالة الأولى : لقد أنعم الله علينا بنعمة ميزنا بها عن باقي الكائنات من حولنا ألا وهو (العقل ), ليتم استغلاله بما فيه صلاح لهذا المجتمع, أَلَمْ نَجْعَل لَّهُ عَيْنَيْنِ وَلِسَاناً وَشَفَتَيْنِ وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ... [البلد: 8-10 ] إذا نحن مُكلَّفون باستغلال هذه الأمانة, والكنز المتمثل بالعقل, بأن نفكر ونجد الحلول التي تساعد على إنقاذ هؤلاء الأطفال والآباء من هذا الوحل, لعـلَّ لاقتراحاتنا يكن لها أثر في صدى نفوس الآباء, أو لأي من المسئولين الذي يتصفح النت بالصدفة, (لا نعلم الغيب الله أعلم ) ويأخذ باقتراحاتنا وبذلك نكون قد أسهمنا في إنقاذ مجتمع بأسره بعدة كلمات . ما يهمنا هو أن نؤدي ما علينا من أمانة, وليس لنا سلطة على الناس الأحرار, ولسنا أصحاب القرار . فعلينا بتقديم الاقتراحات الواقعية المنطقية القابلة للتنفيذ
أقدم هنا بعض من المقترحات :
1- عقد دورات تدريبية للمجتمع المحلي لتوعية الآباء والأمهات بخطورة مرحلة الطفولة والمراحل النمائية وخصائصها وحاجاتها, وإثرائهم بالمعلومات القيمة التي تؤهلهم بصون هذه الامانه. بالتعاون من جميع المؤسسات الحكومية المحيطة بالمنطقة على تمويلها سواء بكوادر بشرية ذات خبرات فنية عالية, أو التمويل المادي, فهذه الدورات مسؤولية جميع المؤسسات المحيطة.
2- احتواء المدرسة للأطفال, المنتمين لمثل هذه البيئات التي تفتقر للتنشئة الأسرية الايجابية, وعدم الاكتفاء بإثراء الطفل بالجانب المعرفي العقلي , وإنشاء قسم خاص في مديرية التربية يسمى (قسم الاحتواء ) يمتلك أفراده خبرات , وثقافة دينية, وخبرات في مجال علم النفس وعلم الاجتماع ,هذا القسم خاص باحتواء الأفراد فقط , ويتكون من كلا الجنسين ليتسنى مراعاة قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا , ويسعى لمد جسور المودة والمحبة والثقة بينهم وبين أولياء الأمور, لنشر الوعي الديني بينهم, وان استدعى لتقديم الدعم المادي لتلك الأسر, لإنقاذهم من أي انجراف لأي وحل لجمع الأموال, ومساندتهم. الآن سأترك المنبر لكم فلنا حق عليكم بإثرائنا بأفكاركم , فهناك العديد من القضايا لم يتم التطرق لها كوسائل الإعلام ودور العبادة وغيرها, ففي جعبتكم الكثير.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع