عامداً متعمداً، خرجت أستطلع اللافتات الانتخابية في الدائرة الثالثة في لواء المزار الجنوبي في الكرك، وكان قصدي إجراء مسح \"فكرنفسي\" لبرامج هؤلاء الذين تقدموا لتمثيلنا في مجلس النواب السادس عشر المقبل.
قديماً قالوا: شر البلية ما يضحك، كما وصفوا بعض الأمور بأنها مضحكة مبكية، وقد صدقوا، ذلك أن ما رأيته كان مضحكاً مبكياً، ولم أصدق أن بعض المرشحين وصلوا لهذا الدرك من الضحالة الفكرية.
إذن، تعالوا لنبكي ونضحك معاً، فأحد المرشحين كتب على لافتة طويلة عريضة: فلسطين عربية والقدس عاصمتها، والذي أغضبني في هذه اللافتة أمران: اولهما أن هذه حقيقة أزلية لا تحتاج من مرشح لكي يستند إليها، وثانيها أن هذا المرشح هو رجل أعمال في الأصل، ويتركز عمله في مجال المقاولات، الغريب في الأمر، أن هذا المرشح كان أحد المسؤولين عن ارتفاع أسعار الحديد في الأردن قبل سنوات ليصل سعر الطن الواحد الى 1200 دينار، لكن أتعلمون لماذا؟ والجواب أن هذا \" البزنس مان\" كان يترأس مجموعة تقوم بتصدير حديد واسمنت ورمل الأردن إلى الكيان الإسرائيلي الغاصب لبناء جدار الفصل والقتل والخنق العنصري في فلسطين المحتلة، ثم يقول فلسطين عربية.
لافتة أخرى كتب عليها احد المرشحين: تعالوا نحارب الفساد معاً، في الوقت الذي جند فيه هذا المرشح جيشاً من المرتزقة لشراء أصوات بعض الناس من صنف \"النطيحة والمتردية وما أكل \" الضبع\"، ثم يقول في مكان آخر بجانب صورة معالجة بواسطة \" الفوتوشوب\" لإخفاء آثار الجدري في الوجه، يقول: تعالوا نجدد العهد معاً لخدمة الوطن، وأقول: أي جريمة ترتكب بحق الوطن؟ كيف يمكن لمثل هؤلاء أن يجرؤوا على الترشح أصلا؟ لكن المصيبة، أن هذه الجريمة من صنع الحكومة أولاً، لأنها في الأصل حكومة بزنس، وتريد مجلس نواب بزنس، من طراز \" البصيمة\" لحماية مصالحهم الشخصية، وإلا، فما معنى أن يساهم هؤلاء المرشحون، وتحت سمع وبصر الحكومة في إفساد ذمم الناخبين وشراء أصواتهم بالمال الفاسد أصلاً، وقانون انتخابي بهذه الصورة الحالية، كفيل بأن يوصل أمثال هؤلاء لمقاعد مجلس النواب المقبل.
أخيراً أقول – كما قال خالد محادين- إنهم فعلاً نواب \" سكند هاند\" لكن السؤال الأكبر: هل تعي الحكومة أنها تعيد تشكيل مجلس يطابق تماما مجلس النواب الخامس عشر المنحل؟ وهل سيقوم جلالة الملك مرة أخرى بإسعاد الناس بحله بعد شهرين او ثلاثة؟ انتظروا فإنا معكم منتظرون.
karakjo@yahoo.com