د نضال شاكر العزب
المدينه –س - تقع في مجرة تبعد عنا سنينا ضوئيه ، هي ليست مدينه أردنيه ، فالمدن الأردنيه والحمد لله تكرم العلماء !!!ولا تنتخب الجهله والرويبضات والسارقون ... والحمد لله هم غير موجودين في مجتمعنا _ مجتمع العدل والإنصاف وتكافؤ الفرص ... والمدن الأردنيه لا تبيع الصوت بميه وللنشميه بعصمليه ...فهي أبعد ما تكون عن تزوير الضمائر والفزعات الجاهليه....
المدينه تلجلج مرتبكة ...
هكذا كانت المدينه تلجلج ، محتارة بين الدروب والحارات _ وبالعربي - العرصات _ لاتدري أي مدخلا ستدخل ، وهل تتسع إليها كل المداخل هل ستدخل جحرا أم نفقا - كي تختفي _ ، هي تريد أن تهرب ، من ذاتها , تبلع ريقها ، وقد جفف الخوف لعابها فما بالها ؟؟؟ ما الذي حدث ، قتلت المدينة _ س - فرسانها وهي في حيرة لاينقضي أجلها ولا تعرف لحيرتها من نهايه !!! أتراها أضاعت الفارس الزوج أم فلذة كبدها فهي متشحة بالحزن ...أتراها شربت خمرا أفقدها هداها ...أم لعبت ميسرا - قمارا _ فرمت على الطاولة كل رصيدها ....
⌂
هاهم _ أبناؤها _ يتحلقون حولها ، مشفقين عليها ...باكين ، راثين على حالها ، فهي في قحطها ، تصحرها ... فمنذ غادرها الصدق ، واستولت عليها قطعان غريبه ، لا يشبهون المغول ولا التتار _ حين دخلوا بغداد الزاهره _ مخربين قيم المدينه مبدلين العالي بالمتسافل ، والقائلين كذبا خالصا على البوابات ..ضيعت الصدق والصادقيين المسؤولين عن صدقهم ...ضيعتهم نعم!!!
ها هي المدينة _ لا ترى _ فقدت البصيرة والبصر تتحسس الدروب، تتخبط ، وتخشى المزالق ، يقودها من ياترى؟؟ ، أيا كان ، يوصلها منتصف الطريق ويقطعها ، يتركها، ... فمن يقود المدينه ؟ وقد أسلمت خطامها _ الحبل المهترئ _ لمن يريد _ فكل من يريد تسلية إمتطاها وشد وثاقها ..ألجمها ...وأناخها عند أي بوابة يريد ..من يقودها أتراهم الرويبضات ؟؟؟
فارقها رفيقها ...واستدار عنها _ بعلها _ لنشوزها ... فما أحسنت له _ ولا عاشرته بمعروف ، سكت عنها ، عل الله يصلح بالها ...ففعلت الأفاعيل وأدخلت لحرمه ، سكيرا ومأفونا وما رعت له عشرة ... هو لن يعود لمدينته ... التي بخلت عليه وجادت على شذاذ الآفاق ... لكنه سيصمت ...ولن يقذفها ... فألأبناء والأخوه ...يجعلون الخجل يعلو على محياه ...حفاظا على وداد قديم ...
أم تراها ضيعت الوفاء ...وتمنعت ضده ، ومنعت أبناءها بالمطعوم المضاد للوفاء والمضاد للخيره وأي وفاء إفتقرت له ، وفاء لأجداد رحلو وإستأمنوا على مدينتهم حماة تراخوا ونعسوا وناموا دهرا طويلا ، استأمنوهم على القيم قبل الحجاره ... وفاء لآباء مضوا وهم يعتقدون ان الصبح سيشرق ، والغد أحلى ، ...
هنا حيث يعلو للنفاق صوت ، تكون المدينه قد حضنت المنافقين ومن مردوا على النفاق ورددوه ، ليكسو المدينه صفحة ، هلامية لا شكل لها ... ناسية أن الحق له ناقوس يدق يدق ، يوقظ ، وفي قرع شديد طويل لا بد أن يحرم الحق المنافقين والحاضنين ، والحاضنات النوم ويحرم المدينة الرقاد ولو إعتقدت غير ذلك ...
كيف نسيت ايتها المدينه الحائره أبناءك الجوعى وتركتهم ، يبحثون في خلل الظلام عمن يطعمهم ؟؟؟ كيف نسيت ، واهملت مدرستك ، ورفعت شأن المرابي واللص والجاهل فوق العالم المجتهد الحجه ... ما بالك حيرى ، ومن اي شريعة استيقت وأرويت ، فجف الضرع وأجدبت المدينة سنينا عجافا ، لا قمح ولا سنابل ولا حصاد...............
د نضال شاكر العزب