أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن قروض حكومية بدون فوائد لهذه الفئة من المواطنين الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا
الدولتان الاردنيتان
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الدولتان الاردنيتان

الدولتان الاردنيتان

20-10-2016 12:32 AM

نام المواطن الاردني قرير العين عشية قراءته للورقة النقاشية السادسة التي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني، سيادة القانون، دولة مدنية يتساوى فيها جميع المواطنين في الحقوق والواجبات، تطوير الجهاز القضائي، لا للواسطة والمحسوبية بعد اليوم، هذه المحاور جميعها، كانت بمثابة رسائل واضحة وصريحة مفادها اننا مقبلون على مرحلة جديدة، ونهج جديد لإدارة الدولة يمتاز بالحصافة وتمكين الشباب، وغيرها من الافكار البنّاءة التي يستطيع المواطن العادي من خلالها ان يضع تصوراً لملامح المرحلة المقبلة.

في صبيحة اليوم التالي، استيقظنا على خبر تعيين السيد ناصر ايمن المجالي، اميناً عاماً للجنة الاولمبية، والذي اتمنى له التوفيق من كل قلبي في منصبه الجديد، فلا اعرف عن الرجل غير انه ابن معالي "ايمن المجالي"، وابن اخ معالي "حسين المجالي"، وحفيد دولة "هزاع المجالي"، ثم جاء بعدها ببضعة ايام خبر اختيار دولة زيد الرفاعي لرئاسة لجنة عُهد اليها تطوير الجهاز القضائي، بيد ان علاقة كلا الرجلين بالرياضة والقضاء تشبه تماماً علاقتي باللغة الصينية، وقد وددت سوق هذين المثالين لا للهجوم على شخصي السيدين المجالي والرفاعي، انما للتساؤل عن مدى التطابق بين طروحات صانع القرار، وبين واقع الحال الذي نعيشه.

في الاردن هناك دولتان، الاولى يراها سكانها دولة مشرقة ومضيئة، هي دولة مستقرة وآمنة، هادئة، وناجحة بكل المقاييس، يأتيها رزقها رغداً، الإقليم فيها "جاذب للإستثمار"، كما ان مواطنيها يحظون بالتقدير والاحترام خارج تلك الدولة قبل داخلها، فهم يسافرون كثيراً بطبيعة الحال، افكارهم -المتقاربة والمتشابهة- لا تقبل الجدل، كما ان تحصين جبهتهم الداخلية قائم على الولاء المرتكز على مقدار صبرهم على انتظار المنصب الرفيع، والمكانة المرموقة، وقد حُفر على بابها شِعارٌ يقول؛ "لا تستنى حظك، استنى دورك".

اما الدولة الثانية، فهي دولة بلا اسوار، تجد في بدايتها "ديوان الخدمة المدنية"، بالاضافة الى "بنك" ومخفر ومحكمة وسجن، هي دولة تتخذ الاستهلاك اسلوب حياة، مزدحمة ومزعجة لسكان الدولة الاولى اذا مرّوا بها، لأن إدارتها تعتبر معضلة في حد ذاتها، سُرِق ماضيها وحاضرها في وضح النهار، وبقي مستقبلها معلقاً حتى إشعار آخر، ما تزال تبحث عن هويتها، هل هي قومية؟ مدنية؟ دينية؟ ولم يشفع لها في ذلك عمرها الذي بلغ آلاف السنين! المعرفة فيها على اقل من قدر الحاجة، تجد بها الكثير من القوانين والضرائب، قروض واقساط، شح وتقتير في جميع لوازم الحياة الاساسية، وعلى غرار الدولة الاولى، فتباين الولاء بين سكانها قائم على قدرتهم على "الصمت"!!

قد نتفهم دفاع سكان الدولة الاولى عن دولتهم، فمخرجات التنمية هناك، يتم توزيعها فيما بينهم بالعدل، كما اننا قد نستوعب تململ سكان الدولة الثانية من ظروف حياتهم الصعبة، الا ان ما نجده صعباً على الفهم، هو محاولة سكان الدولة الاولى تطمين سكان الدولة الثانية بأن الامور تسير بشكل ممتاز، وان ما تم توفيره لهم هو نتاج لجهد متواصل لا يقدّره سكان الدولة الثانية، وان نكد عيشهم ما هو الا نعيم مقيم بالمقارنة مع "دول الاقليم الملتهب"، فيا لنا -نحن سكان الدولة الثانية- من جاحدين!!

ان "تطمين" سكان الدولة الاولى لسكان الدولة الثانية، يشبه الى حد بعيد ما ورد في قصة الاعرابي الذي زار احداً من اهل الاكواخ، وفي تلك الليلة بدأ المطر بالهطول، وما هي الا لحظات حتى بدأت قطرات الماء بالتساقط على رأس الاعرابي، وهنا سأل الاعرابي مضيفه، ما بال هذا السقف؟!
فقال المضيف: إنّه يُسَبِّح!!
فقال الاعرابي: أخشى ان تدركه رِقَّة فيسجد!





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع