أمس كانت ثمة ضجة وأصوات وأضواء منارة في منزل أبو صابر ولا أنكر أن الريبة تملكتني إذ ظننت إن الحجة والدة أم صابر قد \" فيزت\" أي توفيت فهي راعية مرض ، لكن الحمد لله لم تصدق ريبتي ، إذ تبين أن السبب هو قيام احد المرشحين بزيارة منزل أبو صابر طمعا في صوته وأصوات من يرعاهم .
بصراحة أنا ومنذ أكثر من أسبوع لم احظى بلحظة هدوء واحدة ، أصحو على صراخ احدهم \" ولك اربطها كويس بلاش تطير \" والمقصود طبعا هي يافطة المرشح ، وأنام على أصوات التعليلات والسهرات الصباحية في المقرات الانتخابية والتي اغلب روادها فاضين أشغال - إلا من رحم ربي – ، حتى طريقي إلى العمل أصبح يمثل لي رعبا ، إذ بينما أكون سائرا في أمان الله متأملا في ملكوته حتى \"يخرعني \" احد الصبية بعبارة \" خذ \" فآخذ بيانا انتخابيا لأحد المرشحين .
أسبوع أو أكثر ربما صادفت في طريقي مرشحين بعدد رأسي ، كل واحد منهم يمد لي رقم هاتفه أو بيانه الانتخابي ، أسبوع أو أكثر وما بقي مرشح إلا وعرض علي خدماته ، \" مشان الله بس خدمة \" ، أسبوع أو أكثر لم يترك مرشحا منزلا إلا وزاره ، ولا شخصا مارا في سبيله إلا واستوقفه للاطمئنان عن صحته – بل صحة الصوت .
أواسي نفسي بان ما تبقى ليس كما يقال \" قد ماراح \" وسيأتي موعد الاقتراع وينتهي ، وسيعم الهدوء الأجواء وسينعم الله علينا جميعا بنعمة النسيان سننسى أصوات وأشكال اليافطات ، وننسى البيانات والخطب ، ربما أشكال المرشحين سننساها ، حتى الوعود والخدمات والزيارات ستنسى وتصبح ضروبا من الماضي القديم .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com