المقاطعة سلاح فعال في مواجهة العدو ولا تختصر المقاطعة على مواجهة العدو الخارجي بل تتمحور فكرة المقاطعة على مدى الوعي الشعبي.
المقاطعة أنواع وأشكال قد تبدءا وطنياً بمقاطعة سلعة ما أو انتخابات و قد تتطور إلى مقاطعة حكومة مركزية لسبب وطني محدد،و النوع الثاني للمقاطعة و التي تكون فيها سلاح شعبي جماهيري بالتشارك لمواجهة عدوان خارجي.
طرحت فكرة مقاطعة العدو "الإيراني" كسلاح شعبي يواجه المشروع الفارسي الهادف إلى التوسع على حساب الأراضي العربية بإبادة سكانها و تسخير من تبقى ليكونوا خدماً لفكرته القائمة على الاستعلاء والعنصرية.
وقد استطاع الكيان الفارسي من التوسع الملحوظ في عموم المنطقة العربية، اعتماداً على فشل النظام الرسمي العربي بمواجهته وكون المخطط الفارسي قائم على التلاعب بالمشاعر العربية المتجهة نحو قضيتها فلسطين و المعادي ظاهرياً للمشروع الامبريالي.
ومن خلال هذا التداخل في تركيبة أدوات المشروع الفارسي، صار الكيان الفارسي في الطرح الموضوعي بين النخب العربية وجهة نظر وليس عدواً أساسي كما ينبغي أن يكون.
وفي لوائح هذا التداخل فأن المقاطعة تأخذ شكلاً أبعد من الاقتصاد بمقاطعة السلع الفارسية و الاقتصاد الفارسي عموما والقائم أصلا على النهب والسرقة ، فليس سراً القول أن 90% من النفط "الإيراني" هو أحوازي فكل ما ينتج في الأحواز من نفط وغاز و استخراج للمعادن تقوم سلطات الاحتلال الفارسي بسرقته ونهبه وطبعاً لن ننسى سرقة المياه العذبة والثروة السمكية، فنحن أمام مشروع وضعه الكيان الفارسي القائم على فكرة خرافية كاذبة اقتصادياً واجتماعياً ، فما يسمى بإيران هي مجموعة من القوميات تحتل فيها القومية الفارسية الأعلى في سلم السلطة وتعتبر القومية الفارسية العرق الأكثر نقاءً وتفوقاً بين القوميات الأخرى ، لهذا هم من يحكم وباقي القوميات تعتبر حسب الترتيب أدوات لخدمة القومية الفارسية، وتعتبر القومية العربية الأقل مكانة في ترتيب قوميان إيران، وينظر إليهم على أنهم قوم كسالى و أغبياء مهمتهم خدمة القومية الأرقى، وجميع الوسائل الإعلامية في "إيران" ابتداء بالمرئي والمقروء والمسموع وحتى المناهج الدراسية تعزز هذا الفهم في المباعدة بين القوميات و وضع سلم التطور لها، حتى ما يسمى بولي الفقيه "الخامئني" في كثير من خطبه الإرشادية كان يشير دائماً للفرس أن لا يتصرفوا بغوغائية على حد وصفه كالعرب، وبالحقيقية الثابت هان الأحوازيين و أن كان بعضهم يتبع للمذهب الشيعي لم يشفع له الانتماء المذهبي من فكرة الاستحقار.
فسلم التطور للقوميات في إيران قائم أساساً على رؤيا عنصرية حاقدة لا تعادي الأحوازيين العرب فقط بل الإنسانية جمعاء.
وللحقيقية وجب القول أن الاعتداد بالقومية و مسقط الرأس ليس أمراً سلبياً إذا كان مبني على فكرة أن القومية حضارة تتغذى وتغذي الحضارات الأخرى وتسعى بكل الأدوات التقدم و الرفعة للإنسانية ، إلا أن الفرس برؤيتهم الخاصة تفوقوا حتى على النازية في تصنيف قوميتهم.
من هذا كله المقاطعة أصبحت فرض عين على الأحرار لمواجهة المشروع الفارسي ، والمواجهة بالمقاطعة تقوم على استخدام المسميات التي تتناسب مع قومية الحقد و الكراهية الفارسية بوجوب إطلاق اسم الكيان الفارسي بدل "إيران" ، و ضرورة المقاطعة الاجتماعية للفرس ولكل من يؤيدهم أو يرى أن الكيان وجهة نظر قد يتم التصالح معها.
ما يسمى بدولة "إيران" قائمة على احتلال دولة الأحواز و البلوش والأكراد،فهي فقط كيان فارسي محتل لدول أخرى من خلال احتلاله ولصوصيته أعاد إنتاج الديمغرافيا لإنشاء ما تسمى دولة "إيران" وهي فقط كيان فارسي حاقد.
ويعتمد الكيان الفارسي في التمدد والتوسع بمشروعه على أدوات من تنظيمات ودول ظهرت للعلن في العراق و لبنان والبحرين وسوريا و بعض الدول العربية الأخرى، ولهؤلاء مجاميع إعلامية ومنظرين مقاطعتهم تندرج تحت مسمى المقاطعة الاجتماعية.
فعزل الكيان الفارسي اقتصادياً وسياسياً و اجتماعياً فريضة على الأحرار.
التصدي للمشروع الفارسي لا يعني بأي حال من الأحوال المصالحة مع أي مشروع استعماري في الوطن العربي، إلا أن القول صريح و واضح ضمن منطقية الرؤيا أن لا قضية مركزية بل قضايا إستراتيجية الفهم تقوم على الأولوية في المواجهة.
الأمة العربية تواجه اليوم أكثر المشاريع الاستعمارية خطورة وهو المشروع الفارسي و المدعوم من مشاريع أخرى، والأمة العربية في أمس حاجة إلى التكاتف الشعبي والرسمي لمواجهة هذا المشروع، لأنه يفرض علينا معادلة الوجود أن نكون أو نباد.