زاد الاردن الاخباري -
تعقد القمة العربية المقبلة في عمان، وسط ظروف يمر بها الأردن من حيث أعداد اللاجئين السوريين فيه، فكيف سيستثمر هذا البلد عقد القمة؟.
أشهر معدودات على انعقاد القمة العربية في دورتها الـ28 لمجلس الجامعة في الأردن خلال شهر مارس المقبل، في ظل تحديات ضخمة تعيشها المملكة، لا سيما استضافتها لأعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، فيما يقف التحدي الأكبر على حدوها الطويلة المشتعلة من الشمال والشرق.
ويرى محللون ومتابعون سياسيون أن القمة العربية تأتي في ظروف صعبة وتحديات كبيرة على الصعيدين الإقليمي والعربي نتيجة لمخرجات "الربيع العربي"، كما أنها تضع الأردن كمحور رئيس ضمن جملة من الملفات التي ستناقش خلال القمة المنتظرة بعد شهر، نتيجة للدور الأردني المحوري في استضافة اللاجئين السوريين وما يعانيه من تحديات الخطر على أراضيه.
وتفرض ملفات كثيرة نفسها على جدول أعمال القمة العربية المرتقبة، كالملف اليمني والعراقي والليبي، ولكن ملف اللاجئين السوريين يحظى باهتمام جامعة الدول العربية، وفقاً لتصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد ابو الغيظ الذي يزور المملكة حالياً للوقوف على الترتيبات الموضوعية والتنظيمية الخاصة بالاجتماع الـ28 لمجلس الجامعة، والذي كانت المملكة قد أعلنت الأسبوع الماضي ترحيبها باستضافته ورئاسته بعد اعتذار اليمن.
إلى ذلك، اعتبر وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، ناصر جودة، أن انعقاد القمة في بلاده أمر مهم، لا سيما في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات وأزمات تعصف بها، مشيراً إلى أن المنطقة والعالم لن ينعما بالأمن طالما استمرت الصراعات فيها، وعدم التوصل لحل عادل للقضية الفلسطينية.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي، عمر كلاب، لـ"العربية.نت" إن أبرز الملفات الضاغطة على القضايا العربية هي الأزمة السورية، حيث إن هذا الملف سيتم مناقشته خلال جلسات القمة المقبلة، لا سيما قضية اللاجئين السوريين.
وأضاف أحمد كلاب "أن الأردن يستطيع أن يقدم في هذه القمة ورقة دبلوماسية مهمة على واقع أزمة اللاجئين السوريين الضاغطة على أعصابه وموارده وعلى اقتصاده".
ومن ضمن التحديات التي ستواجه المملكة خلال استضافتها للقمة المقبلة، هو إعادة الثقة ومكانة الجامعة الدول العربية وفكرة العمل العربي المشترك بشكل عام، فيما يرى المراقبون أن مستوى حضور قادة الدول العربية هو أهم التحديات التي تلفت الانتباه خلال الجلسات، وأن غياب رؤساء الدول العربية يعطي انطباعاً بأن القمة لا تستطيع أصلاً أن تتخذ قرارات مهمة خصوصاً ما يجري في الإقليم والمنطقة برمتها، في إشارة لما حصل في القمة الماضية في موريتانيا.
وأوضح المحلل السياسي الأردني، مجيد عصفور أن انعقاد القمة العربية في هذه الظروف بالغ التعقيد والصعوبة من حيث فقدان الثقة في مؤسسة القمة بشكل عام بسبب تفتت وتشتت العديد من الدول العربية التي فقدت سيادتها.
وأوضح عصفور في حديث لـ"العربية.نت" أن أول التحديات هو محاولة صيانة الجسم العربي من الاندثار ومحاولة استعادة الثقة للجامعة العربية، خصوصاً أن كل قطر عربي منشغل بمشاكله وتحدياته، كالإرهاب وفقدان مواطنيه بسبب آلة الدمار والحرب، ناهيك عن التحدي الاقتصادي الذي يعصف بالمنطقة.
بدوره، أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، أن بلاده ستبذل كل الجهود لضمان نجاح القمة العربية بما يسهم في الوصول إلى رؤية عربية مشتركة لمواجهة أزمات المنطقة.
وشدد الملك خلال استقباله، الأربعاء، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، على ضرورة النهوض بدور الجامعة العربية لتعزيز التعاون العربي وخدمة قضايا الأمة العربية، معرباً، في هذا الصدد، عن تمنياته لأمين عام الجامعة العربية بالتوفيق في أداء مهامه.
كما تناول اللقاء، الذي جرى في قصر الحسينية، المستجدات في المنطقة، خاصة الأزمة السورية، والأوضاع في العراق واليمن وليبيا.
العربية .نت