المرأة قوة لايستهان بها في مسيرة التنمية ، وبرغم الفروقات البيولوجية بينها وبين الرجل الا ان تفعيل دورها ضروري وذلك عن طريق ادماجها في المجتمع وتطوير قدراتها الانتاجية والحد من آثار البطالة والفقر ورفع مستوى المعيشة.
ومن هنا فقد حقق الاردن انجازات كبيرة في مجال تمكين المرأة للقيام بدورها القيادي في القطاعين العام والخاص ، والتي لاشك أنها تمتلك الارادة القوية والخبرة والكفاءة اللازمة وذلك للاطلاع بدورها الحيوي . وان المؤمل من المرأة مشاركتها في النشاط الاقتصادي لأنه يفضي الى تعظيم الجهود الرامية لمكافحة مشكلتي الفقر والبطالة . اضافة الى ان الساحة النسوية الأردنية شهدت تكثيفا متسارعا لدفع المرأة باتجاه الصف الاول في الحياة السياسية او الاقتصادية او الاجتماعية .
وعليه فان مشاركة المرأة في عملية صنع القرار الاقتصادي يساعد في توسيع اطاره ليأخذ بعين الاعتبار القضايا ذات العلاقة على مستوى الاسرة. ولاشك ان المرأة حققت الكثير من خلال وجودها في المجالس البلدية والبرلمانية . وكم نتمنى ان تقوم المرأة بانتخاب المرأة عند الترشيح خاصة للمجلس النيابي وتخطي المعوقات أو المؤثرات الاعلامية والحزبية والفكرية والعشائرية والجغرافية.
كم نتمنى ان تنخرط المرأة في الاحزاب وتشارك الرجل في العملية الحزبية الديمقراطية والحث على اعادة النظر بالقوانين المتعلقة بالحريات العامة للارتقاء بالاحزاب وبمؤسسات المجتمع المدني ، وتبني برنامج الاصلاح الوطني الديمقراطي. ولا ضير من تواجد المعارضة التي تمثل أحد طرفي المعادلة للنظام الديمقراطي ومن الافضل ان تكون هذه المعارضة من الاحزاب يكون هدفها الاصلاح والنقد البناء وطرح الحلول المناسبة لمعالجة المشكلات التي يعاني منها المجتمع.
ومن الملاجظ ان جهود اللجنة الوطنية الاردنية لشؤون المرأة تصب في دعم المرأة في الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك بتوفير المعلومات والبيانات الوطنية للمرشحين بهدف التوعية والتثقيف بواجبات الناخبين والمرشحين. كذلك عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل التدريبية وبناء فريق عمل من متطوعين ومتطوعات للحملات الانتخابية وعقد حلقات نقاشية للمرشحات مع برلمانيات سابقات ، ومناظرات عامة للمرشحات ايضا .
لهذا فقد جاءت الكوتا النسائية لتمكين المرأة بالانخراط في الحياة السياسية ونيل حقوقها وتأهيلها وتدريبها لادماجها في عملية التنمية الوطنية على جميع المستويات.
اننا نثمن دور المنظمات النسائية على الساحة الاردنية في قيادة الحراك السياسي الاجتماعي النسائي في الاردن ، وندعو المرأة الى تنظيم صفوفها وتوحيد أهدافها ورؤاها من اجل المصلحة الوطنية لتثبت انها جزء من المشروع الديمقراطي ؛ فلم تكن المرأة سابقا على ساحة الترشيح للانتخابات البرلمانية أو البلدية ؛ ولكن هاهي اليوم تشارك الرجل في البلديات والبرلمان ، ولكنها مازالت بحاجة الى الدعم من قبل الرجل ايضا حتى تتبوأ مكانتها اللائقة بها جنبا الى جنب مع الرجل للنهوض بالمجتمع ، تجسيدا للالتزام بأحكام الدستور وتعميق النهج الديمقراطي بالاصلاح السياسي والتنمية السياسية في الاردن .
على النساء المتقدمات للترشيح ان يضعن نصب أعينهن اذا فزن في الانتخابات بأن يتحملن مسؤولية التغيير للصورة النمطية عن دور المرأة في المجتمع سواء عن طريق الكوتا أو التنافس ، وذلك بمشاركة الرجل النائب ايضا بأن يلعبن دورا فاعلا في الرقابة والتشريع من خلال مجلس النواب لدفع مسيرة الاصلاح على جميع المستويات .
الكاتب : بسـام العـوران