محمد حسن العمري
-1-
من بين اكثر 800 مرشحا حقيقيا يتنافسون على عضوية (110) مقعدا في مجلس النواب الاردني غير الكونا النسائية ، هل يمكن تفصيل هذا العدد من الأعضاء المنتظرين ، بما يكفل وجود مجلس ، خارج اطار ما كان ينعت به المجلس السابق من المراهقة السياسية..!
-2-
عندما افرز الاردنيون مجلسا متينا في عام 1989 ، على مستوى كل التيارات السياسية حتى انصار الحكومة من الصف الاول ، كان هناك عدد مرشحين كافي لفرز مجلس قوي ، سقطت رموز سياسية ووطنية وحزبية و شخصيات من رجالات العمل العام ، من الماركسيين يعقوب زيادين وقرينه سالم النحاس ، سقط في الانتخابات رجالات كبار من اقطاب الدولة كالشيخ عاكف الفايز وعبدالوهاب المجالي وعلى ابو الراغب ومحمد البشير ومحمد نزال العرموطي ، سقطت شخصيات فكرية واعلامية كفهد الريماوي وجورج حداد وعائشة الرازم ، وشخصيات ضالعة في العمل العام ، كالحاج حمدي الطباع ورئيس نادي الوحدات فهد البياري وعبدالله الخطيب ونائلة الرشدان ، وامام كل هذه الخسائر في الرموز الكبيرة ، كانت قوائم المرشحين تفسح المجال امام فوز آخرين ، بتيارات مختلفة ، فازت رموز سياسية هامة من الإخوان المسلمين مثل الراحلين العظم والازايدة ، والعكايلة وغيرهم ، فازت يومها وجوه جديدة اثرت المجلس ، كذيب مرجي وحسني الشياب وسليم الزعبي وفارس النابلسي ومحمد فارس الطراونة ، فاز من اقطاب الدولة اسماء كبيرة رائدة في العمل السياسي ، ذوقان الهندواي وسليمان عرار ويوسف المبيضين وعبدالمجيد الشريدة ( جميعهم الان في دار الحق!) ، فاز من اليسار عيسى مدانات ومنصور مراد ، فازت شخصيات اخرى سياسية و عامة كثيرة مثل عبدالباقي جمو وسلطان العدوان وليث شبيلات..!
ما بين من فاز ومن خسر كان هناك مرشحون يسمحون بتشكيل مجلس قوي من 80 نائبا حتى مع سقوط من سقط..!
-3-
في الاسماء المطروحة للترشيح اليوم ، وفي معمل العمل السياسي لا يمكن فرز اكثر من أربعين اسما سياسيا من الممكن ان يكون نواة مجلس مسيس وقوي ، وفي اعتبارات كثيرة قد يسقط نصف هذا العدد او اكثر في ظل تغيرات تعصف بالمجتمع الاردني ، لم يعد من المحرمات اليوم الحديث عن طغيان المال السياسي على عموم الشعب ..!
-4-
حل جلالة الملك مجلس النواب السابق وسط اصوات اردنية عالية نادت باسقاطه ،
وصل بكاتب عريق كخالد محادين ان يصرخ بقلمه من منابر الاعلام مشان الله يا عبدالله ..! مخاطبا جلالة الملك بإيقاف النزيف الذي يستهلك سمعة الاردن..!
حصل هذا و هلل الجميع لسقوط المجلس على امل ان يكون ثمة مجلس اخر ، يتناسب مع فكر الأردنيين والدولة الناضجة سياسيا ، واليوم تطالعنا اسماء المرشحين ، على نحو لا يمكن منها استصلاح العدد الكافي من أصحاب الخبرات التي تكفي لوجود مجلس غير الذي دفن حيا ، وكان لكل منا نصيب في أن نعبر بخطواتنا فوق قبره..!