في الصفوف الابتدائية ايام الدراسة كان هناك طلاب يجلسون على المقاعد الأخيرة "لو كمان شوي بصيروا مثل لاعبين الاحتياط" تتلخّص مهمتهم "بالتغويش" وضرب الطلاب الضعاف...ولا علاقة لهم بمواضيع الدروس لا من قريب ولا من بعيد، وتقضي مهمّة عريف الصف بتسجيل أسمائهم على "اللوح" لتتم معاقبتهم بعد وقوفهم قليلا جنب زميلهم "اللوح" من قبل المدرسين الذين أنهكتهم "هاي الأشكال".
في كل صف هناك هذه المجموعة على الأغلب عددهم ثلاثة وفي بعض الأحيان أربعة، بعضهم لا يوجد أدنى أمل في أن يفهم شيئا أو يحفظ درسا وبعضهم "رح يجلط الأستاذ" وهو يشرح، وجوههم نفسها، لهم ذات النظرة التي تدل على لا شيء، وتعبر بالتأكيد أيضا عن لاشيء، أكاد أقسم أنها لا تزال عالقة في ذاكرتي رائحتهم أيضا.
في الصفوف الابتدائية والإعدادية وقبل نظام الترقيم الحديث الذي حوّل الثالث إعدادي إلى تاسع كان على ما أذكر نظام يسمى الترفيع التلقائي، والترفيع التلقائي يقضي بأن الشخص "المرفّع" يرسب مرتين ثم يصار إلى ترفيعه في المرّة الثالثة إلى الصف الذي يليه تلقائيا، إذا رسب مرتين فإنه في الثالثة لا يتحتم عليه الدراسة ولا الاكتراث "عد أيام وامشي" وفي نهاية السنة سيتم الترفيع رغم انف المدرّس... رغم انف المدرّس.
في الانتخابات لا يوجد ترفيع تلقائي، ومع ذلك يترشح البعض وهو يعرف انه لن ينجح، ذات الطلة سيطلها علينا اليوم وبعد اربع سنوات، ومهمته "التغويش" فقط، حتى وان نجح سيحتل مقعدا بالبرلمان بفعل النجاح التلقائي الذي أعرفه وتعرفوه، وسيكتفي "بالتغويش" سيجلس في الصف الاخير ويحسب علينا نائب أو نوائب ونعود لنمني النفس بحل المجلس.
لا تعطوا فرصة للباحثين عن النجاح التلقائي ولا تقفوا الى جانبهم، هناك مترشحون أكفّاء يستحقوا ان نقف معهم وندعمهم، كونوا مع من يستحق، كي لا يأتي يوم نتذكر فيه وقوفنا " جنب اللوح".
قصي عبد الرحيم النسور