د نضال شاكر العزب18 تشرين الأول 2010
الكذب كل الأيام له ، أعياد له ، يكثر بها الكاذبون والدجالون ، ولا يوم للصدق والصدق ينتحي جانبا ، عابسا عاتبا على الكتب والحكماء الذين إمتدحوه _ يوم كان الصدق منجاه وها هو ينتظر يوم القيامه ليسأل الصادقون عن صدقهم . ..فقد كان لقول الحق منزله يعرفها العارفون ويتذوقون حلاوتها ... فإذا بالأمر يتبدل عاليه بسافله ... فتكون الجمهره عكس المتوقع ...وتبدل الحقائق فيمر الكاذب ويلزم الصادق بالبينات على صدقه، نعم فعلى الصادق عبأ ومشقة في إثبات الحقائق أما قاذفة _الكذب ففي غيها ولجتها تخوض ...فقاذفة الكذب تطلق النار على كل المحاور ، في إطلاق عشوائي حتى تفرغ الساحه لهم فيمشطوها ولا يتركوا _ طفلا _ يصدق !!!
****
يبدو أن للكذب جمهرة ، ليسوا بالقليلين وما عليك إلا تأمل من حولك!! فتعجب من العجب العجاب !!!
، ذلك أن مقالا يتساءل كاتبه عن _ شعب من الكذابين _ يحتل المركز الأول في القراءه ...ورغم أننا شعب لا تهمنا إستطلاعات الرأي ولا القراءه ، إلا أن مؤشر الكذب يتصاعد ويخرج من أعلى الصفحه ، ويشهد إنتعاشا عز نظيره !!!
، ولا بد للكذب من سوق ، وسوق هذه الأيام فيها طلب على بضاعة الكذب حتى النافق منها ...والمبرد والمحفوظ تحت الشمس ، عداك عن المنتهية مدتة ، كبضائع العيد التي لا بد أن تنفق ...
***
وله مادحوه القائلين أنه ملح الرجال وعيب على من يصدق !!! له مزينوه والملبسين - المكنسه _ لتصبح ست البنات !!! وقد تتعثر بهم ، فتسمع منهم وجبة إفطار صباحيه ، تلعي القلب ، مثل أكل المطاعم الفخمه – المشهي ظاهرا _ حيث يخلط الحلو فوق الحار ...مع البن والبندوره ...لتمضي ليلتك مع المغص ... والكاذب يمغص قلبك في كل حين ...فكيف إذا رفع الجرعة وسممك بالسم الكذب ؟؟؟
****
***
ورغم أن جمهرة الكذابين ، لا يستريحون وهم مشغولون وموسمهم بدأّ!! ، يندسون كما تندس القطط وينسلون _ إنسلالا _ من ثقب الإبرة _ يتسلحون _ بحفيد الكذب _ ( التبرير ) لهم أعذارهم فهم لايستطيعون التخلي عن كذبهم وتبريرهم وتجميلهم للقبيح ، ورفع الخسيس ، ومدح المتسافل والسارق لابل ونعت السافل بصفات الفارس الصادق ...وعليه فلابد من تنظيم هذه المهنه ، وتشكيل رابطة للكاذبين ، ومنحهم الألقاب من درجة كاذب _ فاشل مبتدأ _ إلى درجة استشاري واستشاري أول ....ولا بد من ألية للتحاكم والتخاصم بين الكاذبين – الذين يصعب قيام الحجة عليهم _ فكيف سيأتي الناس بالبينات ضدهم _ فلا بد من خبير من طينتهم ...
..**..
كما لا بد من ضبط المقاييس والمواصفات ، حتى نعرف أثمان الكذبات ودرجاتها ، ودقه صنعها وما تحتاجه صناعتها من ضمائر مستهلكه وأخرى سكراب وما يمكن تدويره وإعادة صناعته ...ودرجة الحرفية في الدجل ...ومجلس لهم ، يختار من بينهم شيخ الكار ومساعدوه ...ولباس رسمي لشيخ الكار ...ومعلمي الصنعة وخبراؤها ...ودرجه جودة الكذبه ...حتى تكون _ أربعه جيد _
***
لابد من عدادات لعدد الأيمان التي يحلفها خلال الدقيقه ... وضبط للأعين التي تشتغل كالعدادات ، وكل في متجه ...يختلف عن الأخر ...وألسنة يكذب بها الكذاب زميله ليقنعك بالكذبه الكبيره _ أنه صادق ... فلا يترك أما ولا أختا ولا كتابا مقدسا إلا ويحلف به ....فإمراته طالق منذ سنين من كثره الحلف ...وكان الله بعون الشرف والأخت المحصنة الغافله ...والأولاد الذين يتغذون على الحرام وما خالطه .. من رشاوى _ كف الأذى وإتقاء الشر ، ذلك أن شر الناس من يتقي الناس شره ...فكم واحد سنتقي ...وهم يتقافزون ...ومن نلوم وهم ينجزون ولا يبقون مساحه لغيرهم ...حتى لا ينكشف السواد بالبياض ....
هل سنعيش لنأكل غيرها ؟؟؟
د نضال شاكر العزب