تزداد الشكاوي ويزداد التظلم عند كل امتحان توجيهي فنسمع اراء مختلفة منها الأسئلة من خارج المنهاج أو الوقت غير كافي أوهناك خطأ في سؤال ما وغيرها من الشكاوي وأصبح هذا الموضوع محل مواجهات بين الطلبة وأهليهم من جهة وواضعي الأسئلة والوزارة من جهة أخرى فذاك يشكو والآخر ينكر فلماذا وصل الحال إلى ما هو عليه الآن ؟؟؟ هل المشكلة في الطلبة أو الأساتذة أو المدارس أو الوزارة ؟؟؟
لم نكن نسمع عن درس خصوصي أو دوسيهات تباع وتشترى لان الأستاذ كان يعطينا كل ما لديه ولا يتضايق من تكرار السؤال أو إعادة الشرح مرة ثانية وثالثة علما إن الصف كان ممتلئا بالطلبة وبمستويات علمية مختلفة وكان الأستاذ يصر على البحث عن الطالب الذي لم يفهم ولم تكن رواتبهم عالية لكنهم أصحاب رسالة ولكن ما نشاهده في الوقت الحاضر يختلف تماما فالعلم تطور ولم يتراجع وإنما نحن من تراجعنا فعندما يأتي معلم المادة ليصطنع لنفسه بضعة من الأسئلة والشروحات ويضعها في دوسيه ويأمر طلبته بشرائها من المكتبة الفلانية ويعينها بالاسم لأنها هي المنقذ فيهرع الطالب المسكين ليشتريها حتى لو باع كل مالديه ويحصل هذا أمام أنظار إدارات المدارس ووزارة التربية ومن يفتش في المكاتب التي بجانب المدارس يرى بأم عينيه ما اقول وكأن منهاج ولجنة التربية تؤلف مادة علمية لاتستحق أن تدرس ولا يمكنك النجاح إلا إذا اشتريتها أو أخذت درسا خصوصيا عند ذلك الأستاذ وهنا سؤال يلح على الجميع لماذا لايفهم الطالب إلا إذا دفع ثمن تلك الحصة ؟؟ فما هو واجبك أيها الأستاذ الكريم في المدرسة اليس إفهام المادة ؟؟ وماذا يفعل الطالب الفقير الذي لايستطيع شراء الدوسية أو اخذ درسا خصوصيا ؟؟ هل عليه أن يقبع في مقعده لفقر حاله فيفقد حقه في التعلم ؟؟
لم يعد النظر إلى العلم بعين الاحترام فقد تغول بعض المتاجرين به وأصبحنا نسمع عن أسماء لامعة من تجار العلم ومن يسمون أنفسهم معلمين وأصبحت المراكز الثقافية أهم بكثير من المدارس التي تخصص لها وزارة التربية الأموال الطائلة من موازنتها ويكون هم الأهل البحث عن مدرس أو مركزا ثقافيا دون توجيه أي لوم أو ملاحظة أو شكوى إلى المدرسة واستسهلت الإدارات هذا الحال .
المعلم الحقيقي هو الذي يعطي ما لديه من العلم بحق ودون أن ينظر إلى الراتب لان هذه المهنة هي التي اختارها ومنهم من وضع الواسطات والمعارف وهو يعلم كم راتبها وماهي متاعبها .
إن العلم رسالة مقدسة يجب صيانتها والعمل بها والمعلم سيبقى له هيبته وأنا ليس ممن يؤيدون فكرة الخوف من المعلم أو الاختباء منه أو عدم النظر إليه لان العلم يطلب للحاجة إليه بدون خوف أو تردد لان ذلك قد يخلق جيلا خائفا مرتعشا يعرف القراءة والكتابة فقط دون إبداع ولا يخلق علماء و الفرق واضح بين الطالب العربي والغربي من الناحية العلمية .
ليس هذا المقال هجوما على احد لكن ماأراه وغيري أصبح شيء لايمكن السكوت أو التغاضي عنه ويمسنا جميعا ونطالب وبكل قوة إنهاء عهد الدوسيهات والدروس الخصوصية وعلى وزارة التربية وإدارات المدارس مراقبة هذا الوضع وتشديد لجان التفتيش والتوجيه التربوي ومخالفة المكتبات التي تجعل من العلم سلعة تباع وتشترى لكسب مادي لابارك الله فيه و لتبقى مقولة الشاعر رمزا دائما :
قف للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
وتحية إلى المعلم المخلص الذي علمني في أول سنة في المدرسة ومسك يدي لأخط بها أول حرف في حياتي وفعلا من علمني حرفا صرت له عبدا وهنا العبودية هي شدة الاحترام والتبجيل .
المهندس رابح بكر
Rabeh_baker@yahoo.com
0788830838
0795574961