عندما دخل السوفيات عسكرياً الى أفغانستان وبدأ الصراع هناك بين القطبين، ثم تبعه الصراع بالوكالة عبر الأستثمار الأمريكي بالدين من خلال الفكر الوهابي واسقاطاته على الأفرقاء الأفغان، وعلى مجتمع الأستخبارات الباكستاني، قال: مستشار البلدربيرغ الأمريكي هنري كيسنجر(طويل العمر)بما معناه: أحتاج الى قاتل اقتصادي في موسكو لكي أفكك الأتحاد السوفياتي، وفعلاً تم ايجاد ميخائيل غورباتشوف كقاتل اقتصادي، ومارس الأخير استراتيجيات البيريسترويكا(اعادة البناء)وهي برنامج شامل لمنظومات اصلاحات اقتصادية عديدة جوهرها الخصخصة، وغلّفها باستراتيجية الغلاسنوست وتعني الشفافية، وقاد ذلك الى تفكيك الأتحاد السوفياتي، حتّى أنّ المجمّع الأستخباري والعسكري الأمريكي ومن معه من جوقة السياسيين والأعلاميين، أطلقوا على الغورباتشوف ميخائيل وصف: الرئيس الأمريكي في موسكو.
الآن قد تنعكس الآية ازاء العمق الأمريكي، ليس تحت بند الأنتقام الروسي بقدر ما هي صدفة تاريخية تكرر نفسها ولكن بالمقلوب هذه المرّة، فثمة تواصل كان وما زال وسيتعمّق بين موسكو ودونالد ترامب، وخاصةً أثناء الحملة الرئاسية الأنتخابية الأمريكية، فهل سيكون الرئيس المنتخب دونالد ترامب غورباتشوف أمريكا الجديد؟ هل يبدأ تفكك الولايات المتحدة الأمريكية بخروج كاليفورنيا من الأتحاد الفدرالي الأمريكي عبر الأستفتاء القادم الذي دعت اليه حركة نعم كاليفورنيا عام 2019 م؟ اقتصاد كاليفورنيا رقم 6 في قوته على مستوى العالم ويسبق الأقتصاد الفرنسي، وعدد سكانها يفوق 41 مليون، ومدارسها أسوأ مدارس الولايات المتحدة الأمريكية، وبنيتها التحتية مدمرة، وعدد الفقراء والمشرّدين يفوق العشرة ملايين.
من يتقن صراع الأدمغة في لعبة الشطرنج(أسّها كش ملك)، يعلم أنّ الذكاء أن تدفع خصمك ليلعب الحركة الأخيرة، لا أن يحوّل هزيمته المحتومة لتعادل، لنسقط ذلك على معركة الشمال السوري وتحديداً في حلب الآن، حيث جلّ سلال زبالة الأرهاب الأممي هناك تلعب حركتها الأخيره لعلّ وعسى تحدث فرقاً، ولكن هيهات هيهات. ثمة ادراك لليانكي الأمريكي كصدى للبلدربيرغ المتخذ من العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي مقرّاً له، أنّ الأكتئاب ثنائي القطبيّة يقود صاحبه لأرتكاب أكبر وأعمق الحماقات ومنها الأنتحار، ان كان فرديّاً وان كان جماعيّاً، لا بل البعض من الطرف الثالث بالمسألة السورية من بعض عرب متصهين وغير عرب، صار لديهم اكتئاب عميق متعدد القطبية، يتفاقم بعد توالي الأنتكاسات لأدواتهم وأدوات الأدوات، والتي تتكاثر كالفطر السام في الداخل السوري، نتيجة انجازات الجيش العربي السوري العقائدي، مسنوداً من الروسي والأيراني وحزب الله والمقاومات السورية الشعبية. وفي أدبيات الفكر السياسي الواقعي(الغرب مغرق بالواقعية السياسية وينصب مزيد من الأفخاخ للتركي لمعاقبته على دفع كتل ديمغرافية سورية وازنة نحوه بعناوين اللجوء الأنساني وعلى مدار الحدث السوري أكثر من خمس سنوات، وان كان التركي قد انكفأ للداخل الآن مكرهاً لاحبّاً بعد محاولة الأنقلاب الفاشلة والمدانة بكل اللغات، والسعودي والقطري وحتّى الأماراتي(ثمة دور عميق لأبي ظبي في منحنيات المسألة السورية سلبي لا ايجابي)أكثر المتضررين من الأنكفاء لأنقرة، لذا هو يتساوق مع الأمريكي في البحث عن فرص في الجنوب السوري عبر حركة المثنى المدارة بالكامل من الرياض، ومعها بعض الزومبيات الحركية الأخرى، وكما أوضحت في تحليل لنا سابق بعنوان: الجنوب السوري ولواء بني كنانه بمثابة مثلث برمودا أردني)تتجلّى حكمة طبيعية لدى هذا الغربي وجلّ اليانكي الأمريكي: ان أردت أن تقسّمهم دعهم يعيشون وهم القوّة، ودعهم يدخولون حروباً خارج حدودهم. كاتب هذه السطور، العربي المسلم السوريّ الطبيعيّ العروبيّ، الذي يعيش في القطر الأردني ضمن سورية الطبيعية يقول:- ليتهم يستمرون ويلعبون ويستمرون بنهجهم هؤلاء المغرقون بوهم القوّة ورقتهم الأخيرة، وأيّاً كان قرارهم فهي حركتهم الأخيرة.
الواقعية السياسية هي فهم للمجريات التي من خلالها تستنبط الحلول والمواقف، وعليه تبدو الواقعية كحل وسط بين المثالية التي تقود الى الأنعزال والتهور الذي يقود للهزيمة، وعليك أن تكون ثعلباً لتعي الأفخاخ المنصوبة، وأن تكون أسداً لترهب الذئاب من حولك، وما أصعب الجلوس الى البلهاء، لأنّ كلام الأخيرة كلام بلاستيكي يمر ببطء في العنق، كما يمر جرذ مبتلع في عنق أفعى، فالبلهاء من الناس يكرّرون ما يقال ويمهدون بجهالة فاحشة، وما زال هذا النهج مرسوماً في العقل الجمعي لبعض اليوابس(أي الساحات)العربية، لأحتلال العقول لتحل محل احتلال الأرض، حيث اذا كنت لا ترى غير ما يكشف عنه الضوء، ولا تسمع غير ما يعلن عنه الصوت، فأنت في الحق الحقيق لا تبصر ولا تسمع، فهل من مبصر وسامع؟!. الفدرالية الروسية، في المسألة السورية والمسألة العراقية(أسلحة روسيّة جديدة ونوعيه في طريقها الى بغداد الآن)وحتّى في العلاقة مع الرئيس أردوغان ومن هم على شاكلته، وهي لا تقبل الاّ الأبيض أو الأسود في المسألة السورية، وهذا ما يزيد من مأزق أردوغان ونظرائه من عناصر الطرف الثالث في الحدث السوري وباقي أحداث الساحات الأخرى، فلم تعد موسكو تهتم بالتطمينات الكاذبة فهي خبرتها في ليبيا وفي العراق وفي أفغانستان وفي أوكرانيا، وهي تعمل الان على انهاء مشروع ضخم وخطير ويعد الأخطر بعد مشروع سايكس اللعين وبيكو الخبيث على المنطقة، حيث يتموضع هذا الأطار الفيروسي الأخطر، في قيامته وفعله على اعادة الهندسة الأجتماعية للمنطقة برمتها عبر الأستثمار في مصفوفات الأرهاب الأممي واستراتيجياته وعصابة داعش في مقدمتها، حيث نرى أنّ الأمريكي عبث بأمن واستقرار العالم انطلاقاً من دمشق، والعالم الحقيقي يخوض معركته الأممية الرابعة الآن بين قلاع دمشق وأسوار موسكو وسور الصين، ومنحنيات الطبقة الوسطى الأيرانية، ذات الأفاق السياسية والتي يمكن الرهان عليها، ايرانيّاً لنهوض طهران ونحت مصالحها في مجالاتها الحيوية هذا من ناحية، كما يراهن الغرب عليها عبر اللعب على خطوطها لتغيير ايران، بما يتفق ويتساوق ويتماثل مع مراوح مصالحه من ناحية ثانية، حيث أنّ الأستراتيجيات البديلة لواشنطن والتي تشتهر بوضعها، تدفع الى العلاقات الحميمية الحمراء مع مروحة العبث الولاياتي الأمريكي مع استراتيجيات الأستدارة نحو أسيا للعبث بأمن الصين وروسيّا وايران، وللتغلغل داخل مفاصل الدولة الأيرانية عبر سياسات التطبيع الناعم مع طهران، فجاءت الرؤية الروسيّة الجديّة الآن في قيامها بمروحة واسعة من الأسلحة النوعية والكميّة والذخائر عبر الجو والبحر والبر باتجاه الدولة الوطنية السورية ونسقها السياسي. فسورية مركز الكون وتوازنه ومنها يبدأ تشكل عالم متعدد الأقطاب، والصراع الروسي وحلفائه من جهة، مع الأمريكي وحلفائه من جهة أخرى، يتأرجح بين العداء والتنافسية المطلقة، فان سقطت دمشق سقطت موسكو وبكين وطهران، هذه هي المعادلة بكل بساطة، وما يجري في دمشق وجلّ الجغرافيا السورية يجري في شوارع وأزقة موسكو وبكين وطهران، بالنسبة لرؤوس المثلث المقاوم الروسي الصيني الأيراني لأستراتيجيات العبث الأنجلوسكسونية، وتصرفات العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي تشبه تصرفات الرايخ الثالث، هكذا تعتبرها نواة وهياكل منظومة الحكم الروسية، والوجود الروسي في المتوسط والداخل السوري ليس قعقعة سلاح، لا بل وجود عملياتي فعلي بتفاعل مع الميدان ولغته والنتائج يراها ويسمعها الجميع، والدولة الوطنية السورية بجانب استهدافات البؤر الحاضنة للأرهاب في الدواخل السورية، تستكمل بناء هياكل الديمقراطية السوريّة الحقيقية المناسبة للمجتمع السوري المقاوم، فلا تضحك علينا واشنطن بلعبة الرأي العام وتداول السلطة، في أمريكا يا سادة دولة الحزب الواحد الديكتاتوري، ان بوجه جمهوري، وان بوجه ديمقراطي وكلاهما ناطق رسمي باسم البلدربيرغ. فبعد البدء في تنفيذ قرارات هذه المروحة العسكرية الروسية الواسعة ازاء دمشق لمكافحة مجاميع الأرهاب المدخل والمتعاظم في الداخل السوري، بسبب الصفاقات السياسية للولايات المتحدة الأمريكية ومصفوفات الأدوات من أتباعها في المنطقة، وما تبعها من اسنادات ايرانية مماثلة واسنادات صينية ماليّة ودبلوماسية قد تقود الى اسنادات عسكرية صينية في الداخل السوري وقريباً(تجلّى ذلك في معركة حلب مؤخراً حيث رأى العالم الشرذمة الأيغوريّة، تولّي دبرها وتفر فرار الفريسة من فم الأسد)ازاء مجاميع الأيغور الأخرى التي تمّ احلالها في قرية(الزنبقي)وغيرها مكان السكّان الأصليين، خفّ نعيق الأسرائيلي الصهيوني، وصارت انقطاعات هنا وهناك لعواءات للطرف الثالث بالحدث السوري، ولم نعد نسمع فحيح أفاعي البعض العربي المتقاطع مع الطرف الثالث في المؤامرة على سورية ونسقها السياسي، الا تصريحات جديدة غير واقعية وغير موضوعية لرفع معنويات الأدوات الأرهابية المدخلة في دواخل الجغرافيا السورية، عبر وسائل اعلام سفك الدم السوري من اعلام عرب روتانا. وعندما حانت لحظة الحقيقة ومنذ بدء الفاعل الروسي لمفاعيل الفعل العسكري في البؤر الساخنة في الداخل السوري، شملت تلك الضربات النوعية والكمية الروسية السورية المشتركة، الجماعات الشيشانية والشركسية التي أدخلتها الأستخبارات التركية منذ بدء الحدث السوري وتفاعلاته وعقابيله، حيث تلك الجماعات دخلت لتفعل فعلها وتتمرن في الجغرافيا السورية، وتستبيح ديمغرافية تلك الجغرافيا واللعب بالمكونات للشعب السوري، بما فيهم المكون الشركسي السوري الوطني الذي وقف بجانب دولته الوطنية، حيث تم الأدخال بمعرفة الطرف الثالث في المسألة السورية، ليكون الأخراج لها كأثر في القوقاز الروسي كمجال حيوي عميق وذو أثر لجهة ايلام روسيّا لاحقاً. كما تشترك الصين مع الروسي لجهة استهدافات آلاف الأيغور الصينيين الذين تمّ ادخالهم ودخلوا عبر تركيا الى سورية، وخاصة من المكونات السياسية ومنظومات المورد البشري للحزب التركستاني الأسلامي والذي يجنح باستمرار لجهة التطرف نتيجة عمليات التعبئة الفكرية السلبية، فهناك أكثر من خمسة وعشرين ألف فرد من الأيغور تحديداً مع عائلاتهم تم استيطانهم في سورية، واحلالهم في قرية(الزنبقي)المجانبة والمحاذية للحدود مع تركيا، بعد أن تم تهجير سكانها بفعل داعش والنصرة وكافة أدوات المصفوفة الأرهابية المدخلة الى الداخل السوري. ومن هنا نرى أنّ الصين والتي تملك أكبر شبكة تجسس استخباراتية بمجال التكنولوجيا الألكترونية الدقيقة، بجانب مصفوفات استخباراتية أخرى ذات حس استخباري كبير وعالي، حيث مسارات التعاون مع المصفوفات الأستخباراتية الروسية والأيرانية على شكل(اتوستراد)واسع وطويل، تتشارك مع الفدرالية الروسية في المواقف والمخاوف ازاء المسألة السورية وحدثها ومفاصل جلّ المؤامرة على دمشق، لذلك بدأت كل من موسكو والصين وطهران وعبر ميكانيزميات دبلوماسياتهم النشطة في تحديد اطار عمل دولي وقانوني لعمل بعثاتهم العسكرية في سورية، ومنذ فترات ليست بالطويلة ولكن بشكل أكثر عمقا من السابق، ولا أحد يعرف كيف تفكر دمشق؟ هناك ثلاثة أسرار في عمق تاريخ البشرية: الله، ثم المرأة، ثم سياسة دمشق، انّ سياسة دمشق بالنسبة للغرب هي لغز. فلادمير بوتين الذي أيقظ الشعور القومي الروسي المتعاظم والمتصاعد في وجدان ونفوس سكّان الجغرافيا الروسية، وتصالح بعمق مع الكنيسة الأرثوذكسية والتي موطنها سورية قلب الشرق ومفتاح البيت الروسي، يدرك بامتياز عميق أنّ روسيّا بدون سورية وديكتاتورية جغرافيتها ستخرج من المعادلة البحرية العسكرية في أيّة مواجهات مع الغرب والأمريكي، فالأسطول الروسي الذي يحتاج الى قطع مسافات شاسعة في البحار بين البلطيق والمتوسط سيضطر للعودة الى البلطيق اذا احتاج الى ملائة وفرشاة أسنان ومعجون لأحد جنوده. اذاً: اذا خرجت روسيّا من معادلات القوّة العسكرية في البحر مع خروجها من معركة الطاقة وخاصةً الغاز مهزومة، بانتصارات خطوط الغاز الأوروبية القطرية السعودية مع احتكار تركيا على خطوط الأمداد، وتحول تركيا الى دولة ترانزيت ثرية بفعل الأستيلاء على خطوط الأمدادات، وستكون تركيا(ومن الزاوية الروسية)أكثر استعداداً وشراسةً لدعم جلّ سفلة سلّة الزبالة هذه من الأرهابيين والتكفيريين في العمق الروسي لتمزيق مفاصل وأحشاء روسيّا، عندّها وهنا فقط ستخرج موسكو وربما الى الأبد من المعادلة العسكرية والسياسية والأقتصادية الأممية. نواة الدولة الوطنية الروسية رأت أنّ الدولة الوحيدة في المنطقة والتي لم تبدّل السلاح الروسي هي سورية، وأدركت أيضاً ومنذ أن بدأت الأخطار تتهدّد أهم محركات الأقتصاد الروسي(النفط والغاز)، وجدت منظومة الحكم في موسكو أنّ الرصاصة القاتلة لمشاريع الطاقة الروسية تأتي من مشروعات النفط والغاز الأوروبية الأمريكية الخليجية من قلب جزيرة العرب لتصب في سواحل البحر الأبيض المتوسط، وخاصةً على الساحل السوري عبر الأراضي السورية الى تركيا. الروسي والسوري والأيراني والصيني، لديهم قراءات دقيقة لمعطيات تتقاطع مع معلومات مؤكدة، أنّ عناصر الطرف الثالث في المسألة السورية وبعد صناعة الرأي العام في أوروبا(والأخير تم خلقه وتشكله بعد عاصفة اللاجئين السوريين والتركيز عليها ببعدها الأنساني العاطفي بشكل استثنائي)وجعله يؤيد تدخلاً عسكرياً غربيّاً في سورية لأنهاء عصابة داعش، قرّرت كل من واشنطن وفرنسا وبريطانيا واستراليا والسعودية، محاربة داعش للتغطية والتظليل عن الهدف الرئيس، وهو اسقاط النظام في سورية وبالقوّة العسكرية وعبر الجبهة الشمالية السورية(فشلوا فشلا ذريعاً في ذلك وما زالوا يحاولوا، فهم ذو صفاقة سياسية عميقة أي وقاحة ما بعدها وقاحة)، حيث عمّان وفي المعلومات ورغم الضغوط الأمريكية والسعودية وبعد الخسارات في حلب، رفضت أي تحركات عبر حدودها، لا بل واستبقت ذلك من خلال الأبتعاد عن غرفة الموك بل وجمّدتها(ما يتردد في بعض وسائل الأعلام السوري وعلى لسان بعض المسؤولين ليس دقيقاً، عن تموضعات جديدة لعمّان في كواليس غرفة الموك، وان كانت عمّان تتفهم مخاوف المسؤولين السوريين)، ومساعدة الروسي لها في نصف استدارة ازاء دمشق(زيارة مسؤولين عسكريين وأمنيين أردنيين لموسكو مستمرة سرّاً كثيرة، وعلناً قليلة، تؤكد وجود سياسة استيعاب روسيّة مدروسة للدور الأردني، تقاطعت مع رؤية أردنية رافضة لعسكرة الحل السياسي الذي ينشده الجميع وعلى لسان الملك وباقي أركان مفاصل الدولة الأردنية، حيث عمّان مع ستاتيكو سياسي جديد، وليس مع 14 أذار سوري مثل اللبناني، بالرغم من التصعيد السياسي والدبلوماسي السوري ازاء عمان، وهذا مفهوم ومستوعب لمواقف عمان التي تساوقت مع الطرف الثالث بدايات الحدث السوري، بسبب الضغوط الأمريكية والسعودية والقطرية وغيرها، ودفعها لتورطات لها هنا وهناك، عبر الورقة الأقتصادية التي تؤلمها كثيراً وكثيراً). هنا جاءت القرارات الروسية الأخيرة ومسارات ترسيمها على أرض الواقع والميدان، عبر مروحة مساعدات عسكرية بما فيها السوخوي سي 35 على أرض الميدان، تستهدف الميدان نفسه والسيطرة كما تستهدف السياسة، حيث ذهب الأسرائيلي(في الكواليس)لفك ارتباطاته مع زبالة الأرهابيين ودفعهم نحو الأردن(الأقليم الشمالي)، وبدأ هذا الأسرائيلي الصهيوني ببناء جدار الكتروني عازل على طول الحدود الأردنية الأسرائلية الصهيونية من العقبة الى تمناع بطول 30 كم، على أن يستكمل بناء الباقي والبالغ 230 كم لاحقاً لحماية نفسه من الأرتدادات الداعشية الى الداخل الأردني، نتيجة لبدئه في دفع زبالة الأرهابيين، لا بل وفي منطقة الحمّه الأردنية المخيبا الفوقا، بدأ الأسرائيلي ببناء جدار الكتروني جديد، على الحدود الفلسطينية المحتلة(الأسرائيلية الآن)مع الشمال الأردني، فهو يدفع زبالة الأرهابيين الذين تحالف معهم منذ بدء المؤامرة على سورية. وفرنسا أرسلت رئيس جهاز المخابرات الفرنسي الخارجي برنارد باجوليه سرّاً ومراراً وتكراراً الى موسكو لمقايضات هنا وهناك ورفع العقوبات عنها، فدمشق استطاعت أن تفرض تغييراً متدرجاً في السياسة الغربية اتجاه سورية من مرحلة(مطلب رحيل الأسد السدّ المنيع في وجه المؤامرة، فتمسّك هذا الأسد البشّار بشّار الأسد بالسلطة أسمى تجليات الوطنية والقداسة، لقد صار الأسد العقدة والحل)الى مرحلة(بقاء الأسد بشروط لا بل ما هو أبعد من ذلك)، ونجحت باعادة الربط بين دمشق والقاهرة، وقد يكون ما يجري هذا الأوان على طول خطوط العلاقات المصرية السورية أكبر من تنسيق مشترك في الأمن وسيتبعه خطوات سياسية نأمل ذلك، بالرغم من أنّ السياسة المصرية حتى لحظة كتابة هذه السطور، تمارس تكتيك سياسي يتموضع في وضع قدم في الماء وقدم في اليابسه ازاء ما يجري في سورية، وأميل كغيري من من يخافون على مصر ودورها، بسؤال(النيوعروبيون)أن(يشرّحوا)لا أن يشرحوا لنا هوامش وأوراق السياسة المصرية الحالية، نعم مصر وحتّى بأمنها القومي المائي صارت مرتبطة بالرياض، وفي المعلومات حيث قادت السعودية وساطة مع الكيان الصهيوني لتليين الموقف الأثيوبي في المفاوضات حول مشروع سد النهضة، ليظهر فخامة الرئيس المصري كمفاوض عنيد، مقابل تساوقات مصرية مع الموقف السعودي من دمشق، وتحت اليافطة السعودية في محاربة عصابة داعش(الطفل الأمريكي المدلل، حيث داعش بيولوجيّاً نتاج الفكر والفقه الوهابي المتطرف، فقه البادية لا فقه الساحل وشتّان بينهما)نازيو القرن الحادي والعشرين، فالموقف المصري مع كل أسف ازاء المسألة السورية رمادي مبهم، والمستفيد الوحيد من ذلك وما يجري في سورية هو الكيان الصهيوني، وستكون"اسرائيل"مرتاحة لأبعد الحدود لهذا الغطاء المصري. نعم انّ تطورات الميدان العسكري السوري، أرخت بثقلها على عواصم حلف الحرب على سورية وفي سورية وحولها، وأعتقد أنّ واشنطن خاصةً وأثناء مرحلة الوقت الضائع الحالية، محطة نقل السلطة من الديمقراطي الناطق الرسمي باسم البلدربيرغ باراك أوباما، الى الجمهوري الناطق الرسمي الجديد الرئيس المنتخب دونالد ترامب غورباتشوف أمريكا، صارت تنشط من جديد ضمن منظومة التسوية السياسية لحجز مقعد سياسي لحلفائها من البعض العربي وغيره، كما تنشط ضمن منظومة الحرب على الأرهاب لتدعو حلفائها الى حجز حصّة من الجغرافيا السورية عبر البحث عن فرص في الجنوب السوري(نواة الدولة الوطنية الأردنية تدرك أنّ ذلك فخّاً أمريكيّاً لها، حيث المثال التركي ما زال حاضراً من فخ اسقاط السيخوي الروسية الى فخ محاولة الأنقلاب الفاشلة، ودفع أردوغان لمزيد من التورط في الداخل التركي وتحت شعار: قنيّلوه قنيّلوه قنيّلوه، والرفض الأردني هنا قطعي وأي تنازلات في هذه المسألة الأستراتيجية بمثابة انتحار سياسي وعسكري، وليونة شديدة متفاقمة ستوثّر على سلامة الجغرافيا والديمغرافيا الأردنية، تماماً مثل الذي تناول 3 كيلو تين سوادي، من تين البرز وخنيزير في سما الروسان على الريق، يقيناً يبقى في الحمّام أجلّكم الله لساعات وساعات)، فنصحتهم أي واشنطن بعدم اضاعة الوقت والمسارعة الى حشد بري يشارك في الحرب على عصابة داعش(الضوء الأخضر الأمريكي حاضر هنا)، ليسبق الجيش العربي السوري وحلفائه الى الرقّة، ويمسك بجزء من الجغرافيا المشغولة من قبل الأرهابيين، يجري تسليمها للقوى التابعة لتركيا والسعودية، وجعل وحدة التراب السوري الجغرافي، رهناً بالتوافق مع هذه الجماعات الأرهابية تفاوضيّاً. وبعبارة أدق: لأنتزاع الكلمة العليا في سورية، والتي صارت تتركز بيد السوري والروسي، باسناد ايراني وحزب الله، وبغطاء صيني الى حد ما، فعداء السعودي الرسمي للسوري يفوق عدائه لطفله البيولوجي الداعشيّ.
الصيني يدعم الروسي في سورية لأسباب عديدة ذكرناها لاحقاً، بجانب حاجة الصيني للروسي ودعمه له في علاقاته الصدامية مع الأمريكي في بحر الصين الشرقي حيث يتم توظيف اليابان وفيتنام أمريكيّاً، ولمساعدته في ضبط مغامرات كوريا الشمالية، مع سعي الصين وعبر الملف السوري الى ارباك الناتو في الشرق الأوسط، قبل التمدد الأمريكي الأكبر والأعمق في شرق أسيا، فمجتمع المخابرات الصيني متقاطعاً مع نظيره الروسي ونظيره الأيراني، يتابع أليات اعادة الهيكلة للوجود الولاياتي الأمريكي في المنطقة وخاصةً في الخليج، بعد دخول الأتفاق النووي الأيراني حيّز التنفيذ بتفعيل وتفاعل(أوباما قال: ايران احترمت الأتفاق النووي وما زالت، وأضاف بخبث عزّ نظيره: مجتمع المخابرات الأسرائيلي عزّز التقديرات المخابراتية الأمريكية وأقر أن ايران احترمت الأتفاق النووي، والرئيس المنتخب دونالد ترامب قد يجمّد ويعيق الأتفاق، لكن لا يستطيع الغاؤه كونه صادر عن مجلس الأمن الدولي ويحتاج الى قرار جديد، حيث هناك فيتو روسيّا وفيتو الصين مع ايران)، ان بسبب اكتفائها من الطاقة لغايات استراتيجيتها الجديدة(الأرتكاز الأسيوي)في شرق ووسط أسيا لمحاربة الصين، فبعد أنّ سلّمت واشنطن قاعدتها لبريطانيا في البحرين(راجع تحليلانا: ثمة صراع أمريكي بريطاني على فرز ديمغرافي وجغرافي للساحات)وجاءت زيارة العاهل البحريني في شباط الماضي 2016 م لموسكو ولقائه الرئيس فلادمير بوتين في منتجع سوتشي على البحر الأسود، لأخذ المباركة الروسية لغايات تأمين غطاء دولي لأوضاعه الداخلية، حيث أنّ التصرفات الأمريكية صارت غير مؤكدة اليوم، وقد تكون هذه هي القطبة المخفية في علاقات المنامة مع روسيّا اليوم. وحيث الرياض قالت وتقول وبشكل هيستيري وسريالي: أنّ أي قوّات برية ستكون ضد عصابة داعش الأرهابية(نازيو القرن الحادي والعشرين)، بعبارة أخرى التدخل العسكري البري ان حدث ينحصر في المناطق الشرقية في دير الزور والرقّة(سؤال للسعودي: هل تضمن عدم انضمام جنودك لعصابة داعش في أماكن سيطرته، كونهم يشربون من ذات النبع الوهابيّ الراديكاليّ؟!)، وهذا الدخول العسكري السعودي في هذه المساحات المتصلة جغرافيّاً مع العراق، هي أيضاً لغايات جلب الزومبيات الأرهابية وجذبهم الى هذه المناطق، حيث أوضاع الزومبيات في الريف الشمالي السوري قرب الحدود مع تركيا لا تسر لا عدو ولا صديق بسبب الفعل الروسي السوري الأيراني وحزب الله المشترك، كما هي أيضاً موجهة لأيران وهي تتزامن مع بداية أزمتها الأقتصادية وبداية الأنفراج الأقتصادي الأيراني، حيث نرى الفصائل الفلسطينية العشرة المعارضة لأوسلو في 12 أيلول عام 1993م، بجانب قيادات فتح، وكوادر من حزب الله اللبناني اجتمعوا قبل سبعة أشهر وتحت سقف واحد في ايران(الرسالة وبدون تشفير وصلت للسعودية واسرائيل وأمريكا في وقته وما زالت مستمرة). في معارك حلب الآن ضد النازي الأرهابي القاعديّ الداعشيّ الوهابيّ الأرهابيّ، تم استخدام صاروخ باليستي من نوع توشكا من قبل مقاتلين من حزب الله، وهذه رسالة واضحة الى أمريكا و"اسرائيل" والسعودية وبدون تشفير وبدون تشفير، أنّ أي تسليح للأدوات الأرهابية في الدواخل السورية، يعني تزويد حزب الله بمثل هذا الصاروخ، وتقول المعلومه بطرفها: أنّه وصل وبكميات معقولة للتوشكا السوري، وصاروخ توشكا خبرته الرياض في حربها العدوانية الهمجية الحالية على اليمن العربي وما زالت، حيث الأستخدامات من قبل الجيش العربي اليمني مستمرة وصارت تقريباً بشكل يومي، وتوشكا السوري رأس جبل الجليد الصاروخي السوري، والمتأهب من الصواريخ السورية الأستراتيجية لكثير من الأهداف أعظم وأعمق، وذو مدايات بعيدة تطال كل الجغرافيا التركية، وجزء من الجغرافيا السعودية، حيث لم يستخدم السلاح الصاروخي السوري الأستراتيجي بعد، ولم يتضرر كالدفاعات الجويّة السورية، اذاً كلمة السر في توشكا السوري فما رأي السعودي والتركي والقطري والأسرائيلي؟ أفيدونا يرعاكم الله. كلّ ما سبق يؤشّر الى حقيقة واضحة وهي أنّ عقيدة الفدرالية الروسيّة تختلف عن عقيدة الأتحاد السوفياتي السابق، وهي أنّ موسكو تدافع عن حلفائها، وسورية خط أحمر لروسيّا وما بعده حرب عالمية ثالثة قاله ديمتري ميدفيدف رئيس الوزراء الروسي في ميونيخ2، مع اعلان منظمة الأمن الجماعي دعمها لدمشق في حربها على الأرهاب مؤشر قوي على ما ذهب اليه ميدفيدف بالتفاهم مع بوتين، وهي رسالة الى مصر المترددة للدخول بجانب الدولة الوطنية السورية صيانةً للآمن القومي العربي، وهذا مؤشر آخر أنّ الشرق الأوسط ولعشرين عام قادم على الأقل سيسوده قليل من السلام وكثير من القتال، بسبب الفكر المتطرف وخاصةً الوهابي والأستثمار فيه وفي الأرهاب، من قبل محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض العرب مع كل أسف وحصرة. روسيّا، هي رأس حربة المنظومة الأسيوية الجديدة، والتي تمثل الثقل السياسي والعسكري والأقتصادي والمالي والأستخباري الصاعد في العالم، ومعها ايران وحلفائها في محور المقاومة كشركاء على الأرض، ومعها الصين ودول البريكس ومنظمة شنغهاي المعادل المدني والسياسي والعسكري والأقتصادي للآتحاد الأوروبي، هؤلاء الداعمين لأستراتيجيات روسيّا في العالم. الأستراتيجية الروسيّة في سورية تقوم بحدها الأدنى، بتولي قوّاتها الفضاء السوري والبحر السوري، في حين يتولّى الجيش العربي السوري العقائدي، والحرس الثوري وحزب الله والمقاومات الشعبوية السورية، والحشد الشعبي في العراق تطهير الأرض السورية والعراقية من سفلة الأرهاب وزبالته، والمعركة واحدة في العراق وسورية انّها معركة الجغرافيا ولا بدّ للجيش السوري والجيش الروسي والجيش العراقي وحشده الشعبي ربط البادية السورية بالبادية العراقية، لذلك هناك مشروع قرار روسي سيقدّم لمجلس الأمن الدولي ليشمل الفعل الروسي الساحة العراقية وبشكل واضح، كما هو في الساحة السورية، وموسكو أعلنت لمن زارها مؤخراً أنّها لن تسمح بتسهيل دخول الأرهابيين الى سورية من دول الجوار كما كان الحال من قبل. ولكن ما يثير الريبة بعمق هي تلك التقارير الصادرة عن مجتمع المخابرات البريطاني الأم أي سكس والأم أي فايف الداخلية، بأنّه هناك ثمة هجرات كثيفة للدواعش والقاعدة وكوادرهما، وخاصة من الجنسيّة المصرية حيث النكهة المصرية طاغية الآن للقاعدة في المطبخ السريّ للقاعدة في الداخل الليبي الساخن، قد وصلوا هؤلاء الى وقبيل بدء الضربات الأمريكية لداعش في سرت في ليبيا، لقيادة عصابة داعش الطفل المدلل الأمريكي، حيث(أبوه)البيولوجي الوهابيّ، يعتقد كاتب هذا التحليل ومهندسه، أنّه ثمة رؤية لدى اليانكي الأمريكي صدى البلدربيرغ الأمريكي، لنقل جتمعات الدواعش في ليبيا وكوادرها من الجنسيّة المصرية، الى الدواخل المصرية من خلال ضرب داعش في سرت الليبية وغيرها وخاصةً في المحافظة الشرقيّة المصريّة، ومن خلال نقل مجتمعات الدواعش في داخل المجتمعات السيناويّة المصرية وصولاً الى الدلتا في الداخل المصري، مع ثمة محاولة انجليزية وأمريكية أيضاً لنصب فخ لروسيّا عبر اللعب على العصب الروسي، وشده واستدراجه للوحل الليبي، فلندن بخبثها وذكائها تعلم أهمية وحساسية المكون الشيشاني الأرهابي القوقازي في القاعدة وداعش بالنسبة لموسكو، لكي تدفع وتدخل روسيّا في فعل عسكري مماثل لدخولها السوري، بطلب من الحكومة الليبية، والتي طلبت ضربات أمريكية مؤخراً، وأعلنت ايطاليا أيضاً أنّها ستدرس امكانية تقديم مساعدات عسكرية لواشنطن في ضرباتها في الداخل الليبي، اذا طلبت أمريكا وعبر تفعيل قاعدة سيمفونيلا الأيطالية قاعدة الناتو في جنوب ايطاليا، والتي تضم نظام راداري تجسسيّ ذو مجال جيوبولتيكي يشمل تركيا نفسها، وهي أي أنقرة ليست عضواً بالأتفاق الأمني الذي أنشأ قاعدة سيمفونيلا رغم أنّها عضو في الناتو، والتي كان لهذه القاعدة الدور الكبير في اسقاط نظام القذافي الزعيم البدوي من خلال صواريخ التوما هوك الأمريكية(ديمقراطية التوما هوك) لأسناد الجهد الفرنسي وقت الملك ساركا(ساركوزي)لأسقاط القذافي ونظامه. كلّ ذلك لآرهاقها عسكرياً واقتصاديّاً وافشالها لروسيّا، ويقع كل ذلك في سياقات الصراع البريطاني الأمريكي على مناطق النفوذ والأستعادة لبعضها من الجانب الأنجليزي، مع تكتيكات بريطانية مع الصين لدعمها في صراعها مع الأمريكي(الصين تتحفظ على ذلك(التنسيق مع لندن)كونها على تنسيق عميق واستراتيجي مع موسكو، فيما تهدف اليه لندن في المنطقة والعالم)، وأكثر جهاز مخابراتي يعرف كيف يعمل ويفكر الروس هم الأنجليز، ولكن موسكو ليست بهذه السذاجة التي تعتقدها لندن ومن وراء لندن، لننتظر ونرى كيف يتصرف مجتمع المخابرات الروسي ويقرأ ويحلّل التقارير الأستخباراتية البريطانية، ويفك شيفرة علاقاتها السريّة في هذه المعلومة بالذات مع مجتمع المخابرات الأسرائيلية الصهيونية، وخاصة مع جهاز الموساد برئاسة عارض الأزياء يوسي كوهين حبيب بعض العرب. وكما قلنا أنفاً من الممكن أنّ الأسرائيلي الصهيوني قبل بالتخلي عن زبالة الأرهابيين بشكل جزئي وتكتيكي، مقابل ترتيبات أمنية على الحدود في الشمال مع الأردن، والأردن قبل بالأجراء الروسي الأخير وابتعد عن الموك(أعلنت الموك فشل عاصفة الجنوب ما غيرها في وقته)ورفض فتح حدوده للطرف الثالث بالحدث السوري، وهو في طريقه نحو نصف استدارة ازاء دمشق بمساعدة الروسي، وفي حالة أن رفض التحالف العربي الذي يقوده السعودي والأماراتي والقطري، لجل الرؤية الروسية الجديّة الآن والتي بدأت تترسم على أرض الواقع والميدان، فانّ الجغرافيا اليمنية ستكون مقبرة لجنود هذا التحالف غير الشرعي، وخارج قرارات الشرعية الدولية والعربية أيضاً، لذلك قد نرى لاحقاً بعض انحراف سعودي مفاجىء نحو اجتراح الحلول وبشكل سري ازاء المسألة السورية واليمنية والعراقية، وان كان مصدره الرعب بعض الأنحراف هذا ان حدث، وهناك تراجع فيما أعلنت عنه الرياض من قوّات بريه، فمن 150 ألف جندي الى قوّات خاصة سعودية الى اذا رغب التحالف الذي تقوده واشنطن وقرّر الأشتراك بحرب بريّة سنرسل فقط قوّات خاصة، وأكد على ذلك السيد عادل الجبير في لقائه مع وسيلة اعلام ألمانية على هامش ميونيخ2 في وقته(بالرغم من تناقضات تصريحات الجبير حيث لا يستمر موقفه الواحد وتصريحه أكثر من عشر ساعات، حتّى يصرّح بنقيضه، وهذا مؤشر ارتباك وتخبط). الخطر على سورية لم يعد من الجنوب السوري بفعل الجيش العربي السوري، وحزب الله، والحرس الثوري، والمقاومات الشعبوية السورية التي دربها الشهيد سمير القنطار، بجانب الدور الأيجابي لعمّان غير المعلن والرافض للرؤى الأمريكية والسعودية والأماراتية في تسخين جبهة الجنوب السوري، والذي هو في طريقه أي الأردني الى التحالف مع دمشق بمساعدة الروسي(ثمة محاولات أمريكية وسعودية للبحث عن فرص في الجنوب السوري عبر الأردن، وشرحنا ذلك في تحليلنا السابق: الجنوب السوري ولواء بني كنانه بمثابة مثلث برمودا أردني، راجع محرك البحث المشير غوغل)والخطر من الشمال السوري بدأ نوعاً ما يتحدد ويحاصر الى حد ما، ويتراجع بعد الأنكفأة التركية المتقطّعة والمكره عليها أردوغان، بسبب عقابيل المحاولة العسكرية الفاشلة والمدانة، بكل اللغات واللهجات المحليّة في كلّ الساحات(لكن الدور العسكري التركي ما زال واضح في المسألة السورية، عبر ما يسمى بدرع الفرات ويقابله غضب الفرات، وهذا ما تعرفه جيداً موسكو). بالرغم من أنّ الجيش التركي لم يدخل في حرب حقيقية منذ أكثر من سبعين عاماً، ولم يستطع القضاء حتّى اللحظة على التمردات الكردية منذ أزيد من خمسة وثلاثين عاماً، وهو يحاول منذ أكثر من شهر مستعيناً بالمدفعية الثقيلة والأسلحة الثقيلة أن يدخل دون جدوى في شارعين في مدينة سور التابعة لديار بكر، بجانب ثمة عقد وعقد روسية في منشار المقترح السعودي بارسال قوّات برية، بالرغم من أنّ دمشق وموسكو وطهران وحزب الله يستعدون وبصمت على أنّ الأمر واقع لا محالة. وهناك بون شاسع بين الممكن والمتاح، وهو المسؤول عن تموضع الشكل والجوهر الذي ينتهي اليه مسرح العمليات، حيث تضيق الخيارات كل الخيارات، وزمن المتاح بدأ يتلاشى قبل الكارثة القادمة التي ستمزّق المنطقة وعبر حرب العرب بالعرب، حيث العرب ما زالوا يمارسون استراتيجية اللهاث وراء ايران، والأخيرة توظف وتستثمر في الأيديولوجيا لأحداث اختراقات جيواستراتيجية تخدم مصالحها، في حين أنّ العرب الأيديولوجيا عندهم تستخدم لحماية الأنظمة حتّى ولو قادت الى تفتيت المجتمعات أو حتّى الغائها. مبادرة الكرملين المتكاملة والتي ما زالت مستمرة تقوم على مفاصل وأساسيات الحل الداخلي(حوار سوري سوري)وبعيداً عن التدويل، بينما أحسب وأعتقد أنّ الأفكار المصرية(المعلنة على الأقل)حتّى اللحظة تعمل على اعادة جلّ المسألة السورية من جديد لتطرح كرزمة واحدة على طاولة الحوار الأممي وتعتمد جنيف واحد منطلقها، في اطار جنيفات جديدة تشارك فيها جميع الأطراف الأقليمية والدولية، بجانب المحلية السورية ان لجهة الحكومة، وان لجهة المعارضات وحتّى تلك التي ليس لها ترسيمات على الميدان، وبدون أثر يذكر في سياقات لغة الفعل الميداني وتفاعلاته العسكرية؟ وهل يمكن أن نصف من يطبّل ويزمّر ويرقص للتقارب المصري السوري واقعاً في فخ السذاجة والوهم السياسي بامتياز، أم أنّه محق لدرجة ما بسبب الدور المصري الخفي والمريح ازاء دمشق؟ أم هل الهدف من جلّ الأفكار المصرية وغيرها، هو لحين تغيير المعادلات وموازين القوى الأقليمية والدولية، والأستثمار في الزمن عبر الأستنزاف لسورية من قبل الطرف الثالث، لحين انتزاع الدولة والنسق السياسي السوري من تحالفاته الأستراتيجية على الساحتين الدولية والأقليمية الى خانة ما يسمّى بمحور الأعتدال العربي(عفواً الأعتلال العربي)، والذي يعمل الجميع في المحور الخصم لسورية على احيائه من جديد في ظل ما يسمّى بالتحالف الدولي لمحاربة دواعش(الماما والدادا)الأمريكية في العراق المراد احتلاله وتقسيمه، وسورية المراد اسقاط نظامها ونسقها السياسي وبالتالي تقسيمها والحاقها، التحالف غير الشرعي وخارج قرارات الشرعية الدولية، والذي جاء تشكيله وفرض المشاركة فيه برؤية أمريكية عبر منطق القوّة لا قوّة المنطق؟. هل آعادت القاهرة من جديد انتاجات وصياغات لمفهوم الأمن القومي العربي وبالتالي تطويعه وتوظيفه وتوليفه للعب ذات الدور السياسي السابق لها وعبر البوّابة الشامية، حيث علامات الأستفهام كانت متعددة عليه وقت الرئيس السابق مبارك، خاصةً بعد نجاحات حقيقية لمصر السيسي(قد تعجبك وقد لا تروق لك)في المسألة الفلسطينية وبعد حرب غزّة الأخيرة، فكانت سلّة النتائج بمستويات أكثر من رائعة ومذهلة لمحور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض عرب وعربان، وكل ذلك على حسابات نضالات الشعب الفلسطيني المقهور وطموحاته في سياقات الصراع العربي الأسرائيلي؟. من الذي لعب دور الصانع والعرّاب المقنع لواشنطن في ضرورات الأعتماد على مصر ودورها المحوري في المنطقة، باعتبارها قوّة عسكرية يمكن الركون اليها باعتماد حقيقي، ان لجهة فلسطين المحتلة وسورية المتآمر عليها، والعراق المراد احتلاله من جديد وتقسيمه، وان لجهة لبنان وسلاح حزب الله، وان لجهة العدوان البربري على اليمن(مصر شعرت بالفخ لاحقاً، والى حد ما اتخذت مقاربة ومداخلة اقليمية بعيداً عن الرياض، وكذلك فعلت عمّان وبربع استدارة أو أقل من ذلك)، وحتّى ان لجهة ايران ومسألة المواجهه معها لاحقاً خاصةً في ظل احياءات جديدة للدور المصري في لبنان، والذي صار ساحة وغى وصراع لصراعات كافة الأطراف الدولية والأقليمية بأدوات الداخل اللبناني؟. هل أخضع مجتمع المخابرات والأستخبارات الروسية(الأنعطافة المصرية)غير الجادّة وغير الحادة، على أرضية خطوط العلاقات الروسية المصرية بعد عزل الرئيس محمد مرسي، لمزيد من الدراسة والتحليل والتمحيص؟ هل تسرّعت موسكو وأعطت منظومات اس 300 المتطورة لمصر ان صدقت صحة المعلومة؟ لماذا أرسلت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي عشر طائرات هلوكوبتر من نوع آباتشي(طائراتهم بأسماء ضحاياهم الهنود)لمصر، بعد تواصل ما عبر الأثير بين الرئيس أوباما والرئيس عبد الفتّاح السيسي، حيث الدور الواضح للملك عبدالله الثاني ومنظومات حكمه في احداث مقاربات شاملة على طول خطوط العلاقات المصرية الأمريكية لضرورات تطورات سياقات الحدث السوري لاحقاً؟
في الخلاصة هنا: نجد أنّ العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي ضد أي تقارب سعودي ايراني وبعهد الناطق الرسمي الجديد باسم البلدربيرغ دونالد ترامب، كون من شأن هذا التقارب أن ينهي العدو الذي صنعته أمريكا ورعته من ايران(فوبيا ايران)لتبتز به السعودية وشقيقاتها الصغرى من دول الخليج. وواشنطن تريد اسقاط سورية ونسقها بالحل السياسي أو الدبلوماسي أو العسكري، ومن ثم تقسيمها الى ثلاث دول لسبب عميق جيواستراتيجي يتموضع في ضرورة الألتفاف على مشروع روسيّا لمد أنبوب الغاز عبر تركيا، بحيث يصار الى تحويل الجغرافيا السورية الى ممر للنفط والغاز السعودي القطري الأسرائيلي الى أوروبا عبر جغرافية تركيا، انّها حرب الطاقة نفطاً وغازاً والتي أنتجت ديبلوماسيات الطاقة بمفهوم جديد، حتّى ولو تطلب الأمر اسقاط أردوغان نفسه(عبر انقلاب عسكري أخر أكثر دموية تقوده واشنطن نفسها)، حيث الأخير أردوغان ما زال يترقب كالمغشيّ عليه من الموت، وفلادمير بوتين لن يتسرّع في رهانه على حصان خاسر لأختراق حلف شمال الأطلسي ومن البوّابة التركية، كون ثمة حاجة مشتركة على طول خطوط البلدين، تركية الى روسيّا وروسيّة الى تركية، حيث تركيا تريدها أوروبا وأمريكا منطلقاً لنشر الفاشيّة الدينية في الداخل الروسي ومجالاته الحيوية، وان حدثت ارتباكات هنا وهناك في مفاصل صنع القرار في حلف الناتو في البدء!. الأزمات تراوح مكانها في المنطقة، وتحاول التعايش مع الواقع الصعب بفعل التباعد بين الأقطاب، أن لجهة دواخل المنطقة، وان لجهة خوارجها الجدد، وان لجهة الطرف الثالث والذي يعمل على اعادة رسم حدودها بالدم والنار. بامتياز هناك تحالف سوري عراقي ايراني حزب الله موجود في المنطقة، ولقاءات طهران درست وبحثت قوننته وترسيمه استعداداً للسيناريوهات الدموية القادمة(افشال ما سميّت بعاصفة الجنوب من قبل الجيش العربي السوري ووحدات المغاوير، بجانب مساعدة معلوماتية من أحد أطراف من داخل غرفة العمليات المسماة بالموك وصلت نواة الجيش العربي السوري قبل بدء العملية بشهر تقريباً في وقته، وهذا الطرف هو أردني بامتياز ويؤشّر على رفض أردني مستمر لجلّ الضغوط السعودية والأمريكية)، أيضا ما جرى في الشمال السوري من تطورات متسارعة وقادمة في ادلب وجسر الشغور وأريحا، ثم استعادة الجيش العربي السوري لزمام المبادرة في أكثر من ألف نقطة اشتباك مع المسلّحين الأرهابيين على مساحة جغرافية الوطن السوري، وازاء ملفات الخلاف والبؤر الساخنة تمهيداً لأي مواجهات قادمة، خاصةً وأن مضمون هذا التحالف أو المحور بمضمون عسكري مخابراتي اقتصادي سياسي ديبلوماسي، يجري العمل على تفعيل جلّ هذه الروابط وتوحيد الجهود لمنع الأستفراد بكل ساحة على حدى. مع التأكيد أنّ أذرع الموك في عمق الجغرافيا السورية الجنوبية تتجه نحو الأنحسار، وعاصفة الجنوب تنخفض سرعة رياحها، مقابل ارتفاع حرارة الضربات النارية التي تسددها وحدات الجيش العربي السوري، نحو عمق الخطوط الخلفية للتنظيمات الأرهابية المسلّحة والتي تشكل عصب تلك العاصفة الرمليّة. أنقرة ورغم الموقف منها فهي تقع في اطار محطات ومفاصل العلاقات الثلاثية على طول خطوط ايران بغداد سورية بجانب حزب الله ولك أن تقول حماس أيضاً والجهاد الأسلامي لاحقاً في ظل تموضعات جديدة لحركة حماس، تركيا بعلاقاتها مع ايران وان كانت فوق الطاولة تعاون وتحت الطاولة تنافس يصل درجة الصراع، الاّ انّها بمجملها مقبولة ويمكن البناء عليها في ظل التقارب التركي الروسي والذي فتح صندوق هدايا روسية متعددة لأنقرة، والسؤال هنا: هل من شأن كلّ ذلك أن يفرض قراءات تركية جديدة ازاء الدولة السورية ونسقها السياسي، وفي ظل تعرض أردوغان لمحاولات انقلابية داخلية بفعل الخيوط الأمريكية الأوروبية المختلفة وكما أسلفنا سابقاً؟ وهل يمكن أن نعتبر تقدم وحدات حماية الشعب الكردي في تل أبيض وعين عيسى وعلى طول الحدود السورية التركية، بمثابة فخ سوري جديد نصب للرئيس أردوغان بعناية فائقة، تنم عن حقيقة العقل الدمشقي العميق بتفكيره ورؤيته؟ فجاء التدخل العسكري التركي في شريط ضيق في الشمال السوري يحاول توسيعه نحو الباب، فاعترضت دمشق سياسياً ولم تعترض عسكرياً، ليظهر أنّ التركي هو من يقتل الكردي، فوقع التركي والأمريكي بالفخ الذي حاول نصبه للسوري. وهنا لا يمكن وصف تركيا بأنّها لا تتصدّر الحرب على دمشق ونظامها، كما يحاول البعض المتأترك بالمعنى التكتيكي لا الأستراتيجي، من العربان قوله وتسويقه للوصول الى أنّ هناك مشتركات وتقاطعات وبعد خمس سنوات وأزيد من الحرب الأممية على سورية، والصراع فيها وعليها وحولها وعقابيل ومآلات ذلك؟!. محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به من بعض غرب وبعض عرب وبعض مسلمين، وضعوا كل من سورية وايران في خانة الأستهداف العميق وعبر اخضاع سلعة النفط وادخالها في الصراع السياسي ازاء سورية والمنطقة، فموسكو وطهران تشتركان بمصير واحد والمصالح المشتركة في تزايد كما المخاطر أيضاً نحوهما، وبعد العقوبات الدولية على موسكو بفعل المسألة الأوكرانية، وهي بالمناسبة ليست عقوبات كونها خارج الأمم المتحدة، بل هي أعمال عدائية من قبل منظومات الناتو، من هنا أقر فلادمير بوتين عقيدة عسكرية روسية جديدة للجيش الروسي، اعتبر بموجبها تمدد الناتو لضم كييف له، خطراً عسكرياً يهدد الأمن الداخلي الروسي كما يهدد الأمن القومي الروسي أيضاً.
التقارب الروسي التركي يفعّل بهدوء وبثبات، وعبر الورقة الأقتصادية وورقة الطاقة(خطوط الغاز خط سيل الغاز الجنوبي ومنها الى أوروبا)وانشاء مجمّع للغاز على الحدود التركية اليونانية لتزويد ايطاليا بالغاز، وليعوّض عن خط سيل الغاز الشمالي والذي ترفض بلغاريا مروره بآراضيها بضغط من الأتحاد الأوروبي، ثم تحييد الخلافات على خطوط العلاقات التركية الأيرانية والبحث عن أي مشتركات وهذا من شأنه أن يقود الى التموضعات في جبهة موحدة ضد محور واشنطن تل أبيب، خاصةً وأن نواة البلدربيرغ الأمريكي تضع في عينها وتمام عقلها وفكرها تقسيم تركيا وعبر الورقة الكردية، حيث البدء تأسيس اقليم كردستان سوري على غرار العراقي ليمهد لدولة كردية قادمة في المنطقة، وتحت ضغط الحرب على سورية ونسقها السياسي كانت الأدارات الكردية المحلية، فتركيا فهمت واستوعبت الرسالة التالية: أن تنسب الأنتصارات في العراق على داعش للبشمركة(على ضعفهم)لا الى الجيش العراقي والعشائر، يعني بمجمله يصب في تحقيق كيان كردي مستقل في الشمال العراقي، مع كيان كردي مستقل في شمال سورية، وتحت ضغط الحرب عليها مما يعني تقسيم تركيا لاحقاً، مع أنّ هناك في استراتيجيات البلدربيرغ الأمريكي تأسيس كيان كردي في شمال غرب ايران عبر الكرد الأيرانيين وحزبهم حزب الحياة الكردي الأيراني(بيجاك)، ومن هنا جاء اتهام ايران للبرازانيين الكرد بتسهيل مهمات الموساد الأسرائيلي في كردستان العراق، للعبث في شمال غرب ايران في دعمه لحزب الحياة الكردي الأيراني(بيجاك). وعلى هذا الأساس يرى البعض من خصوم الدولة الوطنية التركيّة، أنّ أردوغان دون كيشوت تركيا الجديد، ومساعده سانجو رئيس الوزراء يهندسان لتحسين العلاقات مع مصر وسورية، لحين تحقيق مقاربات مصرية تركية قد تقود الى نصف استدارات لحاجة الطرفين لبعضهم البعض، خاصة ما يخطط لتركيا عبر الورقة الكردية(الكيانيّة الكردية التي يجري الحديث عنها الآن هي فخ لتركيا لتفجيرها من الداخل)، ومصر عبر سيناء ومجتمعها حيث الأرهاب وحواضنه، وعبر ليبيا باتجاه المسار المصري لاحقاً، بالرغم من أنّ العلاقات الديبلوماسية لم تنقطع بين القاهرة وأنقرة وكذلك العلاقات الأقتصادية والتجارية والسؤال هنا: هل تسمح واشنطن وبلدربيرغها بعودة حقيقية للعلاقات المصرية التركية؟ ما هو نوع وطبيعة الأعتراض الأسرائيلي الصهيوني المتوقع على عودة العلاقات؟ وهل تطبيع العلاقات التركية الأسرائيلية الآن لتجاوز الفيتو الأسرائيلي على عودة العلاقات المصرية التركية؟ هل ثمّة اعاقات سعودية اماراتية أو فيتو سعودي اماراتي مشترك لعودة العلاقات على خطوط علاقات القاهرة أنقرة؟ وفي حال رفع الفيتو السعودي الأماراتي المشترك عن عودة العلاقات بين أنقرة والقاهرة، ما هي التنازلات التركية المطلوبة سعوديّاً واماراتيّاً؟ وهل تستجيب تركيا لما هو مطلوب من الزاوية السعودية والأماراتية؟ كيف يكون الدور البريطاني في مسألة الرغبة المصرية التركية المشتركة لتحسين العلاقات وعودتها، في ظل وقوع الجيش التركي تحت المظلة البريطانية والجيش المصري تحت المظلة الأمريكية؟. هناك معلومة تتحدث عن لقاءات حدثت بين المخابرات المصرية والمخابرات التركية وبمبادرة تركية وفي القاهرة نفسها، بحثت مسألة تحسين العلاقات وما يعترضها والفيتوهات المتوقعة من بعض الأطراف الخليجية، والطرف الأمريكي والطرف الأسرائيلي الصهيوني، والان يتولى هذا الملف مساعد الفريق خالد فوزي اللواء محمد طارق عيسى سلام نائب مدير المخابرات المصري، مع رئيس شعبة مكتب المخابرات التركية في مكاتب المخابرات المصرية، وثمة أدوار للمخابرات الحربية المصرية بقيادة الفريق محمد فرج الشحّات. وفي ظل ما يخطط لتركيا من استراتيجيات بلدربيرغيّة وفي عين نواته وهدفه نتساءل التالي:- هل عوامل الربط التركي مع ايران وروسيّا والصين صارت أقوى مما هي عليه مع واشنطن، خاصةً بعد تغير المشهد السياسي التركي كنتاج لعقابيل محاولة الأنقلاب العسكرية الفاشلة؟ وهل من شأن ذلك أن ينعكس على جلّ المسألة والحدث السوري؟ الدور التركي في سورية انكفأ ثم عاد الى وتيرته السابقة، عبر وقوعه بالمصيدة السورية الروسية من جديد. صحيح مئة بالمئة أنّ أردوغان الآن ورغم أنّه قطع كل خيوط علاقاته مع النسق السياسي السوري، قد لا تكون لديه مشكلة من بقاء النظام والنسق السياسي السوري ورمزه الرئيس بشار الأسد، حيث العامل الكردي يدفعه للتنسيق مع السوري ونسقه السياسي، ان بصورة مباشرة، وان بصورة غير مباشرة، عبر الأيراني والروسي والألماني(برلين تعتبر الكرد جزء أصيل من العرق الآري الألماني). أعتقد وأحسب أنّه سيحدث تمنّع تركي واضح في البدء، لكن في النهاية سيتعاملون مع معطيات الواقع السوري في حالة تظهير التحالف الأقليمي الجديد المدعوم روسيّاً وصينيّاً ومن باقي دول البريكس، في السياسة والديبلوماسية والأقتصاد والتسليح، مع وجود حزب الله وأدواره في المنطقة لاحقاً والتي قد تتجاوز الحدود اللبنانية نحو حدود الدم والنار التي يرسم بها محور واشنطن تل أبيب ومن ارتبط به حدود الساحات وفقاً لمصالحه. انّ نوتّت ونغمة أردوغان الكلاسيكية مع استمرار النزاع مع المسلحين الراديكاليين ستستمر، وهنا سيردد الأردوغان الرئيس: أنّ سبب هذا النزاع الميداني هو بقاء الأسد، وأعتقد هنا أنّ هذه النوتت والنغمة الكلاسيكية الأردوغانية لم تعد تقنع أردوغان نفسه، ولا حتّى كيسنجرات تركيا من أحمد داوود اوغلوا ومدير المخابرات التركي هاكان فيدان الى علي يلدريم وغيرهم. الشرق الأوسط منطقة يعاد تفكيكها وتركيبها من جديد، حيث تفكيك كيانات قائمة واطاحات لحدود ومحاولات لرسم وتأسيس اتحادات اقليمية، قد تقود لوقائع وترسيمات جغرافية ديمغرافيىة حديثة، حيث الحدود والخرائط صارت ترسم بالدم. والشرق الأوسط منطقة لم تتهيأ بعد لتلك الديمقراطيات الغربية والتي ثبت فشل ترويجها وتسويقها، من قبل الليبراليين الجدد في المنطقة، برامكة الساحات الشرق الأوسطية، ومن هنا اتساءل السؤال التالي: هل المنطقة فعلاً بحاجة الى آتاتورك عربي، يحدد ترسيمات المجتمع بالقوّة، بعد ما عمّت فوضى التطرف والأرهاب بفعل المؤامرة والتي اشترك بها بعض عرب وعربان، وبعض مسلمين، بجانب الأمريكي والأسرائيلي الصهيوني وبعض غرب أيضاً؟!. مع التأكيد أنّ التدخل التركي العسكري المباشر في شمال سورية يعمّق التلاحم بين الأكراد والجيش السوري، وهذا من شأنه أن يؤثر على استراتيجيات الغرب في محاربة داعش في الداخل السوري، بالأعتماد على وحدات حماية الشعب الكردي كبديل عن التعاون مع الجيش السوري والدولة الوطنية السورية، وانّ استمرار الصدام العسكري التركي مع الكرد، ولاحقاً مع الجيش السوري في الداخل السوري، عبر معركة الباب القادمة أو في الرقّة ودير الزور، يتيح وبقوّة لنقل الصراع والصدام الى الداخل التركي، بسبب أنّ الديمغرافية المحاذية وعلى طول الحدود التركية السورية هي ديمغرافية كرديّة نقية مئة بالمئة.
لا بدّ من كلمة أقولها بوجه عرب روتانا ودول الأعتلال العربي، ان كان نزار قبّاني قد قال: (قرأت كتاب الأنوثة، حرفاً حرفاً، ولا زلت أجهل ماذا يدور برأس النساء). هذا ما قاله نزار، أمّا ما قاله ويقوله وسيقوله كاتب هذه السطور، أنّ هناك ثلاثة أسرار في علم البشرية: الله سبحانه وتعالى، ثم المرأة ان كانت أمّاً أو زوجة أو بنتّاً أو أختاً أو صديقةً، ثم لا أحد يعرف كيف تفكر دمشق، فسياسة دمشق لغز من ألغاز البشرية.
دمشق سيّدة الياسمين، عصيّة على من يحاول فك جدائلها، جدائلها(تعربشت)على نواصي رجال خبروها وأخبروها بعشقهم، سيّدة الياسمين ليست مثل أي امرأة من ماء وطين، سيّدة الياسمين امرأة من ماء بردى وطين الغوطة وبذور الجزيرة، جدائلها من سنابل القمح، جدائلها سياج قوم عرفوا أسرار الكون فكانت بداية التكوين، سيّدة الياسمين امرأة من عرفها مات في عشقها، ومن لم يعرفها مات على أطراف جديلتها، دمشق سيّدة الياسمين امرأة ليست كنساء الأرض، امرأة فيها كل أسرار رسالات السماء، فمن عرف السماء عرف رسائلها.