(الرياضيات)
***
في بلدٍ ما، لا تجد قواعد الرياضيات مَّنْ يحترمها. فعلم الرياضيات قائمٌ على التجريد والمنطق، ولا مجال فيه للحلول الرمادية أو أنصاف الحلول، والرياضياتُ علمٌ منطقيّ فذات المعطيات تقودُ إلى ذات النتائج بالضرورة مهما تغير الزمان والمكان والأشخاص. ومع ذلك، فالناس في ذلك البلد الـ (ما) يتجادلون على الطريقة \"البيزنطية\" حول إجابة سؤالٍ في الرياضيات وللدقة أكثر فهم لا يتجادلون حول صحة الإجابة بل هم يتجادلون على صحّة السؤال والمعطيات!! وهم مستغرقون في جدلهم - منذ أسابيع- من دون إحترامٍ لقواعد علم الرياضيات التي سبقت الإشارة إليها.
***
(لكل فعل رد فعل)
***
هذا القانون الثابت في علم الفيزياء والحركة اكتشفة العالِم اسحاق نيوتن، وهو قانونٌ لا تنتهي تطبيقاته، فهو قابلٌ للامتداد حتى على الشؤون الأخرى غير الحركة والفيزياء، فمثلما أن الضغط يوّلد الانفجار فإن الفعل يقترن برد الفعل المساوي له في المقدار والمعاكس له في الاتجاه. وللتوضيح فإنه كلما زاد حجم الفساد في بلدٍ ما كلما زاد حجم اليأس في ذلك البلد – الما- . ولعل العلاقة بين الفساد واليأس لا تبدو واضحة، لكنها قد تغدو كذلك إذا علمنا أن الفساد يمثل بارقة الأمل للفاسدين في الثراء والنغنغة بغير وجه حق، واليأس يُعبر عن حالة الإحباط والقرف التي يُعانيها الناس من غير الفاسدين بسبب استشراء الفساد. لذلك فالقاعدة ظلّت صالحةً للتطبيق فكلما زاد فساد الفاسدين زاد احباط ويأس غير الفاسدين.
****
(المد والجزر)
***
ليست ظاهرة المد والجزر إلا واحدة من تطبيقات الجاذبية وعلم الحركة والفيزياء. وقوام الظاهرة أن البحر ينحسر حيناً عن شاطئٍ جميل ليعود بعد حين فيغمر ذلك الشاطئ بالماء والأمواج والزبد. وتقوم الحكومة في بلدٍ ما بما يشبه المد والجزر في ممارستها لتعويم أسعار الوقود. فهي تارةً تُخفّض أسعاره أو تُثبّتها فيما يشبه الجزر حيث تظهر علامات البهجة على المواطنين ثم تعاود الحكومة رفع أسعار الوقود مجدداً فيما يشبه المد حيث يغرق المواطنون بأمواج الغلاء وقلّة الحيلة. فالمد والجزر ظاهرة وعمل تمارسة حكومة ما في بلدٍ ما على النحو الذي سبق توضيحه، ولكن الفارق بين المدَيَن والجزْرين هو أن المد والجزر الاول منتظم، فكل جزرٍ يتبعه مدٌ مساوٍ له في المقدار والإتساع ومعاكسٌ له في المقدار والإتساع وهكذا. أما مدُ الحكومة وجزرها فهو غير منتظم ولا متساوٍ ألبته، بل إن أكثره مدٌ واسعٌ ومن دون جزرٍ أيضاً، فالحكومة مدّها مدّْ وجزرها مدّْ. ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعدْ.
http://www.jordanzad.com/jor/index.php?option=com_content&task=view2&id=2316