بقلم : م. سائد العظم
تأملت قبل أيام يافطات المرشحين والشعارات المكتوبة عليها وأخذتني أحلام اليقظة إلى أفق بعيد فيما لو طبق أحد هذه الشعارات كيف سيكون حالنا ؟! إلا أن الذي لفتني هو الشعار الذي كتبه أحد المرشحين على إحدى يافطاته وهو الحديث النبوي الشريف " كيفما تكونوا يولى عليكم " وقد أيقنت أن هذا الحديث هو ملخص لكل الأحداث التي تعصف بنا من تهميش لإرادة الشعب ومصادرة حرياته بقوانين مؤقتة لا تملك إلا أن تصفها بالعرفية مرورا بانتشار الفساد المالي والإداري وكذلك توريث المناصب والخصخصة العشوائية وأخيرا وليس آخرا الغلاء الفاحش وفوضى الأسعار التي نعيش !!!
ولقد حاولت أن أحلل ظروف كتابة هذا الحديث الشريف من قبل هذا المرشح وخلصت إلى نتائج منها : إما أن الخطاط قد عبر عن وجهة نظره لعدم قناعته بالمرشح الذي يكتب له وبالتالي دون أن يرجع للمرشح كتب ما يوافق رغبته وفطرته السليمة معبرا بذلك عن وجهة نظر أغلب الخطاطين !! أو أن المرشح قد أخذته لحظة صدق مع نفسه وذكر ناخبيه بما عندهم من أخلاق طيبة أنكم إذا كنتم أخيارا وصالحين فسيأتي من يمثلكم ويمثل نظافة سريرتكم ، أما إذا كانت نفوسكم مريضة تقبلون بيع دينكم بعرض من دنياكم فسيأتيكم من يوافق طبيعة أخلاقكم السيئة !!
فالحديث الشريف " كيفما تكونوا يولى عليكم " هي قاعدة كبيرة ومدرسة شاملة لكل مناحي الحياة في أي وقت وفي أي زمان ، وهي مرآة لكل من أراد أن يصنف نفسه أو مرؤوسيه أو حتى المسؤلين في بلده ليعرف مكانه أو مكانتهم في سلم الصالحين أو الفاسدين لا قدر الله !!
وبناءا على ذلك وحتى لا يقع أي مرشح في حرج كبير من خلال كتابته للآيات والأحاديث عن جنب وطرف ، وحتى لا يخطأ في مناسبات بعض الآيات الكريمة وظروف نزولها كأن يكتب على إحدى يافطاته لجهله المطبق الآية الكريمة " الطلاق مرتان فإمساك بمعرف أو تسريح بإحسان " ومحاولة إسقاط تفسيرها على الناخب !! كيف ؟؟... ما بعرف !!! أو أن يكتب الآية الكريمة " قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل " دون أن يعرف سبب نزولها !!
وحتى لا يتهور أو يجن أحد المرشحين ويكتب الآية الكريمة " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون " فإني أنصحه إما أن يوظف عنده مستشارا شرعيا يختار له الآيات الكريمة والأحاديث النبوية المناسبة لوضعها على اليافطات أو أن ينتظرني حتى أطبع كتيبي الخاص بالآيات والأحاديث والأقوال المأثورة التي تحث على الفضيلة وتتفق مع المناسبة كي لا يقع بعض المرشحين في حرج كبير هم في غنا عنه !!!