ندوة حول تحلية المياه في نقابة المهندسين

زاد الاردن الاخباري -

دعا خبراء في مجال تحلية المياه إلى دعم إنشاء مركز معلومات وطني للمياه، والتأكيد على أهمية الجدوى الاقتصادية لمشاريع المياه الإستراتيجية في الأردن والعمل على الإسراع في تنفيذها لأهميتها في سد النقص الحاصل في مياه الشرب وخاصة محطة تحلية مياه العقبة.

ودعوا خلال اليوم العلمي الذي نظمته لجنة المياه في نقابة المهندسين وجمعية تحلية المياه الأردنية أمس وحمل عنوان "تحلية المياه في الأردن وإعادة استعمالها" برعاية رئيس الوزراء السابق أحمد عبيدات، إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات المعنية بالمياه وتبادل المعلومات بينها بحرية كي تتمكن الجهات المسؤولة من اتخاذ القرار المناسب.

وطالبوا وزارة المياه والري لإعادة تقييم مصادر المياه الحالية وإعطاء موضوع تحلية المياه الأهمية التي يستحقها، ودعوة القطاع الخاص للمساهمة في مشاريع تحلية المياه، والاهتمام بتطوير مشاريع تحلية المياه مع الأخذ بعين الاعتبار البعد البيئي، وتشكيل لجنة خاصة عليا لوضع استراتيجيات عن مستقبل تحلية لامياه في الأردن تشارك فيها المؤسسات الحكومية والجامعات والقطاع الخاص بما فيها نقابة المهندسين.

وأوصوا بالطلب من وزارة التربية والتعليم امكانية فتح تخصص تحلية (تشغيل وصيانة) في المدارس الصناعية التابعة للوزارة، إضافة إلى التركيز على تطوير الكفاءات وبناء القدرات المحلية في مجال التحلية.

وتميز اليوم العلمي بمشاركة عدد من الشركات العالمية في مجال تحلية المياه كما اقيم على هامش اليوم العلمي معرض متخصص لتقنيات تحلية المياه وفلترتها.

ودعا رئيس الوزراء السابق أحمد عبيدات خلال كلمته في افتتاح اليوم العلمي إلى التركيز على الحلول العملية في معالجة المشاكل التي تواجه الأردن مقدما شكره لنقابة المهندسين على اهتمامها بهذا الجانب والعمل على البحث عن حلول لأكبر تحدي حقيقي يواجه الأردن وهي نقص وشح المياه خاصة وان الأردن يعد ضمن الدول الاربعة الأفقر مائيا.

وقال عبيدات أن الأمن المائي للمملكة هو قضية إستراتيجية الأمر الذي يتطلب وجود رؤية إستراتيجية لتأمين حاجة المواطن الأردني من هذا المورد الهام.

بدوره، أشار نقيب المهندسين المهندس عبدالله عبيدات إلى أن هذا اليوم العلمي تم اختيار موضوعه بعناية فائقة حيث يأتي تعبيرا عن رؤية تحليلية إستراتيجية من النقابة لأزمة المياه في المملكة ومحاولة لإيجاد حلول عملية بعيدة عن أي نظريات قد لا تكون واقعية انطلاقا من فهم معمق لأصول الأزمة وأسبابها الطبيعية.

وبين نقيب المهندسين إلى أن ذلك يعود لتزايد النمو السكاني وتنامي الحاجات التنموية والهدر وسوء استثمار موارد المياه وما تتعرض له المملكة من مظاهر التصحر وتملح التربة وتلوث البيئة وخاصة الأنهار والبحار وصولا إلى الأطماع السياسية الكامنة وراء سرقة موارد الأردن المائية وحقوقه في نهر الأردن من قبل إسرائيل دون مراعاة للاتفاقيات والمعاهدات.

وأوضح أن ما تطرحه لجنة المياه وجمعية تحلية المياه الأردنية من أفكار لمعالجة هذا الخلل الحاصل في موضوع المياه سيكون مخرجا حقيقيا لهذه الأزمة داعيا إلى عدم الاكتفاء بحلول لترقيع الأزمات مع التوجه لحل استراتيجي يعين الأجيال القادمة.

رئيس جمعية تحلية المياه الأردنية المهندس قصي قطيشات أكد على أن إنشاء جمعية تحلية المياه جاءت قراءة لواقع حاجة الأردن لتوفير مصادر مائية.

وبين قطيشات إلى أنه وبالرغم من قلة الإمكانات والموارد، إلا أن الجمعية وعبر منتسبيها تعمل على نشر المعرفة حول أحدث التطورات والمستجدات في مجال تحلية المياه وإعادة استعمال المياه كما تعمل على توفير وتحديث قاعدة بيانات حول محطات التحلية.

وأضاف ان الجمعية "تهدف لنشر التوعية بين المواطنين عن استعمالات المياه والعمل يدا بيد للمساعدة على إيجاد حلول وتقديم كافة الإمكانيات المتاحة للوصول إلى حل شح المياه في الأردن".

من جانبه، تحدث رئيس لجنة المياه ورئيس اللجنة التحضيرية لليوم العلمي المهندس محمد أبو طه عن أهمية موضوع تحلية المياه، مشددا على أهمية التعامل مع مشكلة شح المياه في الأردن بموضوعية لتحقيق تنمية متوازنة بين المتوفر من المياه والمطلوب للاستعمال ما يحقق تنمية مستدامة.

وأوضح أبو طه أن نقابة المهندسين كان لها دور فاعل في تقديم العديد من الاقتراحات والمبادرات الخاصة بمشكلة المياه ومعالجتها مبينا أن التركيز على قضية تحلية المياه وإعادة استخدامها يأتي إيماناً بأن مستقبل حل مشكلة المياه في الأردن سيكون من خلال هذه التقنيات الحديثة التي يجب الإلتفات إليها والعمل على تنفيذها.

وتم خلال اليوم العلمي تقديم 6 أوراق عمل على مدار جلستين متواصلتين، حيث ترأس الجلسة الأولى رئيس جمعية تحلية المياه الأردنية المهندس قصي قطيشات ومقررتها المهندسة لينا الحياري وكان المتحدث الرئيسي فيها الدكتور عادل بشناق من مجموعة شركات بشناق للمياه من المملكة العربية السعودية.

وقدم خلال الجلسة مدير مديرية نوعية المياه في سلطة المياه المهندس راتب العدوان ورقة عمل بعنوان "مصادر المياه ومستقبل تحلية المياه في الأردن"، فيما قدم الدكتور حابس الزعبي من جامعة الحسين بن طلال ورقة عمل بعنوان "تحلية المياه في الأردن وإعادة استعمالاتها" إضافة إلى ورقة لمدير عام شركة "أكواتريت" المهندس طارق أبو هديس تناولت سبل تنفيذ مشاريع تحلية المياه وتنقيتها.

وفي الجلسة الثانية التي ترأسها المهندس موسى الجمعاني وكان مقررها الدكتور عبد طالب زاهري، قدم الدكتور ضياء الروسان من مركز دراسات المياه والبيئة في الجامعة الأردنية ورقة عمل تحدث فيها عن صور لتعزيز وتحفيز تنفيذ وإنجاز مشاريع معالجة المياه، فيما تحدث في الورقة الخامسة من سلطة وادي الأردن المهندس نايف سدر عن موضوع "تحلية المياه المالحة في وادي الأردن للغايات الزراعية" ليختتم أوراق العمل مدير عام العالمية الإستشارية للبيئة والمياه والطاقة في لبنان الدكتور بشار الشريدة بورقة حملت عنوان "الزراعة التنفيذية..براءة اختراع".