بسم الله الرحمن الرحيم 

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى  اله وصحبه ومن والاه وبعد :

فقد فرض الاسلام على المسلمين ان يكونوا ايجابيين تجاه الحياه بشيء صورها وحرض المسلم على مخالطة النس نشراً للدعوه وحماية للمكاسب ودرءاً للمفاسد وتعظيما للايجابيات التي لا تخلو منها المجتمع. 

ولا شك أن من يطلع على سيرة النبي صلى الله عليه واله وسلم يدرك انه كان محباً لمكة المكرمة مسقط رأسه حيث قال عنها ( والله إنك لأحب أرض الله إلي ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت ) فحب المسلم لبلده أمر مؤكد لا خلاف فيه، ويعبر المسلم عن حبه لبلده بالبناء والإعمار وخدمة الناس كل ذلك في ظلال الشرع الحنيف، ومن صور النفع قوله صلى الله عليه واله وسلم ( إماطتك الاذى عن الطريق صدقه، وأن تعين الرجل ليحمل على دابته صدقه). 

نقدم بهذه المقدمة وانطلاقاً من حرصنا على مصلحة هذا البلد ومستقبل اجياله وقد اظلته انتخابات نيابية تفرز مجلس نواب يكون مسؤولا  عن الاداء الحكومي حيث يمارس المراقبة والمحاسبة كما يقوم بسن التشريعات ولأن هدين الامرين في غاية الاهمية ، فأننا نعتقد ان خوض الانتخابات والمزاحمة فيها ترشيحاً واقتراعا أمر ضروري، فنحن بحاجة إلى " القوي الأمين " الذي يكون قدرا على محاسبة من يتولى المسؤوليات، كما إننا بحاجة الى من ينفي التشريعات مما يخالف الاحكام الاسلامية او يلحق الضرر بالناس، فتطبيق الاسلام يكون عبر سن الاحكام الشرعية. 

والدفاع عن الناس ورفع الضرر عنهم يكون عبر وكلاء عن الناس يمثلونهم وينطقون بأسمهم وينافحون عنهم، وهذا كله يتحقق بمجلس النواب من هنا نرى ان يكون المواطنون ايجابيين تجاه الانتخابات، يولون الصالح ويقدمون القوي وينتخبون الامين ويعرضون عن غيرهم كما نرى اننا جميعا ( حكومة ومرشحين وناخبين ) مسؤولون عن نزاهة الانتخابات وحماية تللك النزاهة والحيلولة دون بيع الذمم وشراء الاصوات، لهذا تدعو المرشحين الى التنافس الشريف الذي لا يستخدم الا الوسائل المشروعة والنظيفة. 

نبين هذا محتسبين الاجر من الله تعالى سائلينه عز وجل ان يحفظ هذا البلد امناً مستقراً سخاء رخاءً وسائر بلاد المسلمين إنه سميع مجيب والحمدلله رب العالمين. 
 

 جمعبة رابطة علماء الاردن / تحت التأسيس - عنهم أ.د. بسام العموش
عمان في 8 ذي القعدة 1431 ه
 الموافق 16/10/2010م


صورة البيان