زاد الاردن الاخباري -
(CNN) -- أعلنت سلطة الآثار الإسرائيلية وشركة غوغل عن خططهما لنشر نسخة رقمية من مخطوطات البحر الميت وإتاحتها مباشرة للراغبين على الإنترنت، في خطوة وصفت بأنها تطبيق "طموح لتكنولوجيا القرن الحادي والعشرين."
واعتبر أمين عام سلطة الآثار الإسرائيلية، شوكا دورفمان أن المشروع يعتبر مرتكزاً أساسياً لتوسيع "الدراسات التوراتية" وفهم الناس لـ"اليهودية والمراحل المبكرة من المسيحية."
وتتألف المخطوطات، المكتوبة على ورق البردى وجلد الماعز ويعود تاريخها إلى 20 قرناً مضت، من 30 ألف جزء و900 مخطوط، وتتضمن أقدم نسخة مكتوبة من التوراة، حيث تم تصويرها على مدى عامين بهدف نشرها على الإنترنت بواسطة تقنية التصوير الرقمي.
وفي المشروع، استخدم الباحثون كاميرات رقمية تبلغ دقتها ودرجة وضوحها أضعاف تلك المتاحة للاستخدام العام، فضلا عن مصابيح ضوئية، لا تشع حرارة أو موجات فوق بنفسجية حتى لا تتسبب في إتلاف المخطوطات، وذلك بهدف الكشف عن أجزاء منها لم تكن مقروءة من قبل مما يمكن أن يحدث أثرا عظيما في مجال البحث العلمي.
وكان راع بدوي فلسطيني قد عثر على مخطوطات البحر الميت في العام 1947 في كهوف خربة قمران، حيث تم حفظ بعضها في متحف الآثار الفلسطيني آنذاك، حيث تم اكتشاف المخطوطات تباعاً، بينما تم بيع البعض الآخر بحسب بعض الروايات.
وفي العام 2008، قالت بنينا شور، رئيسة قسم المعالجة وشؤون المحافظة في سلطة الآثار الإسرائيلية: "المخطوطات تظهر الرابط بين المسيحية واليهودية، الرب هو محور الأشياء، وهو آله واحد."
ورغم أن الاطلاع على تلك المخطوطات اقتصر على دائرة صغيرة من العلماء فأنه تحسن كثيراً خلال الـ20 عاما الماضية، حيث تم نشرها بأكملها عام 2001.
ويطالب الباحثون حول العالم السلطات الإسرائيلية باستمرار بإتاحة فرصة الاطلاع على المخطوطات، وتسعى الكثير من المتاحف العالمية لعرضها، وسوف يعرض المتحف اليهودي في نيويورك ستة من تلك المخطوطات الشهر القادم.
وفي مارس/آذار 2009، اعتبرت باحثة إسرائيلية بأن "الأسينيين"، الذين يفترض بأنهم كتبوا نصوص مخطوطات البحر الميت، غير موجودين من الأساس، وهو الأمر الذي يناقض أساسيات التاريخ الديني بالعهد القديم المشترك لدى المسيحيين واليهود.
وقالت ريتشل إليور، أستاذة التصوف اليهودي في الجامعة العبرية بالقدس، إن المجموعة اليهودية المعروفة باسم "الأسينيين،" والتي يرى مؤرخون أن أفرادها قاموا بتدوين مخطوطات البحر الميت، ما هي إلا تلفيق من قبل المؤرخ الروماني اليهودي، فالفيوس يوسيفوس، خلال القرن الأول الميلادي.
وأضافت إليور أن تقارير يوسيفوس الخاطئة، التي رغب من خلالها المباهاة بوجود مجموعة يهودية تعادل من حيث قيمها وعاداتها سكان إسبارطة التاريخية، التي كان الرومان يجلون قيمها، انتقلت على مر القرون، مما أدى إلى تحولها إلى وقائع.