- لن اتحدث في هذه المقالة عن مقاطعة جبهة العمل الإسلامي للإنتخابات ولو ان الإسلاميين لم يقاطعوا جميعهم بدلالة ان بعض من كوادرهم ترشحوا مخالفين بذلك قرارات حزبهم , ساتحدث هنا عن الدعوات التي تصدر هنا وهناك وفي كثير من المواقع عن الدعوة الموجهة للمواطنين لمقاطعة هذه الانتخابات .
الذهاب الى صناديق الاقتراع هو استحقاق دستوري وواجب وطني وتعبير عن الديمقراطية وفيه راحة نفسية بانني كناخب ادليت بصوتي لمن اراه مستحقا للوصول الى قبة البرلمان . وبغض النظر اذا كانت انتخابات 2007 كما يقال ويشاع ويكتب انها كانت مزورة وملفقة , فهذا التزوير وهذا التلفيق تتحمله الحكومة التي اشرفت عليها واعلنت قبل اجرائها انها شفافة ونزيهه ,وهي تتحمله امام الله اولا وامام الوطن والمواطن , وكان من حسن حظ الوطن والمواطن ان امر جلالة الملك بحل هذا المجلس , حين رأى جلالته الأداء المتدني لكثيرا من اعضاء هذا المجلس وتنافسهم على الحصول على المزايا والمنافع الشخصية بدلا من تنافسهم على اخراج قوانين عصرية تناسب المرحلة وتناسب الوطن والمواطن , وبغض النظر ايضا عما يشيعه البعض من ان هذه الانتخابات لن تكون بتلك الشفافية والنزاهه ولو ان المؤشرات وحسن النوايا التي اظهرتها الحكومة واعلنتها بانها ستكون نزيهه وشفافه , حيث اظهرت الحكومة الكثير من المؤشرات الايجابية والملموسة و كما ظهر بالمقابل بعض المؤشرات السلبية الغير مريحة كالدوائر الوهمية وسريتها عند تسجيل المرشح ؟؟؟
صحيح اننا كنا نتطلع الى اخراج قانون انتخابات عصري ومثالي لا تشوبه شائبه , ولكنه قدرنا ونصيبنا ان تبتلينا الحكومة بهكذا قانون واملنا كبير ان يخرج لنا مجلسنا النيابي القادم قانون انتخاب مثالي يراعي مصلحة الوطن اولا ومصلحة المواطن ثانيا , وصحيح ايضا اننا احبطنا من كثير من أداء كثيرا من النواب , الا ان ذلك كله وما اسمعه من اعذار (وتلككات ) ودعوات للمقاطعة لن يفيد الوطن بشيء – هذا اذا كان المنادين به يحبون الوطن - فعلى العكس فان هذه الدعوات للمقاطعة ستؤذي الوطن اكثر مما هو متاذي الآن , وان عدم ذهابنا لصناديق الاقتراع لإنتخاب الشخص المناسب سيؤدي الى حجب صوتنا عن هذا الشخص المناسب , وهذا الحجب معناه ان تزداد فرصة المرشح السيء بالفوز , ونحن بهذه المناداة وهذه الاصوات التي اسميها غير المسؤولة سواء كانت تدري او لا تدري وسواء كانت بنية حسنة او غيرها ستساعد في وصول مرشحين لا يستحقون الفوز ولا يستحقون اللقب ولا يشرّفون الوطن والمواطن بان يكونوا نواباً له وان يصلوا الى قبة البرلمان وان يبداوا بسن القوانين التي تناسب طموحاتهم الشخصية ومصالح شركاتهم واستثماراتهم .
فلنكن واعين ومتفهمين ومدركين لخطورة ما يقدم عليه البعض , ولنسأل انفسنا..هل نريد نواباً مخلصين , مثقفين , واعين ؟؟ ام نريد مجلساً نيابياً مساهماً عاماً محدوداً لشؤون المقاولات والإسكانات والاستثمارات المالية و الشخصية ؟؟
ناشر موقعي ديرتنا نيوز و جوفايننس الاخبارية