المفاوضات لم تفشل
ادرك الان دعاة المفاوضات وسلام الشجعان واسلوا ووادي عربة وكامب ديفيد وبعد مرور مايقارب عقدين من الزمان ان المفاوضات مع الاسرائيلين قد فشلت، وان معاناتهم مع مفاوضيهم لم تقل عن معاناتهم معهم ماقبل المفاوضات ، وبدؤا يبحثون عن بدائل اخرى (طبعا غير المقاومة) حتى انهم لم يعترفوا لاخوانهم الذين كانوا يحاولون صدهم عن السير في نفق المفاوضات بصواب موقفهم . ووضع هؤلاء انفسهم في موقف لايحسدون عليه ، فلم يستطيعوا ان يحققوا شيئاً للقضية الفلسطينية ولن يستطيعوا العودة الى ماقبل اوسلوا لانهم وبكل بساطة غرقوا في وحل ماسببته المفاوضات المباشرة وغير المباشرة على مدار عشرون عاماً . ثم من قال ان المفاوضات فشلت لايعلم جيداً ماذا حققت المفاوضات ، لقد استطاعت هذه المفاوضات العلنية والسرية والمباشرة وغير المباشرة والصعبة والسهلة تحقيق مايلي:-
- اختراق الصف العربي وتقسيم العرب بين مؤيد ومعارض للمفاوضات .
- تقسيم الصف الفلسطيني الى اقسام متناحرة بين مؤيد ومؤيد بشدة ومعارض ومعارض بشدة.
- عقد اتفاقيات تجارية بين دول عربية واسرائيل كانت هذه الدول ترفضها قبل المفاوضات.
- تحقيق اعتراف اكثر من 150 دولة باسرائيل كانت ترفض الاعتراف بها قبل المفاوضات.
- انهاء انتفاضة الشعب الفلسطيني التي انطلقت عام 1987م والتي استطاعت تحقيق انتصارات سياسية على اسرائيل وكسب تاييد الرأي العام العالمي.
- القضاء على محاولات المقاومة الهاب الشارع الفلسطيني في اكثر من مرة رداً على تصرفات الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة ومنها قضية المبعدين وقضية الحرم الابراهيمي وقضية اقتحام المسجد الاقصى وقضية الرد على اغتيال رموز فلسطينية مثل احمد ياسين وابو علي مصطفى والحرب على غزة وغيرها.
- كما استطاعت المفاوضات اجهاض انتفاضة الاقصى عام 2000م والتي حاولت اعادة الصراع الى مربعه الحقيقي بين العرب واسرائيل.
- كما استطاعت المفاوضات وما انبثق عنها من تنسيق امني من تصفية رموز المقاومة للشعب الفلسطيني سواء كانت رموز اسلامية او قومية.
- في ظل المفاوضات استطاعت اسرائيل بناء جدار عنصري يحاصر الضفة الغربية ويحولها الى سجن كبير.
- في ظل المفاوضات وصل عدد الاسرى الى رقم غير مسبوق تجاوز الثلاثين الف اسير.
- في ظل المفاوضات تجاوز عدد الشهداء اكثر من 15000شهيد فلسطيني بين مؤيد ومعارض.
- في ظل المفاوضات شنت حربين شرستين على الشعب الفلسطيني لم تشهد لها مثيلا منذ عام 1948م الاولى في عهد شارون على الضفة ومخيماتها والثانية على غزة في عهد اولمرت وباراك.
- استطاعت المفاوضات كسر الحاجز النفسي بين اليهود القتلة وبعض العرب الذين انخدعوا باوهام السلام.
طبعا انا لم استطع ان احصي كل ما حققتها اشكال المفاوضات المختلفة ولكنني حاولت ان ابحث عن فائدة واحدة للمفاوضات للقضية الفلسطينية فلم اجد ، بل توقعت بعد فشل المفاوضات ان يبدأ الذين فشلوا بالبحث عن بدئل حقيقية اخرى ففوجيء العالم بأن بدائلهم هي استعدادهم للاعتراف بيهودية اسرائيل واستعدادهم للتنازل عن الحق التاريخي للفلسطينين في ارضهم التاريخية وهذا اعظم انجاز استطاعت المفاوضات تحقيقه.