لولا رحمة الله بنا بهذه الشتوة المباركة لكان الموسم هذا العام ينبأ بمعالم الانحباس المطري والجفاف ربما . ولكن الكريم كريم .
المربعانية كانت دافئة نسبيا هذا العام مقارنة بمثيلاتها في السنوات السابقة حتى ظننا بأن المطر سينحبس عنا هذا العام ، هو سوء ظن أصبحنا معتادين عليه . لكن \" المعطي مو بخيل \" فهو أرحم بنا من انفسنا فأغاثنا بهذا الغيث المبارك ، على الرغم بأننا وللآن لم نقم بصلاة استسقاء واحدة خلافا لما جرت عليه العادة .
ففي العادة ندعو الى صلاة استسقاء عامة لطلب الغيث من فضل الله عزوجل ، لكننا لسنا معتادين على الدعوة لصلاة حمد وشكر واحدة ، وأنني قد تسائلت لماذا لا ندعو الى صلاة شكر لله لمنحنا الغيث والمطر ؟؟؟!
ربما لأن الله عزوجل يقول في محكم كتابه ( ولأن شكرتم لأزيدنكم ) فان شكرنا فانه ربما يستمر هطول المطر لأيام أو لأسابيع وهذا يعني تزايد في نفقات الكاز والسولار والغاز المستخدمة لغايات التدفئة ، مما يعني تحمل نفقات باهظة خاصة في ظل ارتفاع أسعار المشتقات النفطية ، لذا نكتفي بالشكر الفردي داخل انفسنا .
على كل حال .. كانت شتوة تفوق الروعة والجمال بكل ما فيها حتى رائحة الأرض والتراب كانت زكية ، فأنا أحب رائحة التراب عندما يلامسه الماء والمطر وبما انا مدمن عليه أحيانا ، كان طقسا شتويا بالفعل بأمطاره المنهمرة وبسيوله الجارفة وضبابه وثلوجه في بعض المناطق ، كلها شكلت معا انشودة المطر . حتى منظر الناس المصطفين طوابيرا على المخابز ومحطات الوقود كانت رائعة وممتعة ، ففيها ايحاء وكما تقول جدتي (كأن الثلج على الباب) أو ( ان الخبز والكاز بدو يخلص وكل واحد يلحق حاله ) .
فعلا كان كل ما فيه رائعا وجميلا وملفتا ومضحكا احيانا .
ربنا لك الحمد والشكر على نعمتك واجعله علينا سقيا لا عذابا ، ورحمة لا انتقاما ، ومباركا لا هباء .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
khaldon00f@yahoo.com