زاد الاردن الاخباري -
(CNN) -- أبلغت إدارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الكونغرس بشأن خطط لسنوات عدة ذات علاقة بصفقة أسلحة أمريكية للسعودية بعدة مليارات من الدولارات، والتي تشمل بيع 84 طائرة مقاتلة من طراز "إف - 15" ونحو 200 طائرة مروحية، بالإضافة إلى تحديث حوالي 70 طائرة مقاتلة متقادمة من طراز "إف - 15"، بكلفة إجمالية تصل إلى 60 مليار دولار وعلى مدى 20 عاماً.
هذه الصفقة تهدف إلى زيادة وتوسيع العلاقات العسكرية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية بما يسمح للسعودية حماية أمنها ونفطها، الذي يعد "حيوياً لمصالحنا الاقتصادية"، وفقاً لما ذكره مساعد وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية والعسكرية، أندرو شابيرو، خلال مؤتمر صحفي في وزارة الخارجية الأمريكية.
الصفقة ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في الثالث عشر من سبتمبر/أيلول الماضي، فإن الصفقة يمكن أن تخلق كذلك ما يزيد على 75 ألف فرصة عمل، ويستغرق استكمال مكوناتها بين 5 إلى 10 سنوات، وفقا للصحيفة التي ذكرت أن الاتفاق سيشمل 84 طائرة مقاتلة، إلى جانب 70 مروحية "أباتشي،" و72 "بلاك هوك،" و36 طائرة "لتل بيرد."
حسبة بسيطة
بما أن قيمة الصفقة تصل إلى 60 مليار دولار وعلى مدى 20 عاماً، فهاذ يعني بحسبة بسيطة أن على السعودية أن تدفع 3 مليارات دولار سنوياً، أي ما يزيد على 8 ملايين دولار يومياً.
السعودية كانت قد احتلت المركز الأول في مشتريات السلاح من مصادر مختلفة خلال الفترة من 2001 إلى 2008، إذ بلغت قيمة مشترياتها من السلاح حوالي 34.9 مليار دولار.
التهديدات المحتملة
السؤال الذي يطرح نفسه، هل السعودية بحاجة إلى هذه الأسلحة فعلاً، وما أهميتها الاستراتيجية؟
في ظل الظروف القائمة في الشرق الأوسط، وحالة عدم الاستقرار في الزاوية الجنوبية الغربية للسعودية، أي اليمن، حيث التهديدات المتصاعدة من جانب تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والحرب التي خاضتها صنعاء ضد الحوثيين في شمالي البلاد، ودخول المتمردين الحوثيين الأراضي السعودية، يبدو أن الرياض بحاجة إلى أسلحة.
ولكن بالتأكيد يبدو أن الصفقة تفوق احتياجات هذا الواقع في الزاوية الجنوبية الغربية من شبه الجزيرة العربية.
على أن التهديد الأكبر الذي يواجه السعودية، بالنسبة للكثير من الخبراء، قد يكون قادماً من الشرق، وتحديداً ما وراء الخليج، حيث إيران التي تبدو أكثر قوة وقدرة عسكرية.
ورغم أن السعودية أعلنت غير مرة بأنها لا تنظر إلى إيران بوصفها تهديداً، إلا أن الواقع يشير إلى العكس، فطهران لا تفتأ تكشف عن قدراتها العسكرية بين الحين والآخر، خصوصاً مع المناورات التي تجريها في منطقة الخليج.
والسعودية بالنسبة إلى إيران "على مرمى حجر"، وبالتالي فإن التهديد الإيراني يظل قائماً، بصرف النظر عن تصريحات الجانبين حول عدم تهديد أي منها للأخرى.
أما إسرائيل، فهي، حتى مع الصفقة السعودية الأخيرة، مازالت الأكثر تفوقاً من الناحية العسكرية الصرفة، خصوصاً وأن طبيعة الأسلحة الواردة في الصفقة لا تشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل، التي تمتلك طائرات مقاتلة أكثر تطوراً، إضافة إلى أن الولايات المتحدة، وبحسب الأنباء، قد ضمنت من خلال هذه الصفقة التفوق النوعي الإسرائيلي.