صباح أمس كان يوم التغير ( والتغير مبادرة تقوم بها المؤسسات الصحية ممثلة بوزارة الصحة ) يوم التغير ــ كما صرح مسؤولوا التغير في وزارة الصحة ــ دعوة المشاركين وتحفيزهم للعمل على تحسين جودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى ، وتقديم تعهدات كثيرة جدا معظمها يدور حول المرضى ورعايتهم وكما تعكس حالة الاندماج مع المجتمع المدني .
صباح أمس كان تغيرا بالشكل دون المضمون ، شعارات أُطلقت ، صحافة كَتبت ، وابتسامات صفراء وزعت وسرعان ما تلاشت ، وبقيت الصور للذكرى شاهدة على التغير النظري .
في مستشفى الأمير فيصل في لواء الرصيفة ـ الذي تعدى عدد سكانه حاجز (700000 ) ألف نسمة ــ كان التغير متميزا في الشكل ، معظم المراجعين والمرضى شعروا بأن هذا الصباح هو العيد ، تميز في الشكل ، استقبال بابتسامات مرسومة وموحدة ، ترحاب وتهليل بالمراجعين ، فناجين القهوة السادة ، كاسات الماء ، وبعض الحلوى .
جولات لِعلية القوم من الاداريين وضيوفهم من النواب والمسؤولين والصحافة ، توثيق بالصور التي تظهر وجوه مشرقة وابتسامات عريضة احتاجت وقت طويل لرسمها ، الكل شاهد على التغير ، كلمات لبعض المراجعين والموظفين تسبح بحمد الخدمات الصحية في هذا المستشفى .
صباح أمس كان على غير العادة ، ظن الكثير ــ وإن بعض الظن إثم ــ انهم في مستشفى خاص ذو خمسة نجوم ، نظافة تضاهي افخم الفنادق ، ابتسامات غير معهودة ، قهوة وماء وتمور ، رسم على الوجوه،
ساعة التغير انتهت وفرحة المراجعين والمرضى لم تستمر ، والحقيقة عادت الى اضغاث أحلام ،
ساعة من التغير الشَكلي لم تكن كافية لإسعاد المرضى وثبات فرحتهم وترسيخ ابتساماتهم ،
انتهت ساعة التغير وعاد المستشفى لسابق عهده ــ او كما يُطلق عليه البعض ــ مسلخ الرصيفة .
انتهت ساعة التغير وكاد الوضع كسابق عهده معظم عيادات الاطباء خالية ، مراجعين يصرخون والرعاية الصحية تلاشت ،وحبة الدواء السحرية حاضرة لكل الأمراض .
ساعة التغير التي انتهت لم تسعد مريضا ولم تقدم له حبة الدواء ، وكل ابتسامات العاملين لن تنقذ حياة مريض .
ساعة التغير سُرقت من المرضى لأنها على حساب وقتهم وألمهم ووجعهم ،
معالي وزير الصحة . ساعة التغير انتهت ولن تعود ، وفنجان القهوة وحبة التمر لن تُغني عن الدواء .
ــ وكما قال بعض المرضى عادت حليمة لعادتها القديمة ــ
معالي وزير الصحة . هل تعلم أن التغير لم يغير شيء ، وأنت تعلم أن من حق المواطن أن يجد الرعاية الصحية بشكلها ومضمونها وجودتها ، من حق المريض أن يُعطى هذا الحق كاملا .
معالي وزير الصحة. الذي يحدث أن هذا الحق أصبح (( مكرمة وهبة )) تتبع مزاج إدارة المستشفى والواسطة سيدة الموقف ، حق المريض أصبح بالواسطة يا وزير الصحة .
هناك الكثير من الحالات السلبية والشكاوي والمواضيع التي كُتبت ونشرت عن هذا المستشفى ، ألم يحن الوقت للنظر بها ومحاولة علاجها ، ألم يحن الوقت لأن يكون الشخص المناسب في المكان المناسب .
ألم يحن الوقت أن يشعر المواطن بوجود مستشفى حقيقي .
وأخيرا أين نجد الصحة يا معالي وزير الصحة ؟؟؟