زاد الاردن الاخباري -
أكد المطرب الفلسطيني مظفر عسار، الذي يُعتبر آخر مغني راب في قطاع غزة، أنه لن يرحل عن القطاع رغم رفض حركة حماس الحاكمة منحَه ترخيصًا لإقامة الحفلات؛ لأنها تعتبر موسيقاه حرامًا، مؤكدًا أن أمنيته الوحيدة هي الحصول على مكانٍ يغني فيه.
ونقلت صحيفة "جارديان" البريطانية أجواء آخر حفلٍ أقامه عسار العام الماضي؛ حيث لم يستمر الحفل أكثر من 30 دقيقة قبل أن يتدخَّل عناصر الأمن التابعون لحركة حماس ويُنهوا الحفل الذي تجمَّع فيه ما يقرب من 450 متفرجًا في بهو فندقٍ لحضور أول حفل راب في غزة.
وحاول عسار مع السلطات لإعطائه رخصة الحفل، لكن السلطات أبدت اعتراضها لاختلاط الجمهور رجالاً ونساءً، ثم بعد ذلك منعته بسبب أن الموسيقى "حرام"، حسب ما قاله المطرب الغزاوي في لقاءٍ مع الصحيفة البريطانية في عددها الأربعاء 20 أكتوبر/تشرين الأول 2010.
ويقول عسار: "لقد كانوا يختلقون أي أعذار"، مضيفًا: "إنهم اعترضوا حتى على مظهره وشعره الحليق تمامًا ولحيته المحددة".
وبعد أن تعرَّض لإلغاء الحفل لم يحاول من وقتها إقامة حفلاتٍ أخرى؛ فمالكو الاستوديوهات أصبحوا لا يسمحون لفرقته "الشارع للراب" بتسجيل أغانياتها؛ ما تسبب بعدم صدور ألبومهم الجديد من وقتها. وأوصت سلطات حماس- حسب الصحيفة- القائمين على الحفلات بحذف فرقة "الشارع للراب" من قائمة المتعاملين معهم إذا كانوا يرغبون في إعطائهم ترخيص إقامة حفلات، كما أن ليس هناك رعاة لهم.
"حماس لا تحب موسيقاي".. يقول عسار مضيفًا: "كل ما أطلبه هو مكان للعمل والغناء. اختياري الوحيد أن أتوقف عن غناء الراب أو أترك غزة، وهذا ليس سهلاً".
ويؤكد عسار أن لديه رسالةً يود أن تصل إلى أكبر عدد من الناس، وهي أن الاحتلال الإسرائيلي ليس هو المشكلة وحده، ولكن احتلال العقول أيضًا.
واعتبرت "جارديان" الفرصة الوحيدة التي جاءت لعسار كانت على يد جماعة "السلام الآن" الإسرائيلية، والتي تناقشت معه لتسجيل أغنية مع مغني راب إسرائيلي بهدف تعزيز التعايش السلمي بين العرب والإسرائيليين.
وبالفعل كتب عسار بعض الكلمات، ورأى أنه يمكن أن يكون شيئًا إيجابيًّا، لكنه أعاد تقييم الخطوة، ووجد أنه يمكن أن ينُظَر إليه على أنه خائن ومتعاون مع إسرائيل ويتم القبض عليه.
والحفل الذي أقيم في مارس/آذار 2009 في غزة كان بمثابة نقلة جديدة له في مسيرته الغنائية؛ فبعد وقوعه في حب الراب منذ أن كان في الثالثة عشرة من عمره، وخاصةً المطرب 50 cent "فيفتى سينت" أصبح لديه حلمه أن يقوم بغناء الراب باللغة العربية في موطنه غزة.
عسار الذي يقطن بالقرب من حي النصيرات روى أنه بدأ في كتابة الكلمات منفردًا على رغم من صعوبة كتابتها على إيقاع الراب في البداية، لكن الوضع تحسن كثيرًا عندما كوَّن فرقة مع صديقه سليم وبدأا معًاً في تنمية مهارتهما وتلحين الكلمات عن طريق التعلُّم على الإنترنت.
ويشير مطرب الراب إلى أنهما بدأا في طلب رعايةٍ من منظماتٍ مختلفةٍ غير حكوميةٍ في غزة، لكن دون جدوى، حتى عرض عليهما المركز الثقافي الفرنسي المساعدة.
وأثناء المعركة الدامية بين حركتي حماس وفتح، والتي أسفرت عن سيطرة حركة حماس على قطاع غزة بالكامل عام 2007، قتل أحد أصدقائه؛ الأمر الذي ألهمه أحد أقوى أغنياته إلى الآن، وعنوانها "يا الله".