أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
بلدية دير أبي سعيد توقع اتفاقية لتطوير شبكة الانترنت للمواطنين الجيش الإسرائيلي: بلاغ عن عملية دهس بغوش عتصيون الأردن على موعد مع هطولات مطرية وكتلة هوائية باردة جدًا مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي الزعبي وأبو زيد ويانس زراعة الوسطية تدعو لتسجيل الحيازة الزراعية لضمان التعويضات الزهير: تقديم التسهيلات الممكنة للتسريع من التخليص على المركبات تفريق مظاهرة لعائلات الأسرى بتل أبيب خشية وقوع حدث أمني إذاعة الاحتلال: سقوط مسيرة يمينة بمنطقة مفتوحة القسام: إلقاء قنبلة على مجموعة من جنود الاحتلال شرق جباليا الاحتلال الإسرائيلي يحاصر منزلا في قفين شمال طولكرم الجغبير: زيارات مكثفة على وجه السرعة إلى سورية خلال أيام الأردن .. 720 مليون دينار ذمم مستحقة للضمان دون تحصيل الجيش الإسرائيلي يطلق النار على قوات "اليونيفيل" في جنوب لبنان حماس: شروط الاحتلال أجّلت الصفقة مستوطنون متطرفون يقتحمون باحات المسجد الأقصى أردوغان للانفصاليين في سورية : إلقاء الأسلحة أو الموت بيت لحم .. قدّاسٌ هادئ وسط غياب للحجاج القوة البحرية والزوارق الملكية تحتفل بتخريج دورة الغطس السفارة الصينية تحث كندا على عدم "التدخل" في شؤون هونغ كونغ المرصد السوري: القوات الإسرائيلية توغلت أكثر في سورية
الصفحة الرئيسية أردنيات المقاهي الثقافية محاولة للتطبيع بين شباب الكوفي...

المقاهي الثقافية محاولة للتطبيع بين شباب الكوفي شوبات والذاكرة الشعبية

19-01-2010 02:37 PM

زاد الاردن الاخباري -

رانية الجعبري - العودة بالزمن إلى الوراء ليس الأثر الوحيد لهذه المقاهي, فوجودها أحيا شارع الأمير محمد في وسط البلد, كما يؤكد أصحاب المحلات, وبدأ الشارع يشهد حركة للناس كاد ييأس من عودتها.

هنالك محاولة لجعل المقاهي, وهي اكثر الأماكن اجتذاباً للشباب, وسيلة للتثقيف, والحديث عن الثقافة والمعرفة يقود للحديث عن ارتباط الإنسان ببلده, إذ أن هذا الارتباط من الصعب أن يكون من دون معرفة ودراية, فإلى أي حد تمكنت هذه المقاهي من كسر حاجز الشكليات, والتشبث بالمظاهر التي جعلت من اهل عمان ينظرون إلى وسط البلد نظرة دونية ويفضلون أسواق عمان الغربية والمولات عليه, بل ويتباهون في ارتيادها, هل يمكن لهذه الأماكن أن تكون حلقة الوصل بين المكان وبين من أداروا ظهورهم لمكان يختزن تاريخهم, وتحديداً أبناء عمان الغربية غير المضطرين للمرور به للوصول إلى بيوتهم.


الروح صداحاً

أسعار بنكهة وسط البلد القريب من هموم الناس وإمكانياتهم, وديكورات تقدم رائحة بيوت الأجداد على طبق من الاستذكار اللذيذ, فيكاد المتردد على هذه المقاهي يعاين حكايا والديه عن أيام أكدوا في ذيل حديثهم عنها أنها لن تعود. وتراهن هذه المقاهي - التي جعلت من الطابع التراثي لها خارطة طريق - على أنه يمكنها أن تعود بذلك الزمن إلى الوراء.

العودة بالزمن إلى الوراء ليس الأثر الوحيد لهذه المقاهي, فوجودها أحيا شارع الأمير محمد في وسط البلد, كما يؤكد أصحاب المحلات, وبدأ الشارع يشهد حركة للناس كاد ييأس من عودتها.

كانت البداية في محاولة للجمع بين مقاهي عمان الغربية التي تتميز بالأناقة ومقاهي وسط البلد التي تتميز بأجواء البساطة والتي تريح مرتادها من عبء التكلف والتأنق عند حضورها, فكان المقهى الأول الذي فتح أبوابه في أواخر العام 2006 في شارع الأمير محمد, بطابع ثقافي وطني وتراثي, فتم تأسيس مكتبة في المقهى عبر إهداء مجموعة من المثقفين الأردنيين لكتبهم كمباركة لمشروع المكتبة, كما أنه لا يمكن لمرتاد المقهى أن يستمع إلا لأغاني فيروز ومارسيل خليفة وماجدة الرومي وغيرهم من الفنانين الملتزمين, إلى جانب الأمسيات الشعرية والأدبية, ومع مرور الزمن أمسى مكاناً لاجتماع المثقفين, وبعد أقل من عامين أمسى مكاناً للعشاق والشباب خصوصاً أبناء عمان الغربية الذين لا يعرف بعضهم طريق الذهاب إلى وسط البلد.

هذا المقهى بقي الوحيد في هذا الشارع حتى العام 2009 حينها تأسس في البناية المقابلة له وبعده بعدة بنايات مقهيان على شاكلته, ويتطلعان للمسير على خطاه, إذ يقول م. خلدون الشاويش مالك مقهى تراثي في عمارة تجارية في شارع الأمير محمد تأسست في العام 1956 وكانت أحد مراكز غلوب باشا; بأن الهدف من تأسيس هذا المقهى لا يتوقف عند اجتذاب الزبائن بل يتعداه إلى الرغبة في تثقيف طبقة الشباب عبر عقد أمسيات, مضيفاً أن هذا النوع من المقاهي يلقى إقبالاً كبيراً سواء من أهل البلد أو السائحين. ويتفق معه سامر الياسين الذي افتتح محل إكسسوارات وتحف شرقية في شارع الأمير محمد منذ سنة ونصف, أي بعد بدء الحركة التي تسببت فيها تلك المقاهي, والتي يرى فيها فائدة معممة للجميع إذ أن مرتادي المقاهي أحياناً يتجولون بين المحال المحيطة بالمقاهي دون التواني عن شراء ما يعجبهم.


ولا يتفق محمد اللحام وهو صاحب محل ثياب في شارع الأمير محمد مع ما سبق, فاللحام الذي يعمل في الشارع منذ العام 1982 أكد أن هذا الشارع الذي كان ملاذاً للطبقة الراقية في الماضي, أفل نجمه في العام 1995 عندما برزت أسواق عمان الغربية, وأكد بأن الرواد الجدد لهذه المقاهي لا يبتاعون ثيابهم إلا من أماكن خاصة, مبيناً أنهم يلتزمون بالتردد على المقاهي دون الالتفات إلى المحال التجارية.


ربط الشباب

إذن; هنالك محاولة لجعل المقاهي وهي أكثر الأماكن اجتذاباً للشباب وسيلة للتثقيف, والحديث عن الثقافة والمعرفة يقود للحديث عن ارتباط الإنسان ببلده, إذ أن الارتباط من الصعب أن يكون دون معرفة ودراية, فإلى أي حد تمكنت هذه المقاهي من كسر حاجز الشكليات, والتشبث بالمظاهر.

سؤال يمكن للبعض الإجابة عليه بنعم, فهذه المقاهي بدأت تجذب عدداً كبيراً منهم, لكن هل يكفي التردد على مقهى من مقاهي وسط البلد ليقترب الإنسان من العمود الفقري لذاكرة بلده?

هؤلاء الشباب يترددون على وسط البلد من باب التقليد ومماشاة الموضة, بذلك أجاب محمد العساف صاحب محل ال¯ dvd الواقع قرب أحد هذه المقاهي في شارع الأمير محمد, مؤكداً أن هؤلاء الشباب لا يدركون تاريخ وسط البلد ولا يسعون للارتباط به, ورغم أن محله أفاد من وجود المقاهي التراثية,لكنه يبين أن حدود مرتادي المقاهي هذه تنتهي عند أحد محلات الكنافة التي باتت علماً في وسط البلد ولا تتجاوزها, فكثير من مرتادي هذه المقاهي من الشباب يخافون الوصول إلى الجامع الحسيني ولا يخفون ذلك, ولا يقف الأمر عند هذا الحد - حسب العساف - بل إن هناك شبابا يسمون وسط البلد بالداون تاون, ولعل المعلومة الأخيرة التي قدمها العساف تكفي لوصف المسافة بين هؤلاء الشباب ووسط البلد.

وعلى ذلك أكد أحد العاملين في محلات العصير في الشارع مبينا أن رواد هذه المقاهي يبقون مساجين في شارع الأمير محمد ولا يتجاوزونه ولا يعرفون عن البلد الكثير.


ويأتي حديث الياسين تأكيداً على ما سبق, إذ كرر ما سبق وقد قيل حول أن كثيرا من مرتادي هذه المقاهي يخافون تعدي حدود شارع الأمير محمد والوصول في أعماق وسط البلد, والواقع لا يجافي ما أشار إليه أصحاب المحلات المحيطة إذ أن فتيات التقتهن العرب اليوم تتراوح أعمارهن بين (25- 30سنة) أجبن أنهن يخشين المشي في وسط البلد, واصفات أهل وسط البلد بالشعبيين مبديات خشيتهن من التحرش, وهذا ما دعاهن إلى اعتبار أن تعدي شارع الأمير محمد مخاطرة يستسيغها السائحون, الذين تجذبهم مباني وسط البلد.

ويستدل بما سبق كل من ناصر الرواشدة (26 سنة) ومأمون عفانة (27 سنة) ليؤكدا أن هذه المقاهي من الصعب أن تقوم بردم الفجوة القائمة بين الناس ووسط البلد, وهنا علق الرواشدة قائلاً, أن السعادة والانبساط هي آخر ما يفكر به الناس, وأولوياتهم هي الشكليات.


للثقافة مكان

رغم ما سبق فإن هشام المعايطة مالك كشك الجاحظ للكتب الموجود قبالة هذه المقاهي بين أنها أحيت الفكر في هذا الشارع لأن المثقفين -حسب تعبيره - يجتمعون فيها وعقب خروجهم يتجولون بين كتبه ويقتنونها, والأمر عند المعايطة لا يقف عند هذا الحد بل يتعداه إلى أن هذه المقاهي منحته فرصة رؤية الكتاب الذين كان يبيع كتبهم دون أن يلتقيهم. ويحافظ المعايطة على تفاؤله قائلاً كما أن مطعم هاشم قام بإحياء شارع بسمان; فإن هذه المقاهي أحيت شارع الأمير محمد من جديد.


العرب اليوم





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع