وضعت هذه الفقرة في مقال سابق تحت عنوان هل حكومة الرفاعي حكومة حكيمة ، وكان من الصعب أن اكتفي بها كفقرة من بين اربعة عشرة فقرة طرحت كسؤال لتبيان مدى اتصاف حكومة الرفاعي بالحكمة مستنيرا بقول لشكسبير يقول به ( أن الاب الذي يعرف ابنه هو اب حكيم ) ، تقول حكايات علماء الاحياء أن الطيور تهاجر في مواسم معينة لتعود الى اماكن توالدها واثناء طيرانها بعيدا تكون قد حملت ارزاقها لتستمد منها الطاقة خلال رحلتها ، ووجدت ان هذا الوصف الطبيعي لرحلة الطيور يشابه ما اصاب شركة موارد والكثير من المؤسسات المستقلة في الوطن ، فهي مواطن للطيور تعتاش بها وعليها أصناف معينة من الطيورتعلم علم اليقين انها مغادرة وبالتالي فهي تاخذ معها من المؤنة ما خف حمله وثقل طاقته كي تتمكن من الترحال بيسر وسهولة ، والذي يتابع البرامج الوثائقية يجد ان هذه الطيور تسير باسراب وتظهر فجاءة وتملاء السماء لدرجة انها تحجب عين الشمس ، ولاتطول اقامتها ولكنها تأكل الاخضر واليابس ولاتترك وراءها سوى برازها باللونين الابيض والاسود على مساحات شاسعة من الارض ، ولكن الذي يحدث عندنا في الاردن مغاير لكل هذه التصرفات الطبيعية للطيور ، اذا نجد انهم اي الطيور المهاجرة عندنا تأتي فرادا وتستقر لفترات طويلة وهي هنا تكون حريصة على ان لاتظهر في السماء ولا في المرتفعات بل تبقى في الظلام واذا ما اجبرت على الخروج للضوء فخروجها يكون ملمعا براقا لدرجة ان الذي يشاهدها تختلط عليه الامور ولا يميز بينها وبين عصافير الحب التي وضعت في قفص وضع في بلكونة زوجين عجوزين ، وعندما تغادر هذه الطيور الغريبة لايشعر احد بمغادرتها وعندما يتذكرها الناس لايجدون خلفها سوى برازها الذي حط على اكتافهم كذكرى منها أنها ذات يوم كانت هنا وانهم لم يميزوا بينها وبين طيور الحب ، وهذا ما تبقى للمواطن منها لعله يجد ما يواسيه في هذا البراز !