الزوجة «النكدية» .. «عبوسها» .. بهارات حياتها
زاد الاردن الاخباري -
من هي الزوجة التي احالت حياتها وحياة عائلتها إلى جحيم لا يُطاق؟ ، وهل أبدلت الاحاسيس والمشاعر المرهفة الى تصرفات غير سوية ومنفًّرة؟ ، وهل التصرفات هذه خارجة عن إرادتها وشعورها أم هو منهج اتخذته لحياتها؟.
إنها الزوجة "النكدية" التي قد تفتعل من الأمور التافهة او البسيطة مشكلة كبيرة وجدلا "بيزنطيا" ليس له اي داع ، وذلك فقط لكي تفرض رأيها او إرادتها في وضع هي أبعد ما تكون عنه او حتى خارجا عن صلاحياتها او شؤونها ، وقد تتلفظ بالكلمة لا تلقي لـها بالا ، فتكون سببا في إيغار صدر زوجها ، وقد تكون فيها نهاية حياتها الزوجية "طلاقها". او تعيًّره بفقره ، وبمستوى ثقافته المتدني وشهاداته ، او وضعه المتوسط الحال.. وهذه حالها في الجد او الهزل. فتنتهج أسلوب "النكد" حتى تريح نفسها وتنتصر لذاتها التي تعتبر في داخلها أنها هزمت من قبل الزوج. او لا تكف عن إثارة الضوضاء والجدال مع زوجها حتى وإن كانت في جلسة هادئة سرعان ما ينقلب الحديث الودي بينهما إلى شتم ونكد وبكاء.
قال أحد الشعراء يحكي حواره مع زوجته: (ولما التقينا غُدوةً طـال بيننا ... سبابّ وقذفّ بالحجارة مطّرح ـ أجلي إليها من بعيد وأتقي ... حجارتَها حقـاً ولا أتمزّح).. "الدستور" استطعلت آراء بعض الازواج حول وجود "الزوجة النكدية" ، وخرجت بالانطباعات التالية :
ثقة متأرجحة
يقول سائد : الزوجة النكدية تكون الثقة لديها متأرجحة ، فبعد أن يسيطر عليها الشك ، وتحيط بـها الظنون تعجز أن تلتمس لزوجها العذر بتأخره او غيابه أو حديثه الخافت في الهاتف.. فتساورها المخاوف وتفقد ثقتها فيه ، فتعجز عن صدها ، ومن ثم تستسلم لها ، وبعد ان تكتشف الحقيقة تحاول "لفلفة" الموضوع وكأن شيئا لم يحدث ، وبعد ايام تعود للشك وفقدان الثقة مرة أخرى ، وتعود للإعتذار و"الطبطبة" من جديد.
ويضيف: واستغرب من هذا الزوج الذي تكون لديه مثل هذه الزوجة ويستطيع العيش معها عمرا ، يرضى بما تفعله معه ولا ينبس ببنت شفة ، كيف يستحمل هذا "النكد" المتواصل.
وتثني أريج اللحام على كلام سائد فتقول: فعلا ، تستغرب كيف يستطيع احد الزوجين العيش مع شريك حياته "النكد" الذي لا هم له سوى افتعال المواقف التي يفيض منها "النكد" ، وضعف الثقة بالآخر يولد مثل هذا "النكد".
وتضيف: الحمد لله زوجي على خلق ودين وثقتي فيه عالية ، ولم أشعر يوما انه إفتعل اي موقف فيه "نكد" لإغضابي او حتى "نرفزتي". ولو كان لا سمح الله كذلك ، لكنت أنهيت حياتي معه من غير تردد.
لا حب حقيقيا
وتقول روان : نعم هناك زوجات "نكديات" ، يتخذن أسلوب "النكد" وسيلة لفرض سيطرتهن او طلباتهن او للوصول الى مآرب شخصية أخرى لا ينفع معها إلا "التنكيد" على الزوج من أجل الاستسلام والموافقة على ما تريده الزوجة. وهذه الزوجة لا تملك في قلبها حبا حقيقيا لزوجها ، او قد لا تحبه أبدا.
وتضيف: الزوجة هذه تعلن بغضها لزوجها دونما سبب مع كل ما يفعله من إحسان ومعروف معها. وقد تصرح بهذا البغض إلى الآخرين مما يسبب ضيقا وألما للزوج إذا علم بهذا الأمر ، فيضطر للإنتقام لرجولته واستخدام العنف معها او طلاقها.
وتحدثنا مريم ابو جبارة عن زوجة صخر أخو الخنساء"سلمى" ، عندما مرض وبقي على فراشه سنة كاملة قبل موته ، كانت إذا سُئلت عنه تقول: لاحيّ فيُرجى ولا ميت فيُنعى. وكانت أمه إذا سُئلت عنه قالت: اصبح بنعمة الله سالما. فقال:
أرى أم صخر ما تجفُّ دموعُها ... وملّت سُليمى مضجعي ومكاني
وهذا دليل على عدم وجود الحب الحقيقي من "سلمى" لزوجها ، وإلا مكثت بجانب فراشه تقوم على خدمته ورعايته ، وهذا يدخل في باب إصابة الزوج بـ "النكد" جراء سماع مثل هذا من زوجته.
شعور بالتعاسة
ويقول مؤيد : بعض الزوجات لديهن أسلوب في "النكد" يستحقن عليه لقب "دكتورة نكد" ، ومعه يشعر الزوج بالتعاسة الدائمة ولا يستطيع فعل أي شيء للتصدي له لاعتبارات كثيرة لديه.
ويضيف: انا لا أخفيكم بأن زوجتي لديها بعض الأساليب المتخصصة في النكد ، وأتركها مع "نكدها" ولا استطيع فعل شيء لأنها "ابنة خالتي" وأخاف مما سيلحق بي من "ويلات" وغضب إذا وقفت يوما في وجهها او "قلبت النكد على راسها". لذا فأحيانا تسيطر علي "التعاسة" كوني تزوجت بها وأترحم على المثل الذي يقول: "إبعد تًحلى".
ويروي معاوية ما قرأه في كتب الصحابة عن زوجة معاوية بن ابي سفيان عندما دخل عليها ، وهي تنشد حنينها لديارها في البدو:
لبيت تخفقُ الأرواح فيه ... أحبّ إليّ من قصر مشيد
ويضيف: الرجل في هذا غير عن المرأة ، فهو يسعى للانفصال عن أهله وتأسيس بيت الزوجية المنفصل في سبيل راحة زوجته ، أما هي فتحاول ان تبقى قريبة من أهلها ، وعلى استعداد ان "تنكد" عليه ليلا نهارا من أجل ذلك ، وهذا يسبب له الشعور بالألم والتعاسة.
طلب دائم للطلاق
وتقول عروبة : تستخدم عدد من الزوجات عن جهل في هذا الأمر العديد من الافعال السلبية محاولة منهن للفت انظار الزوج إلى ما يجيش في صدرها من قلق وغضب.. والتي تعبر عنها بالجلوس وحيدة في غرفتها ، ورفض الطعام وعبوس الوجه او "التنكيد" الدائم ليس على الزوج وحده ، بل على جميع افراد الأسرة.
وتضيف: ومع كل هذا الذي تفعله تطلب من زوجها "الطلاق" ، وفي كل "زعلة" تجتاحها ، يكون "الطلاق" على لسانها ، وقد تندم على هذه الكلمة لو لاقت تأييدا لها من الزوج في ساعة ليست "رحمانية".
وتؤيد ماجدة الريماوي ما قالته عروبة من ان الزوجة التي تفتعل "النكد" دائما ، تتلفظ بالطلاق في كل صغيرة وكبيرة ، وهذا طبعا ليس في صالحها ، فقد يهتز الرجل لرجولته ويرمي عليها اليمين في لحظة لا تحمد عقباها.
وتضيف: لا تعلم الزوجة انها بهذا الفعل تمس كرامة زوجها وتجرح رجولته ، وتقوده إلى درجة من الاستفزاز سرعان ما يبدأ بعدها بالغليان ثم الانفجار مرددا: أنتً طالق..طالق.. طالق.
رأي علم النفس
وحول رأي علم النفس حول شخصية "الزوجة النكدية" ، قال الاستاذ فايز عابد الاخصائي النفسي والأسري ان تصرفات هذه الزوجة لها علاقة بتركيبة شخصيتها ، وقد تكون لها علاقة بوجود وسواس قهري او حالة من الشك ، او تكون الزوجة قد تعرضت لضغوطات نفسية وتراكمات سلبية قبل الزواج تؤدي الى وجود نقص في شخصيتها.
ويضيف: كلما كان هناك نقص في الشخصية ، كان هناك إنعكاس على السلوك الظاهري لها ، وهذا طبها ينعكس على شخصيتها ويجعلها تتصرف تصرفات غير طبيعية تسبب الضجر و"النكد" لزوجها وربما لكافة افراد أسرتها.
الدستور - جمال خليفة