عندما صدرت الإرادة الملكية بحل مجلس النواب السابق استجابة لنداءات واحتجاجات الشعب كان سببها انه لا يمثل أبسط طموحاته وهمومه وكان الهم الكبير للمجلس السابق تحقيق مصالحه الشخصية فقط وكان للإرادة الملكية السامية وقعة مفرحة على قلوب الملايين وتزينت الصحف اليومية والمواقع الالكترونية بعناوين بارزة بنصرة القائد للشعب وتبعه قرار إجراء انتخابات حرة ونزيهة كما يريدها القائد بحيث ترضي الله من فوق سبع سموات والعباد على هذه البقعة المباركة في ارض الحشد والرباط فظهرت أصوات مختلفة منها المقاطعة ومنها المترددة ومنها من يؤيد ويجب أن نحترم جميع الآراء بما فيها المقاطعة في الوقت الذي كنا نتمنى من أبناء المجتمع والجسد الأردني الواحد المشاركة في هذا العرس الوطني لمحاسبة النواب على أفعالهم بعد فوزهم وتأكدهم بان القيادة قريبة للشعب وما يؤلمهم يؤلمها وان أي تقصير يجب ان يعالج بسرعة ومن هنا فان الشعارات التي رفعت والتي قرأنا غالبيتها ورأتها أعيننا سابقا لا تعني لنا الشيء الكثير إذا لم تقترن بالأفعال الحقيقية في قبة البرلمان فهناك الكثير من المواضيع والهموم تحتاج إلى بحث وإعادة نظر ومناقشة منها دور الأحزاب في العملية السياسية وقوانين المالكين والمستأجرين والضمان الاجتماعي و الانتخابات وحماية المستهلك والضرائب المتلاحقة وارتفاع الأسعار والرواتب ونقابة المعلمين وتشجيع الاستثمار ودور القطاع الخاص الذي اخذ بعضه يتغول على المواطن وكأنه وحش فاز بفريسة دسمة كالبنوك وشركات الخلويات واجراءات شركات التأمين ودور ديوان الخدمة المدنية الذي يجب أن يكون فعالا ومشرفا على توفير الوظائف في القطاع العام والقطاع الخاص الذي أغفل عنه المرشحون لان الواسطة والمحسوبية فيه علنا وكأن الشركات المساهمة العامة أموال سائبة فيدفعون رواتب خيالية للإدارات العليا وتنقلات ومصاريف يتم إخراجها بمختلف القوانين المحاسبية يجب أن يوضع حد لها بتفعيل قوانين مكافحة الفساد واجتثاثه كما يجب ان تخضع أي عملية بيع لشركات مساهمة عامة لرقابة الحكومة لضمان حقوق المساهمين فيها باعتبارها أموال عامة مسؤولية حمايتها من الدولة وإعلان أسباب خسارتها وعدم السماح بإتمام صفقة البيع الا بعد إعلان ذلك صراحة وغيرها من القضايا .
إن أمانة المواطن الكريم في الانتخاب ليس ما يكتب على الورقة إنما هي اكبر بكثير
كما قال الله سبحانه وتعالى:
)إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوماً جهولا )
لذا عليهم أن يحتكموا الى ضمائرهم قبل عاطفتهم ومن يكون وصوله بدفع المال فلا أمل منه يرتجى لان ما بني على باطل فهو باطل وعندما قيل عن سيدنا موسى عليه السلام بأنه القوي الأمين كان على اثر عمل قام به لم ينتظر عليه أجرا و لاشكورا ولكن الله جازاه خير الجزاء وكذلك سيدنا عيسى عليه السلام عندما وهبت له النبوة وهو طفل رضيع ولقي مالقي من الأعداء وكسب محبة الناس لم يكن للدعاية وإنما ارضاءا لله لأنه يعلم بان الله سينصره وكذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عندما لقب بالصادق الأمين لم يطلق عليه ذلك بين ليلة وضحاها بل هي ثمرة سنوات حياته لأن الإنسان عليه أن يعمل لمثل هذه الأيام لا أن ينقلب الى واحد من الشعب فجأة وقبل أيام من الانتخابات ويختفي بعدها ومنهم من تظهر حقيقته قبل ذلك اليوم لانه لم يتحمل صورته المزيفة .
لذا أتمنى من كافة الناس مراعاة الضمير في الانتخابات حتى لا نعود ونندم ونبكي على مجلس أداؤه ضعيف سيقال أن الشعب انتخبه وأفرز رموزه لان الناخب هو المسؤول عن اختياره .
المهندس رابح بكر
الأمين العام المساعد لشؤون التنظيم / حزب الرفاه الأردني
الأردن – عمان 00962795574961
00962788830838
RABEH_BAKER@YAHOO.COM