أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
المومني يكشف عن نوعية السلاح المستخدم بحادثة إطلاق النار في الرابية استمرت لساعتين .. تفاصيل حادثة الرابية القبض على شخص تسلل من سوريا للأردن 55.1 دينار سعر الذهب عيار 21 بالأردن لا معلومات مؤكدة حول اغتيال الامين العام لحزب الله إغلاق السير لتنفيذ أعمال صيانة لعدد من الجسور بعمان المومني: المساس بأمن الوطن والاعتداء على رجال الأمن سيقابل بحزم الأردن .. سيدة تروي ما جرى في الرابية شواغر ومدعوون للمقابلة والامتحان التنافسي -أسماء ازدحام مروري اثر حادث انفصال رأس صهريج محمل "بمادة حمض الفسفوريك" على الطريق الصحراوي ‏بلسانٍ أردني مُبين: نرفض هذه التيّارات فيديو - الأمن يعلن قتل شخص أطلق النار على رجال الأمن في منطقة الرابية في متابعة للحادث الامني قرب السفارة الاسرائيلية في عمان .. قوات الامن العام تسيطر على الوضع والتعزيزات تبدأ بمغادرة المكان الأحد: الطقس سيتغير بشكل سريع وجذري ما بين الصباح وبقية النهار الاردن : اصوات اطلاق نار قرب سفارة الاحتلال في الرابية والامن يبحث عن الفاعل- فيديو مدير مستشفى كمال عدوان وعدّة كوادر طبية يصابون بطائرة مسيرة للاحتلال شمال غزة هل ينقل لقاء فلسطين والعراق الى الاردن ؟ منتدون: المشروع الصهيوني يستهدف الاردن .. والعدوّ بدأ بتنفيذ مخططاته آل خطاب: التنبؤات الفصلية تشير لانخفاض معدلات الهطولات على الاردن العثور على سيارة الحاخام المفقود في الإمارات وشبهات حول مقتله
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة هل الحياة ممكنة خارج "المدينة المحصّنة"!

هل الحياة ممكنة خارج "المدينة المحصّنة"!

19-01-2010 02:46 PM

ينفض "المواطن" العربي يديه من السياسة. وهو يوقّع، اليوم، بعد مرور أكثر من قرن، على مقالة الإمام محمد عبده "لعن الله السياسة..". فيما يحاول كثيرون أن يجدوا لأنفسهم "مكاناً تحت الشمس"، خارج أسوار مدينة السياسة المحصّنة المنيعة!

الهروب من السياسة والعزلة الشعبية عنها ليست خياراً، ولا ترفاً، بل هي استحقاق الشعور بالكلفة العالية والكبيرة التي يمكن أن يدفعها الإنسان إن هو أراد أن يمارس، فعلاً، "مواطنته الموءودة"، وأن يشعر بأنه "إنسان" كباقي خلق الله.

الجدال في "بلاد العرب أوطاني" لا يمت بصلة إلى الجدالات السياسية في أوروبا وأميركا واليابان وحتى ماليزيا، وربما بلاد أخرى كانت وراء ظهورنا قبل عقود. فنحن ما نزال نتناطح في "الحقوق الأساسية": هل هي ضرورية أم لا؟

نخبة من الشباب العربي زاروا، قبل أشهر قليلة، الدانمارك للاطلاع على تجربة الانتخابات النيابية هناك، عادوا يضحكون (!) من مقدار السذاجة السياسية، إذ يجري الحديث عن عدد الدرّاجات الهوائية المسموح بها في الشوارع، وعن حقوق المشاة، بينما شوارعنا العربية تفيض عند أول نقطة ماء، وتتلف البنية التحتية، ولا نناقش ذلك بجِدّية.

الهروب من "المدينة المحصّنة" لا يقتصر فقط على الشارع، بل حتى النخب المثقفة والأكاديمية، التي تمتلك قدراً من العقلانية والوعي والواقعية، تؤثر السلامة الفردية، ولا تشطح بأحلامها بأن تجد نفسها في دولة يمارس المواطنون فيها حقوقهم كاملة، من دون جمل معترضة، والحكومة في خدمتهم، ودولة القانون والمؤسسات بدهية لا تحتاج إلى نقاش وسجال!

في ندوة سابقة حول الواقع العربي، ردّ بعض الحضور على مداخلتي، بالقول "كفى جلداً للذات". سألت مستغرباً: إذا وصلنا إلى هذه المرحلة ولم نجلد ذاتنا، فعلى هذه الشعوب والمجتمعات السلام!

عودٌ على بدء!

هل ثمة حياة، ولو بالحدّ الأدنى، خارج مدينة السياسة المحصّنة؟ أخشى أنّ الجواب: لا. السياسة في عالمنا العربي تلتهم كل شيء، وتفرض سطوتها على البشر والأموال. ومهما حاول أيٌّ منّا أن ينأى بنفسه، فلن يشعر بالأمان، وأيّا كانت محاولاتنا في شق طريق أخرى للحياة سنصطدم، في نهاية اليوم، بجدران المدينة الإسمنتية.

لا بديل عن الإعلان جهاراً نهاراً عن قضية الناس جميعاً في العالم العربي وهي المواطنة الحقيقية، التي تعكس الاعتراف بإنسانية الإنسان.

الإصلاح ليس قضية شخص أو مجموعة، ولا ميداناً للمناكفات السياسية ولا الخلافات الأيديولوجية، بل هو شرط أساسي للحياة الإنسانية الطبيعية المهدرة اليوم في المشهد العربي، لو تأمّلناه، بصدق، قليلاً!

 "مواطنة كاملة"، لا تقبل القسمة أو الطرح، هو العنوان الوحيد المشروع اليوم للدفاع عن أنفسنا وأوطاننا ومجتمعاتنا وكرامتنا ومستقبلنا.

m.aburumman@alghad.jo

محمد أبو رمان





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع