زاد الاردن الاخباري -
د.عدنان الطوباسي - ما بين الواقع والخيال ....مسافات تطول وتقصر ...حسب اتساع قاعده الخيال ...وامتداد مراميه .... والطموح ركن اساسي من اركان الحياة الاحلى..وحق مشروع لكل واحد فينا ....كلنا ينبغي ان يكون له طموح في هذه الدنيا ... ولكن وما نيل المطالب بالتمني ...
علينا في طموحنا ان نكون واقعيين لا خياليين ....فالخيال ..خيال ....وعلينا ان نرتفع بطموحنا بارتفاع امكانياتنا ...حتى لا نصل الى القمه في طموح صنعه الخيال....ثم نهوي الى القاع حيث نكتشف الحقيقه المره ونتوه في غياهب الزمن ....
ذات يوم كانت حسناء جامعيه تسير في رحاب الجامعه عرضا وطولا..
لا ترى الا نفسها ....وعنفوانها الاخاذ ...وعيونها التي لا تقاوم ...وشعرها المنسدل على الكتفين ...كان معظم شباب الجامعة يتمنون ان يستوقفوها برهه على الرصيف الجامعي من اجل كلام عابر ....
قالت لاحدهم ذات يوم ...لا تحاول ان تقترب من خيالي ...انت لست من مستواي ...انا ابحث عن رجل مواصفاته لا تعد ولا تحصى... وبقيت تطمح في ان يأتي ذلك الرجل ...حتى اذا جاء ...وكان الفرح يظلل حياتها ...اذ بالمفأجاه تصدم حالها ...فبعد اقل من شهر ...انفصلا ...ولكن كبريائها استمر في الشموخ ...قالت لرفيقاتها ...سياتي اخر ...وربما سيكون افضل منه ....لكن جاءها احدهم يملك كل طموح الدنيا ولديه امكانيات معقوله ومتواضعه ...ويستطيع بامكانياته هذه ان يسعدها ....
قالت له: ....طموحي اكبر منك ...ومضى الرجل وبقيت هي ...وجاء لها اخر من اجل جمالها وحضورها الأخاذ ...وهو من اثرياء القوم ...عندها طارت فرحا ....وبعد اسبوع عندما تعرف على شخصيتها من الداخل تركها ...ومضى قائلا لها: انت لست طموحي ...
وهكذا ...شعرت بالصدمه الثانية ....وربما ستبقى تتلقى الصدمات ...حتى تشعر ان الطموح اذا بقى في الخيال فانه سيهوى.. عندها ...يتبدد الحلم ويبقى الواقع ...
ايها الناس ....علينا ان نقدر ظروفنا ...ونعاين انفسنا ونرضى بالوقع ..فالطموح الحقيقي ان تكون واقعيا وقانعا بما لديك تمضي تدريجيا على سلم الحياه حيث الصعود ...فاما الصعود واما الصعود....
يقول د.فاخر عاقل استاذ التربية وعلم النفس: يختلف الناس اختلافا بينا في مستوى طموحهم فهم حين يختارون اهداف حياتهم ويقومون باعمالهم اليوميه يختلف ما يتوقعون انهاءه من الاعمال كما يختلف ما يطالبون انفسهم به من جهد .فهذا يريد ان يصبح سائق سيارة وذاك يرغب ان يكون كاتب قصة ،فلان يرغب في ان يكون دخله السنوي الف دينار في حين ان فلان اخر يكتفي ب 500دينار ويرضى والامر نفسه صحيح بالنسبه للوقت الذي يقدره الناس لانهاء اعمالهم فهذا يتوقع الانتهاء منه في عشرة ايام في حين الاخريحتاج شهرا لهذا العمل .
وقد دلت الملاحظه والتجربة على ان مستوى الطموح يتغير من وقت الى اخر عند الشخص نفسه وتبعا لنجاحه او فشله .فكثيرا ما يطمح تلميذ لان يصبح طبيبا ولكنه لا يكاد يلاحظ المستوى التالي المطلوب من الذي يتطمح لدراسة الطب حتى يغير رأيه ويقبل ان يصبح طبيب اسنان او صيدلي .
ومن هنا كانت الاهمية الكبرى لقياس الذكاء وقياس القدرات والاوضاع كمات يشير د.عاقل وما الى ذلك من قياسات تجنب المتعلم وذويه كثير من الفشل وخيبة الامل والجهد الضائع .ومن هنا ايضا كانت اهمية التوجيه المهني الذي يساعد المتعلم على التوجه نحو ما تؤهله كفاءاته للقيام به من اعمال .ولا شك بعد ذلك في ان الطلاب الجامعيين الذين يدفعون بانفسهم في دراسات لم تؤهلهم لها مواهبهم وكفاءاتهم وميولهم ،لاشك ان هؤلاء هم اتعس الناس لانهم سيندمون الا القليل القليل منهم كما انه لاشك في انهم لو حولت دراساتهم الى ما يمكن ان يتقنوا ويرغبوا لعاودتهم السعادة ولأفادوا واستفادو . وقد يصدف احيانا ولاسباب معينة ان يرسم الانسان لنفسه هدفا ثم يبدأ بتحقيقه بسهوله فيكون تحقيقه هذا دافعا له للطموح الى هدف ابعد وغاية اعظم .
ان السقوط والفشل يميلان عادة الى تخفيض مستوى الطموح في حين يدفع النجاح الى رفع هذا المستوى .هذا وقد اجريت تجارب كثيرة في هذا الصدد دلت نتائجها على ان مستوى الطموح يكون عادة متصلا اشد الصله بالعمل الممكن والواقع .يضاف الى ذلك ان ميل الفرد الى رفع مستوى اثر النجاح اكثر من ميله الى تخفيض مستوى اثر الفشل .وقد دلت هذه التجارب ايضا على ان العامل الاجتماعي هام جدا في هذا الصدد ولاسيما العامل الذي اصطلحت التربية على تسميته بالتنافس ،ذلك اننا اذا اخبرنا تلميذا ان فلان من رفاقه الذي يعتقد هو انه اقل منه كفاءة قام بعمل يفوق عمله ، يميل التلميذ عادة الى رفع مستواه بشكل ظاهر .
ايها الناس:الطموح دافع للانجاز والتقدم والتطور ينبغي ان نغرسه في نفوسنا ..لكن علينا ان نكون واقعيين دوما حتى نحقق ما نطمح اليه ..وننجح على دروب الحياة..ونسعد بها...