أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا تسكين بكالوريوس دكتور في الطب بجامعة اليرموك ابو صعيليك: حوار مثمر يدل على شعور بالمسؤولية نتنياهو: إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية دول أوروبية: نلتزم باحترام قرار محكمة الجنائية الدولية توقف مفاوضات تجديد عقد محمد صلاح مع ليفربول وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو إذا زار إيطاليا أردني يفوز بمنحة لدراسة نباتات لعلاج ألم مزمن دون إدمان منتخب الشابات يخسر أمام هونغ كونغ العفو الدولي: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي العراق يرحب بإصدار"الجنائية الدولية" مذكرتي اعتقال ضد نتنياهو وغالانت الهاشمية تنظم فعاليات توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسكري الأردن يستضيف دورة الألعاب الرياضية العربية 2035 مشاجرة في مأدبا تسفر عن مقتل شخص واصابة آخر
أرقام تتغير ولا نتغير
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أرقام تتغير ولا نتغير

أرقام تتغير ولا نتغير

27-12-2016 02:30 PM

عام مثل كل الأعوام يرحل ، يمضي ويقضي ، نشيعه في جنازة مهيبة يشارك فيها ملايين العرب ، لنستقبل عاما آخر جديد ، قد لا يختلف عن ما سبق من أعوام ، نحاول أن نزهوا به ونرغمه أن يزهو بنا ، نكتب له القصيدة ونغني له ونحكي له الحكايات ، نزرع على جنباته الورد وننثر في هوائه العِطر وترفرف له الرايات ، نرفع الأكف إلى السماء داعين متمنين متضرعين ، علّه يكون عاما خالٍ من الأوجاع والآهات ، ولكن هيهات هيهات .
تمضي الأيام عاما بعد عام ، ونعدّ تلك الأيام مع تقلبات الليل والنهار ، ومع شروق الشمس وغروبها ، وتحولات الفصول الأربعة ، وإن كانت تلك الفصول قد اقتصرت في منطقتنا على فصل واحد لا غير ، ألا وهو فصل صيف يتسم بحرارته وعنفه وجبروته ، يشِبّ فيه الأطفال ويشيخ الشباب ويفنى الشيوخ ، وما زال لا فرق في أعوامنا بين الألفية الأولى والثانية ، فكلها مجرد أرقام تتغير ولا نتغير .
في كل عام نجدد الآمال والطموحات ، وننتظر بفارغ الصبر ، أياما جديدة قادمة محمولة على أكف عام جديد ، تكون أكثر إشراقا وبهجة وأكثر استقرارا ، فقط ننتظر القادم المجهول من السماء ، نردد مفردات الأمل والتفاؤل والتمني تارة ، وأيضا مفردات التشاؤم التي تلازمنا منذ ولادتنا تارة أخرى ، دون أن نحرك ساكنا لنصنع من العام مجدا لنا وعزا وفخار ، نرغمه أن يكون غير كل الأعوام ، عاما نعيد فيه كتابة التاريخ ورسم الجغرافيا العربية ، وما أن يحل آخر يوم من العام ، حتى نكتشف أن شيئا فيه لم يتغير ، وأن الآمال لم تتحقق ، والطموحات ما زالت تراوح مكانها وستبقى ، وانه مجرد عام مثل كل ما سبق من أعوام .
اختلالات تفاقمت وتحديات جسام برزت ، واستمرار التباطؤ في كل مجالات الحياة يحيط بنا من كل جانب ، فلا أنظمة قادرة على حماية أوطانها وشعوبها ، ولا حكومات تعمل من اجل إنسانية مواطنيها وتوفير أدنى مقومات عيش كريم لهم ، ولا شعوبا قادرة على العيش بأمن وسلام في أوطانها ، ولا هي قادرة حتى أن تعمل على تفعيل العقل القابع في الرؤوس بلا فائدة مرجوة ، ولا سياسة تحفظ لنا سيادتنا العربية ، ولا اقتصادا يؤمن حياة الأجيال القادمة ، وحتى موتنا قد جعلوه موتا مهينا ذليلا وبلا كرامة ، نموت حرقا وقصفا وقتلا وتعذيبا وغدرا ، نموت فقط لأنهم يريدون لنا أن نموت ، حتى أصبحت حياة الإنسان العربي حكاية قصيرة ، كلها ضرّاء لا سرّاء فيها ، انه فقط يولد ثم يموت ، وما زلنا نعيش خيبة تلو خيبة وانتكاسة وراء انتكاسة ، ولا نتعلم من مرارة وأوجاع أعوام وأعوام قد مرّت وانقضت .
ننشد عاما يُطل علينا برأسه خالٍ من دموع الأطفال ونحيب النساء وقهر الرجال ، ويكون فيه التفاؤل زادنا وديدننا ، ننشد عاما نفرض فيه هيبتنا العربية بكل اقتدار ، أو عاما لا يغزونا فيه مستعمر على اقل تقدير ، عاما يخلو من المفاجآت الدرامية الدموية اليومية ، ولا يكون فيه العرب محزونين مهمومين مذمومين مدحورين ، ولا ينهش القلق والخوف قلوبهم وأرواحهم ، ولا تملأ الهموم عقولهم وتحدّ من تفكيرهم ، ننشد عاما لا يكون فيه ضنك العيش ومرارة الوجع واللهاث وراء لقمة الخبز أولى أولوياتنا وفقط ، ننشد عاما نشعر فيه بقيمتنا وآدميتنا وإنسانيتنا وهيبتنا وكرامتنا ، عاما نشيّد فيه صرحا عملاقا نسميه البيت العربي الجامع ، نحج إليه ونعتكف فيه ونطوف حوله ، تاركين الحج إلى البيتين الأبيض والأحمر ، ننشد عاما لا نكون فيه قوم تُبّع ، ولا علاقة لنا بحرب باردة أو ساخنة ، ننشد عاما نزرع فيه شجرة إن تساقطت أوراقها في الخريف نمت وتجددت في الربيع ، عاما نفاخر فيه الدنيا بإسلامنا وعروبتنا ونرتقي فيه بوعينا لنوقف هذا العبث الدامي بِ إنسانيتنا وأوطاننا ، ننشد عاما ننتزع فيه أفراحنا من بين الآلام والجراح ، ونحقق انتصاراتنا من أعماق قلوب أعدائنا ، وبقدر ما ننجز في الحياة تكون الحياة جميلة رائعة ، وغير ذلك فإننا بانتظار أن يصدروا لنا شهادة وفاتنا ، ويحق لكل عربي أن يردد المقولة المشهورة لذاك المواطن التونسي ، حين قال إبان ثورتهم ( هرمنا ) ، وسلام على العرب يوم ولدوا ويوم يموتوا ويوم يبعثوا ...





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع