بقلم : هشام ابراهيم الاخرس
لا فرق عندي بين روتانا و فن إلا بالوكيل و لا يميّز أحداهن إلا وجود محمد الوكيل و صوته الصادح كل صباح وعفويته وتلك الغيرة التي يحملها على وطن نحبه حد الثمالة , محمد الوكيل صوت الوطن و لضحكاته موسيقى تطرب الأذان وتمحي الحزن عن جباهنا المتعبة و تلغي ثقافة التكشيرة لحظة مزاح مع وسيم أو أيميليو أو قهقهة كان قد أطلقها الوكيل على صوت قد ركبه للتو وسيم لمناسبة ما .
محمد الوكيل وضحكاته وصوته و الأغاني الوطنية ومكالمة من حاج كان قد حجز موعداً في مستشفى البشير لعام قادم و لحاجة متعبة كانت قد مرّت على كل صيدليات الجوفة ولم تجد دوائها , كل هذا يعيد تشكيل صباحنا ونحن ذاهبون لأعمالنا و كنت أشاهد سائق باص الكوستر كيف كان مهتماً بكل تفاصيل الوكيل و يلقف كلة كلمة ينبس بها و أسترق النظر لزملائي الركاب وكلهم ينظرون بإتجاه الراديو وكأن الوكيل قد تجسد أمامهم ليحكي قصة وطن .
الوكيل لم يعد مجرد إعلامي ناجح ولكنه أصبح وزير الغلابة و البسطاء والفقراء و المرضى و الثكالى و المظلومين و أصبح رفيق أناتهم و متلمّس حاجاتهم وهو من يكلم المسؤول بقوة الحق و الشفافية المطلقة وعلى الهواء مباشرة .
الوكيل أصبح عدو المسؤول الفاسد أو المتقاعس و المقّصر و عدو التاجر الذي يغش وعدو السائق المتهور و الخارجين على القانون و المتكرشين الأوغاد وعدو الواسطة و المحسوبية و المرتشين الضعفاء , و أصبح صوته الجهوري رمزاً من رموز قوتنا و أملاً بغد أفضل لوطننا الحبيب .
من هنا أبعث التحية لهذا الانسان الذي ساهم في تطبيق رؤى جلالة الملك عبد الله الثاني في وطن خالي من الفساد و المحسوبية والشللية المقيتة , ونقول له :
كنّ كما انت يا ابا هيثم وكما يريدك البسطاء و لا تلتفت لمن ينتقد جرأتك في قول الحق .
هشام ابراهيم الاخرس