اعتاد معالي ابو حمور ان يخرج علينا من فترة لأخرى بتصريح يشرح به صدورنا كمواطنين ونجلس نحسبها خماس وسداس ، محاولين أن نفهم معادلة سهلة نمارسها في منازلنا بشكل يومي فنعيد التفكير لنجده رجل مكلف بمهمة صعبة ، وهي ببساطة أن المطلوب منه ان يصرف على الدولة والقطاع العام كل شهر ما يقارب المائتي مليون دينارويزيد وفي نفس الوقت عليه كمدبر للمنزل الاردني أن يغلق الثقوب في ميزانية الدولة الاردنية ، في السلوك المنزلي اليومي تجد ربةالاسرة تحاول جهدها أن لاتمد يدها للدين من البقالة أو الخضرجي لأنها تعلمت منذ الصغر وعلى يد أمها أن كثرة النقل بالدين تقلل البركة في راتب الزوج ، وان اخر الشهر دائما قريب ويأتي بسرعة ، وهنا يبرز المدبرين من النساء والرجال في منازلهم ، ونحن في الاردن اسرة واحدة ونعيش بمنزل واحد وان تعددت الغرف وكثرة وبعدت المسافات بينها ، وعودة لأرقام معالي الدكتور ابو حمور وهي اننا بحاجة الى مائتي مليون دينار شهري كي نصرف على بقاء جهاز الدولة يعمل ، وفي نفس الوقت نجد أن هذا المبلغ يفوق ما يأتينا من ايرادات شهرية أي راتب شهري فنضطر الى أن نمد يدنا للبقالة والخضرجي ، وفي المحصلة سترتفع قيمة المبالغ المطلوبة منا كي نسدهم اياه كل اخر شهر ، وهنا نحن نتحدث بالمثاليات والمصروف الطبيعي والعادي لأي منزل تكتب ميزانيته على الدفتر الخاص بمادة الحساب لأكبر اولادنا وهم في المدرارس، ولم نأخذ بعين الاعتبار العزائم المفاجئة والمناسبات السعيد أو الحزينة وما تحتاجه من مصاريف فجائية ،أو اصرار الاولاد في البيت على الذهاب في رحلة صيفية للعقبة وما يترتب على ذلك من مصاريف اضافية تكسر ميزانية البيت لشهر قادم ، وكذلك لم نتحدث عن وجود اولاد هاملين في الاسرة عندما يذهبون للبقالة لشراء كيلو بندورة أو كيلو رز ولا يعيدو ما تبقى من ثمنها للأم أو الاب ويتم حساب المبلغ بشكل اجمالي بدون وجود باقي ، وكذلك لم نتحدث عن الاولاد المدللين والذين اعتادوا على اخذ ما يريدون وقت ما يشاؤون ولا يسألون اين ذهبت المصاري ،ولم نتحدث عن ما يوضع على رف المدخل وداخل صحن من بقايا فراطه تعود يوميا في جيب الاب او الام بعد رحلة الذهاب والعودة للعمل وكيف أن هناك من يمد يده عليها على اعتبار أن هذه المبالغ فراطة ولايمكن أن يفتقدها أحد ، ولم نأخذ بسوء نية تعاملنا مع البقال أو الخضرجي واعتبرناهم اشخاص معصومين عن الغش والخطأ في حساب الدين ونأخذ ارقامهم انها غير قابله للنقاش وندفع ونحن مبتسمون ، وكذلك لم نأخذ بعين الاعتبار أن وجبة الفطور اليومية للاولاد قبل ذهابهم للمدرسة ستغني عن المصروف اليومي الذي ينهك جيب الاسرة ، وهنا نحن نتحدث عن ان من يمسك زمام امور المنزل المالية هو الاب وما يحيط بهذه المعادلة من خلافات تستند لمفاهيم موروثة من اجيال أن الرجل لا يُمَسك مصروف البيت لأنه ليس مدبر كالمرأءة ،كل ذلك ونتفاجأ في اخر الشهر أننا قد خفضنا العجز بين ما يأتي وما يصرف في لحظتها وننسى أن دفاتر البقال والخضرجي ترتفع بها أرقام المبالغ المطلوبة منا لسداده كل أخر شهروان المتطاير في الهواء من بقايا فراطة (قروش وتعاريف ) لم يدخل في جدول المصاريف وبقيت ارقامه ضائعة لاتعرف قيمتها ، وفي ختام هذالمقال أوجه سؤالي لمعالي ابو حمور ماذا هو الفارق بين ميزانية البيت وميزانية الحكومة؟ وهل نحن بحاجة لوزيرة مالية بدلا من وزير ؟