وسُرق ظله فصار حزيناً يجوب في أرجاء الكون عن من يقرضه ظلاً.
الكيان الفارسي له علاقات معقدة مع دول و تنظيمات أسس بعضها ويرعى البعض الأخر، وعلاقته بالدول كالشاب ثقيل الدم "الرخم" لا يطيقه أحد ويجد له منبوذ يصبح صديقاً له.
العلاقة بين "إيران" وروسيا قائمة على استخدام إيران للدخول للمنطقة ليست تشبيهاً بحصان طروادة بل استحداثاً للفكرة، حمار طهران.
روسيا دخلت سوريا بالتعاون مع الفرس وسرعاً ما انقلبت عليهم وضمت "الأسد" إليها فصار من ممتلكات موسكو ويحاول بين فترة وفترة رفع رأسه رفضاً لإيران التي ومن خلال حرسها الثوري ومليشياتها تتحكم بكل شيء حتى قرارات الصرف الصحي في دمشق.
اتفاق هش بين تركيا و روسيا وهدنة تهتك سيادتها ، بمحاولة من الفرس لتقوية مواقع نفوذهم على حساب الفراغ الذي تخلفه قوات الاحتلال الروسي و ضعف التنسيق بين قوى الثورة .
لا مكان "للأسد" في خارطة الرؤيا الغربية القادمة إلا أن بقائه كان مرهون للسماح للفرس بالتمدد واستخدام كامل قوتها المليشاوية لتنهك قواها وخاصة أنها خسرت الكثير في العراق و تستنفذ كامل طاقتها في اليمن.
المشروع الأمريكي يقوم على التقسيم الاجتماعي و الذي يحتاج إلى بحر من الدماء لتنفيذه وضباب كثيف من الحقد المناطقي والطائفي والقبلي لاستمراره بعد أن ينفذ ويصبح سلوك حياة.
والبداية من إيران التي ستكون عرضة للتقسيم القومي و المناطقي و ستقوم بردة فعل عنيفة في عموم المنطقة وخاصة مع تكشف مزيد من الحقائق لرعايتها للإرهاب المتمثل بداعش و القاعدة وطالبان، وهي التي تستخدم المغرر بهم في "داعش" لتنفيذ هجمات متلاحقة ضد تركيا لإرغامها على التنسيق المباشر مع طهران بدل التنسيق مع موسكو، و تستخدم إيران نفوذها وسطوتها في التنظيمات الإرهابية ضد الدول التي تعبر أداة مهمة في المشروع الأمريكي "مشروع التقسيم الاجتماعي" فتحركت مجموعاتها ضد الأردن بصورة واضحة وتحركت ضد مصر لإخراجها من دائرة الصراع المباشر و إقصائها بما قدر عن لحظة الحسم المباشر.
في القادم القريب سيكون هناك حزمة من القضايا المطروحة للحل و هناك بالضرورة الحتمية صراع مباشر بين قوى متعددة ستنتج دول بحدودها المعروفة إلا أنها دويلات بحجم دولة مركزية الحكم.
ستنهار إيران وتمزق و ستنتهي قضية فلسطين وستكون المنطقة شبيه إفريقيا التي تمتلك ألف ملك دون دولة .
القادم سيكون الفتنة الكبرى فبحر من الدماء و عصر الفتن الطائفية والمناطقية والقبلية ، وتأخر فادح في منظومة النهضة العلمية و المدنية.
و الحل لا بديل له على الأحرار من حركة التحرر العربي النهوض و المسارعة لتفجير الصراع مع الكيان الفارسي واعتبار دولة الأحواز القضية المركزية الأساس ، وفرض وجود حركة التحرر العربي كقوة فرض حال و طرف مهم في الصراع و التفاوض.
أمريكا حاجتها للنفط و الطاقة و المال و الغرب المؤيد يسعى لاستلام حصته، ولا أمم متحدة و لا مجلس لها سوى الكرنفال التقليدي للتبارز بإلقاء الكلمات.
لا خيارات كثيرة ، الصراع والصدام ضرورة يعد لها و الظروف تكتمل للبدء ، وان صنعت الدوامة البالعة ولم نكون طرفاً مهماً ، سنكون وقوداً يستخدم مرتين فالتجيش مرةً و في الاقتتال مرةً أخرى، وفي كلا المرتين سنقتل ونستعبد ونساق إلى ساحة المذبحة بدون خيارات أو إرادة.
تيارات في الوطن العربي وخاصة منطقتنا لم تعي حقيقية الصراع وهي التي تزج بنا في صراع طائفي سيكون بوابة الاقتتال لصالح المشروع الغربي.
فقط وفقط بكوننا نداً وطرفاً نستطيع أن نكون أصحاب القرار ، ولا يمكن أن تكون الرؤيا واضحة إلا بالبدء من الأحواز و إعلانها قضية مركزية من خلالها نوحد الجهد و نكون طرفاً أساسي في رسم الخارطة.
الأحواز بمشروعها الوطني ستكون المنقذ للأمة .