في جلسة حوارية, في أحد دواوين المترشحين للانتخابات النيابية بمدينة إربد, قبل بضعة أيام, حول الشأن المحلي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً, تطرق المتحاورون إلى مواضيع شتى, قانون الانتخابات, الدوائر الفرعية, سلبياتها وايجابياتها, نزاهة الانتخابات, الأحزاب, المشاركة, المقاطعة, موقف الإخوان المسلمين, نزاهة المسئول, كفاءته, استقامته, وقد تشعب الحديث, ليطال العديد من رجال الدولة, أحياء وأموات, عاملين ومتقاعدين, ممن تسلموا مناصب عليا في الدولة, على اختلاف مواقع المسؤولية ودرجاتها, فما من اسم ذُكر إلا واختلف المتحاورون بشأنه, من مادح له ومؤيد, تحمس لذكر إيجابياته وحسناته, والدفاع عن سياساته وقراراته ومواقفه اتجاه هذه القضية أو تلك, أو معارض له سرد مساوئه وسلبياته, وما ارتكب من أخطاء انعكست ضرراً على الوطن والمواطن, وعندما تداخل أحد المتحاورين متحدثاً عن النزاهة والاستقامة والانتماء والولاء, وأخذ يذكر بعض الأسماء التي تحظى – كما يعتقد ويرى – بسيرة وسمعة حسنة طيبة بين الناس, كان من بين الأسماء التي ذكرها, معالي السيد علي الفزاع المستشار الخاص لجلالة الملك المعظم, والذي ما إن انتهى المتحدث من حديثه حتى حظي هذا الرجل بإجماع الحضور على نزاهته واستقامته وإخلاصه وانتمائه و ولاءه المطلق للوطن والقيادة الهاشمية, وأثنوا على دماثة خلقه وسيرته وسريرته الطيبة وعمله الدؤوب, الهادئ, بعيداً عن حب الظهور وضجيج الإعلام وصفحات الجرائد وشاشات التلفزة وأثير الإذاعات, واستذكروا حياته العملية, الحافلة بالعطاء الموصول المثمر, بدءاً من الإذاعة الأردنية حيث تقديمه وإشرافه على برنامج \"أقلام واعدة\" لهواة الشعر والأدب, في بداية الثمانينيات من القرن الماضي, مروراً بمقالاته المنشورة على صفحات \"الرأي\", والتي امتازت بنفس الشاعر وأسلوب الأديب المرهف, والناقد المسئول, وأمانة الكاتب الملتزم برسالة الإعلام الهادف, وصدق المواطن المنتمي لوطنه, الوفي لمليكه وقيادته, وصولاً إلى حيث هو الآن منذ بضعة عشر عاماً, في عرين آل هاشم, في الديوان الملكي الهاشمي العامر, قريباً من الراحل, المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه, مستشاراً إعلامياً, ومقرباً من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه, مستشاراً خاصاً, وفياً, مخلصاً, أميناً, صادقاً مع الله والوطن ومع جلالة الملك فيما يستشار به ويُكلف بملفه من قضايا تهم الوطن والمواطن, هذه الصفات وهذه المزايا وهذه السجايا, جعلت من \"أبي هشام\", محبوباً من كافة أعضاء الأسرة الهاشمية الكريمة, ويحظى بحق, باحترام وتقدير وإعجاب كل الذين عرفوه عن قرب وتواصلوا معه وعملوا بمعيته على مدار عقدين من الزمن, وأهلته للفوز بهذا الحب وهذا الثناء وهذا الرضا من أبناء الوطن, شهادة يحق له أن يفخر بها ويعتز, ومن حقه علينا أن نذكرها له وأن ندونها ونتداولها وننشرها, خاصةً وأنها جاءت من أناس لا تربطهم به أي علاقة شخصية أو عائلية أو عشائرية أو جهوية أو وظيفية, عسى وعلَّ أن يقتدي به الآخرون, وعلى سمعتهم يحرصون, لأن الوطن أحوج ما يكون في هذه الأيام والظروف إلى الرجال الرجال, الأوفياء, الأنقياء, الأتقياء, المخلصين لربهم ودينهم ووطنهم ومليكهم أمثال معالي علي الفزاع.
وأختم وأقول: بورك لك هذا الذكر الطيب الحسن يا أبا هشام, وثبتك الله على هذا النهج والسير على هذه الطريق, طريق النزاهة والاستقامة والانتماء, خدمةً للوطن والمواطن, وحباً ووفاءً وولاءً لجلالة الملك والعرش الهاشمي المفدى.
Email: moeenalmarashdeh@yahoo.com