طفل لم يبلغ الحلم عشق تراب وطنة منذ صغر سنة،،، وتحدث باسمة الوطن من شمالة إلى جنوبة ،،،،جمع كل صفات الرجولة والتضحية بحلم طفولتة البريئة ،،، كان حلمة أن يصبح طيارا" ولكن الحلم لم يكتمل ،،،أرادة الله أقوى من الجميع ،، وهو من أراد عمر أن يكون بقربة طيرا" من طيور الجنة يرعاة الصديقين والصالحين .
توفي عمر إثر حادث دهس مؤلم في مدينة الكرك التي تبعد 200 كم جنوب عمان بتاريخ7/9/2007، وزرعت قرنيتي هذا الطفل الفقيد لأمجد وفارس المدارنة، وهما شقيقين من سكان محافظة المفرق .
لازلنا نذكرها تدوي في مسامعنا تلك العبارة التي خرجت من هذا الطفل الذي سطر أسمة على لائحة الشهداء الأبرار " أتبرع بخمسين دينار لحملة لعيونك وليتني أستطيع التبرع بأكثر من ذلك "، بهذه الكلمات تحدث الطفل عمر هاشم المجالي البالغ من العمر 10 سنوات لحملة عبر إذاعة أف أم وعلى مسمع كل الأردنيين لجمع التبرعات لعمليات زراعة القرنيات في الأردن، وبعد هذا الحديث توفي الطفل عمر هاشم المجالي بحادث سير مؤسف علية رحمة الله.
قال هاشم عواد المجالي والد الطفل عمر حينها، وفاء" مني لما وعد بة ولدي الشهيد عمر وعملا" في حب الخير الذي تفاعل بداخلة مع حملة التبرع لزراعة القرنيات ، ورغبة منا نحن الأهل بالأجر والثواب عند الله وصدقة جارية عن روح أبني الشهيد عمر تماشيا" بما قالة الفقهاء فإن في الصدقة عشر خصال، خمس في الدنيا وخمس في الآخرة، أما الخمس التي في الدنيا. فأولها: تطهير مال، ثانيها: تطهير البدن والنفس من الذنوب ثالثها: دفع البلاء ودفع المرض، رابعها: إدخال السرور ومواساة المحتاج من غير أن يسألك،. خامسها: فيها بركة في المال وسعة الرزق، وقال تعالى: يَمْحَقُ اللَّهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ [البقرة:276]. فقد قررت بعد أن توفي عمر التبرع بقرنيتيه كما هو وعد بذلك وهو طفل لم يبلغ الحُلم بعد ، ونحن ندرك أن لسان حالك يا أبا عمر كان يقول إن فرحتي بما أعطيت لم تكن أقل من فرحة الذين أخذو من الجود والكرم والعطاء الذي وعد بة عمر قبل وفاتة رغم إحساسنا العميق بشدة الآلم والحسرة على ما أصابكم بفقدان فلذة كبدكم أنت ووالدة الشهيد عمر الأم الصابرة المحتسبة أمرها عند الله تعالى ونحن ندرك أيضا" أن هذة هي صفات المؤمنين الصادقين في الجود والكرم التضحية والعطاء والإيثار.
عمد هاشم عواد المجالي والد الشهيد عمر على تأسيس جمعية خيرية أسماها جمعية الشهيد عمر المجالي سنة 2008 لعمل الخير وخصصت أعمالها لأجل التبرع بالقرنيات باعتبارها صدقة جارية كثواب ديني وذلك لما فيها خير من ناحية دنيوية ولما تعودُ بة من فوائد إنسانية على من فقدوا أبصارهم لسنوات طويلة ،،،، وكان هذا الفكر راسخا" في عقلية والد الشهيد عمر منذ لحظة فقدان فلذة كبدة عمر فهو ومن منطلق أصحاب اليد البيضاء والعليا هم أبطال كل زمان ومكان ،،، ورموز كل عصر يجودون بة بالمال وما ملكت أنفسهم إن تطلب الأمر ، ويضحون بنفس راضية ويقدمون راحة غيرهم على راحتهم ليعيشوا حياتهم بقلوب هادئة ، ويلاقون وجه ربهم بنفس راضية مرضية واثقة بالأيمان ، وهم ذو نفوس مطمئنة مستكينة ولهم في السماء ذِكْر حَسَن .. وَأَجْر عَظِيْم.
نعم يا أبا عمر فقد أسس شهيدكم وشفيعكم يوم القيامة عمر رحمة الله مدرسة في العطاء وقاد مسيرة بالخير والجود الذي هو أعظم وأعم من الكرم ، ، فحِيْنَمَا يعطي الإنسان وتجود نفسة بما يملك لإرضاء وجة ربة ويمنح من فيض كرمة بما تجود بة النفس ، لاشك أنة سيتملكة شعور بأنة يستمد من رب العزة أحد أسمى وأروع صفات الخالق وما أسعد الخالق حينما يتمثل أحد خلقة صفاتة الجميلة الرائعة بهذا الحجم والقدر من صفات الجود والكرم والعطاء ، وما هو الجود إلادليل على كمال الأيمان وعلى حسن ظن العبد بربة في تعويضة عما أعطى وزيادة في ميزان حسناتة .
وكم يروقُ لنا السير بنهج وفكر الطفل الشهيد عمر المجالي ووالدة الذي وضع في نفوسنا روح التضحية والعطاء وأصبح القدوة والأمثولة ألحقيقية لنا جميعا" وللوطن الذي يسمو بكل شموخ وعز وفخر بنهج أبنائة و ما أجمل أن يصبح الأنسان بعد مماتة مثال في الإنسانية والعطاء .. رحم الله شهيد الجود والكرم والعطاء ورحم الله شهداء الأردن جميعا وعاش الأردن .