يمكننا القول إن الرئيس الأميركي الخامس والأربعون دونالد جون ترمب قد أسكت بخطابه في حفل التنصيب قبل لحظات قول كل خطيب. فبالرغم من كل محاولات غالبية وسائل الإعلام الأميركية والعالمية لتصويرة إبان كان مرشحا على أنه لا يزيد عن كونه مصارعا ومهرجا، فإنه ظهر في حفلة تنصيبه ظهورا لم يسبقه إليه رئيس أميركي.
بل يمكن للشعب الأميركي نفسه أن يؤرخ الآن لهذه اللحظات ويدون بحروف من ذهب أنه في العشرين من يناير/كانون الثاني 2017 عاد للولايات المتحدة بريقها وعادت للأميركيين أحلامهم المفقودة، وأشرقت الشمس على أميركا مجددا تحت عنوان "أميركا أولاً" أو "لتعود أميركاعظيمة مرة أخرى".
الرئيس الأميركي دونالد ترمب ألقى بالتحية على الحضور وعلى شعوب العالم كافة، وبدأ خطابه بالقول إن الأميركيين سيواجهون تحديات ولكنهم سيجتازونها، ومضى بالقول إن احتفالية اليوم لها معنى خاصا، وذلك لأنها تؤشر لحدث هام لا يتمثل في مجرد انتقال السلطة من إدارة إلى أخرى أو من حزب إلى آخر، ولكن في انتقالها من "واشنطن دي سي" وإعادتها إلى الشعب الأميركي نفسه.
وأضاف أن قلة في العاصمة الأميركية لفترة مضت حصدت المنافع الحكومية بينما الشعب الأميركي يتحمل التكلفة، وأن المؤسسات كانت تحمي نفسها في الظروف الاقتصادية السيئة ولكنها لم تقم بحماية المواطنين. وقال إن انتصارات هذه القلة لا تمثل انتصارا للشعب الأميركي.
ووعد ترمب الشعب الأميركي بأن التغيير يبدأ من هذه اللحظة، وأن المهم ليس أي حزب يسيطر على الحكومة، ولكن إذا كان الشعب يسيطر على الحكومة، وأن الأمة ستتذكر هذا التاريخ الذي فيه بدأت تحكم نفسها مرة أخرى.
وقال إنه لن يبقى المنسيون والمنسيات في بلادنا منسيون بعد اليوم، الذي تشهدون فيه حركة تاريخية لم يعرفها العالم قبل الآن، وإن في مركز هذه الحركة شعب وُجد ليخدم هذه الأمة ويحقق مطالبها فلا يبقى فيها فقيرا أو خائفا أو متوجسا أو مريضا أو قلقا. وأشار إلى العديد من المشاكل التي تعانيها بلاده وانتقد نظام التعليم الذي ينفق كثيرا ولكنه يخرج أجيالا محرومة من كل أصناف المعرفة.
وقال إنه من هذه اللحظة فإن رؤية جديدة ستحكم البلاد، وإن الولايات المتحدة خدمت الأمم الأخرى على كافة الأصعدة وقامت بالدفاع عنها على حساب الأمة الأميركية، وإننا أنفقنا تريولانات الدولارات على الأمم الأخرى بينما البنية التحتية للأمة الأميركية تتهاوى.
وقال إننا سنتحد ضد التطرف الإسلامي لاجتثاثه من جذوره من على وجه الأرض، وحث على وجوب حرية التعبير وحرية مناقشة الخلافات بنزاهة شريطة البقاء متضامنين.
وأن نفكر بشكل كبير ونحلم بشكل أكبر، ولن نقبل بأعذار السياسيين كثيري التذمر قليلي الأفعال، فلقد انتهى وقت الكلام الفارغ، ودقت ساعة العمل، جاهزون لإخلاء الأرض من المرض وإطلاق عنان التقنية.
معا سنجعل أميركا قوية مرة أخرى، سنجعل أميركا غنية مرة أخرى، سنجعل أميركا فخورة مرة أخرى، سنجعل أميركا آمنة مرة أخرى، ونعم، معا سنجعل أميركا عظيمة مرة آخرى. شكرا لكم ويحفظكم الله، ويحفظ الله أميركا.
بقي القول إن الرئيس الأميركي ترمب بعث بخطابه الرسمي الأول الطمأنية والأمل في قلوب كل الأميركيين، فهل يحذو قادة العالم الآخرين وقادتنا حذوه؟ من يدري!