لم يعرف التاريخ الاجتماعي والاقتصادي الاردني نمطاً مُخزياً يتعلق بواجب شركة البوتاس العربية في تلبيتها لنداء الوطن وقت الحاجة تأكيداً منها لدورها الوطني والاقتصادي الرائد في كافة المجالات واعترافاً منها بمسؤليتها الاخلاقية تجاه الوطن وابناؤه .
البوتاس تلك المسيرة المميزة بالتضحيات والتفاني , شَكَلَ اصرار العاملين فيها نحو النجاح اولى المداميك في بنية الوطن الاقتصادية فتشهد حبات العَرَق في جبين عمالها على اروع القصص في الشراكة النفسية معها حين تتجاوز نظريات الاعمال التي تحصر علاقة الموظف مع شركته في المادة والمنفعة المُتبادلة لتدخلها في مفهوم ريادي حين يبادلوها الاخلاص لدعم حاضرها المُتألق وتأمين مستقبلها المنشود .
النجاحات المتتالية في مسيرة الشركة لم تتأتى ( بظربة حظ ) او بمحض الصدفة او لان جار ( الماء ) لا يخسر كما يحلو للبعض الاجابة حين يكون السؤال ما الذي ساهم في تميز الشركة وديمومتها كافضل شركات الوطن والثامنة عالمياً كمنتج للمادة ؟ ولماذا يتحدث سكان المجتمع المحلي وجيوب الفقر في المملكة عنها بصيغة الجار الشهم والكريم الذي لا يتوانى عن المدد في ساعة العُسرة والضيق ؟ ولماذا تكون البوتاس حاضرة في مجالس البُسطاء والفقراء في حين تغيب باقي الشركات عن الذكر ؟ ولماذا تكون السّباقة دوماً في مواطن الخير وغيرها يحمل شعار ( دعوني ) ؟ ولماذا توجد بصمتها الايجابية في كل محافظة في المملكة بلا محاباة وجهوية ؟ ولماذا يدعوا لها عامليها بالتقدم والازدهار بعد تركهم الخدمة خلافاً لما نرى في باقي الشركات ؟,, اسئلة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها لكنها تتوحد بذات الجواب الذي نعرفه وحسن الصنيع الذي نشهده .
عبر تاريخها الاقتصادي الطويل تعرضت الشركة لتحديات مالية وتراجع في المبيعات ومنافسة من موردين دوليين في سوق عالمي لا يعرف الا لغة المال كغيرها من الشركات العالمية , عزيمة النهوض السريع والسعي نحو الريادة في المُنتج وارضاء العملاء وتدارك المخاطر ساهمت بشكل اكيد في ديمومتها وحمايتها من اية كبوة محتملة وكذلك لم تأتي هذه النتيجة كظربة حظ ايضاً انما بسابق تخطيط واستشراف ذكي لتقلبات الاسواق وحركة المُنتج في العالم , ورغم ضيق ذات اليد والتحديات المالية كانت السّباقة دوماً والحاضرة بقوة في المشهد المحلي الاردني والتاريخ يشهد , فمن تشغيل للعمالة الوطنية وتدريبها وصولاً بها للاحترافية تمكنت الشركة من طرح آلاف الوظائف وتشغيل ابناء الوطن وتدريب آلاف الخريجين وتأهيلهم فزرعت بصمة الخير والأمل في جيوب الفقر والمجتمع المحلي وبادلت الوطن احساناً وبِّراً .
لدينا العشرات من الشركات المساهمة العامة تنتشر في الاردن فلو اضطلعت كل شركة بدورها المنشود وساهمت بالتنمية المستدامة وخدمة المجتمع المحلي لما رأينا سطوة الفقر والبطالة تزداد ضراوةً في جيوب الفقر ومناطق المملكة ككل , ولو بذلت كل شركة مسعاها ( المُفترض ) في التوظيف والتعليم والدعم والتدريب المهني والرعاية الصحية كما تبذله البوتاس لكان الحال بالتأكيد افضل لتجفيف منابع الفقر والبطالة في ارجاء المملكة , لذا يُجمِع الكل على الثقة بدورالبوتاس الوطني حين يختلفون على الثقة بالآخرين .
الوعي العمالي لموظفيها وعزمهم الحقيقي على المضي في مسيرة ديمومة الشركة محلياً ودولياً كان الفيصل في كل المحاولات التي تدعو للنيل من استقرار الشركة , فانتفاء علاقة المصلحة المادية بين العمال والشركة وتعاطفهم الايجابي تجاهها اضافةً لقناعتهم الاكيدة ان شركتهم لم تبخل عليهم يوماً في ساعة اليُسرى حين ضاعفت الاجور والمزايا الوظيفية وعززّت من اوضاعهم المادية نحو الافضل لذا يتفق عمالها على الوقوف الى جانبها في اوقاتها الحرجة الناشئة عن تقلبات الاسواق العالمية فيبادلوها الاحسان والدعم والمراعاة والالتزام .
تجربة شركة البوتاس العربية الأميز في شركات الوطن نتمنى تقليدها والسير على خطاها بالنسبة لباقي الشركات الكبرى في الوطن , فهناك في جنوب الوطن نَمَت بذرة الخير نباتاً حَسَنَاً وأصلها ثابت في خير الوطن وفرعها عالي في السماء .