بملاحظة ما يجري على الساحة الانتخابية نلاحظ أننا بدلا من أن نعكس مستوى تنظيميا راقيا في التعامل مع هذا الحدث المهم نجد أنفسنا وكأننا نجري انتخابات لأول مرة متناسين أو متجاهلين خبراتنا المتراكمة على مدى سنين من الحياة البرلمانية فمسلك البعض مترشحين أو ناخبين ما زال يعكس مظاهر سلبية كنا نظن أنها تلاشت مع كثرة التجارب السابقة و تزايد أعداد المتعلمين والمثقفين في مجتمعنا لكن أن نصحوا على تمزيق متبادل لليافطات واستعمال أدوات جارحة في سباقنا الانتخابي لا بل واستعمال مفرقعات تؤذي الصغار والكبار أمرا مثيرا للسخرية بقدر ما هو مثير للحزن. هل نريد أن ندخل نوابا أم زعرانا إلي مجلس النواب؟؟!! مازالت ذاكرتنا ملئيه بالصور المشوهة للحياة النيابة لهذا البلد من تشابك بالأيدي والأرجل وحتى قضم آذان الزملاء !!! لاجل أن نحرر فلسطين مثلا ؟ !!! إذا كان الصهاينة يقضمون الأرض العربية فهل يكون الرد عليهم بقضم آذان زملائنا في المجلس؟؟؟ /// . نعتقد انه يجب حرمان كل مرشح أساء هو أو مؤيدوه لمرشح آخر من الاستمرار في الترشح حتى تبقى الصورة ناصعة لهذا البلد. ولمعالجة هذه الظاهرة نقترح أن لا يسمح بالترشح إلا لمن لديهم \" أطقم أسنان \" على شرط إبقائها خارج الاجتماعات\" وتاليا بعض مظاهر الفوضى التي أمكن رصدها خلال هذه الدورة:
ü أولى هذه المشاهد هو هذا الكم الهائل من المرشحين على مقاعد مجلس النواب بمعدل تقريبي ثمانية مرشحين للمقعد الواحد!!! هذا يدل على تنافس عائلي في الدرجة الأولى وليس على برنامج عمل!!!
ü التنافس والتشاكس وصل إلى داخل العائلة والعشيرة مما افسد الود بين أفراد العائلة والعشيرة ولسنوات قادمة لان تاريخنا في الأصل يقوم على \" الشخصنة \" وحب المناكفة وحتى الرد بالمثل ولو بعد حين!!!
ü تمزيق اليافطات والصور والخربشة عليها أمر في غاية السلبية وسيترك آثارا سيئة على العلاقات الاجتماعية وان حاول البعض التظاهر بالروح الرياضية المفقودة أصلا في حياتنا!!!
ü البرامج الانتخابية لا تتطابق مع الإمكانيات ولا ظروف الوطن وكلها مبالغات لا سند واقعي لها لكنها يمكن أن تصلح لتدريب طلاب الصفوف الابتدائية على كتابة الإنشاء أو لانتخابات سكان القمر مثلا !!!!!!
ü عدد المرشحين يفوق آل 800 وبملاحظة عدد المشاريع والقضايا التي يود السادة المرشحون تنفيذها \" وهي في نظرهم أمورا يفتقدها الوطن \" إذا كانت القضايا الواردة في البيانات الانتخابية وخطب الترشح وندواتها لا تقل عن 30 قضية في المعدل لكل مرشح فهذا يعني انه سيكون لدينا 24000 قضية تنتظر جهود النواب الخيرة لحلها \" هذا يثير تساؤلا ماذا كانت تعمل الدولة الأردنية بكل مؤسساتها ومنذ تأسيسها إلى ألان؟؟ نعتقد أنها كانت بانتظار مجلس نواب من \" كرستة \" سوبرمان لحلها ؟؟؟ يعني وين كانت الدولة كل هذه السنين؟؟!!!!
ü في كل البيانات الانتخابية لم يقل لنا السادة المرشحون كيف سيمولون هذا الكم من المشاريع وهل تكفي موازنة العالم لتمول هذه القضايا والمشاريع!!
ü من أهم القضايا التي لم تتطرق إليها بيانات المرشحين وهي أولويتهم الأولى وهي كيف سيستعيدون المبالغ التي أنفقوها أو \" أزهقوها \"على الحملات أو \" الحفلات\" الانتخابية وما هي نسبة الربح التي سيضيفونها على ما أنفقوه !! نعتقد أن هذا اكثر ما يقلق الناخب والمرشح وهذه هي القضية المشتركة الوحيدة التي يجتمع عليها الناخب و المرشح!!! !!!
ü هناك من المرشحين ما وضع نصب عينيه\"تحرير فلسطين \" لكننا على قناعة تامة بأنه لا يعرف أين تقع فلسطين وإذا عرفها فانه لم يتجرأ يوما على الاقتراب من حدودها \" على أساس \"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة\" والجهاد في الزوجات الأربع ودستات العيال واجب مقدس وعاشت فلسطين عربية \" وكفى الله المؤمنين شر القتال\" ونذكر فقط بان فلسطين تحررت يوم غزونا ارض دولة عربية ونهبنا شعب مسلم !!!!! واستضفنا العم سام والصهاينة جيراننا !!! ورقصنا في الشوارع فرحا غبيا !! نحن نعاني من عمى البصر والبصيرة !!!! فماذا بقي !!!
ü أزمات السير الخانقة التي تسبب بها المرشحون لم تدرج على البينات الانتخابية !!! بالأمس استغرقنا قطع الطريق من الدوار الثامن باتجاه البيادر 45 دقيقة ولمسافة لا تزيد عن 300 متر أو اقل!!! المشكلة انه لم يتواجد أحد لتنظيم السير!!! اقترح أن يكون هناك متطوعين مدربين لتنظيم السير في بعض ساعات الذروة سندا لاخوتهم في دارة السير!!!
ü تمزيق اليافطات المتبادل مظهر يدل على\"تخلف عصري\" \" وحداثة متخلفة \" سيان لا تقل سوءا عن سرقة الكهرباء فإذا كانت هذه بدايتهم ///// فأجرنا اللهم من أخراهم (بضم الألف) عندما يصبحوا نوابا!!!
ما نريد هو سلوكا مهذبا ومنطقيا لنخرج بانتخابات حضارية أما أن نطلق شعارات خيالية للمراودة فالناخب اكثر من يعرف أن مصيرها سلة المهملات ويا خسارة الورق والحبر الذي أريق في إخراجها وتمنياتنا بالنجاح للأجدر!!!
عقيد متقاعد دكتور خضر الصيفي
Email :khader.saifi@yahoo.com