منذ زمن و وخزة في القلب ذات عملية بطولية في فلسطين و منذ زمن وذات سماع أغنية لسميح شقير كنت أشعر بأن كل عربي هو فلسطيني
وكل فلسطيني هو عربي وكل فلسطيني هو فلسطيني و ذلك بالفطرة أو ربما جاء هذا الإحساس من هول الثورة أو لفرط الأمل الذي كان مزروعاًّ بدواخلنا كما القمح وحبات الزقوم
كنت أبلهاَ جداَ و محسوب على فلسطين كل فلسطين وكنت مجنوناً لدرجة أني أوزع الحلوة بمجرد أن فتى فلسطينياً قام (بفشخ ) رأس جندي صهيوني بحجر
كنت أقوم مثل المجنون حين سماعي بعملية بطولية في مستوطنة تل أبيب و أخرِج من درجي العتيق أغاني العاشقين و الجذور و ما تبقى لدي من فرح
و أجعل كل من في الحارة يعلمون بأن ثمة خطب هناك .
كنت أبلهاً جداً و مجنون و غير سوي ربما
اليوم ومع إستواء ثمار الثورة وتساقطها ( حيث لم يكن هناك من يلقف الثمار ويلتقطها ) اليوم وعند سماعك خبر من هناك , تفقد النشوة ولا تجد تلك الوخزة التي
في القلب وتتسائل بخبث وتروي :
هل هي لحماس أم لفتح أم أنها جبهاوية الطابع أم أن هناك تنظيم جديد أسسه شاب يمتلك المال و أشترى بعض قطع السلاح و وزعها على الصحاب
لماذا لم يعد الفلسطيني فلسطيني ؟
من قتل روح الثورة فينّا ؟
بمّن ستتغنّى الفضائيات والإذاعات بلحظة غزو أو إجتياح ؟
حكومة غزة , حكومة رام الله , فلسطينيوا لبنان , فلسطينيوا سوريا , غزازوة الاردن , حتى فلسطينيوا تشيلي
تفرقة مقيتّة تلوح بالإفق و تقتل روح الثورة فينّا
مجنون هذا العالم , أه كم هو مجنون و يعبث فينّا
وتجار سياسة يخلطون الأوراق و يعبثون بإرواحنا و نحن بلهاء الى الحد الذي يريدوه و يتوقعوه
يا فجرنا المعشّق بالثورة و الأمل وصورة جيفارا تتوسط البيت و بجانبها حطة فلسطينية و صورة لطفل يقف أمام دبابة و يزرع فينا الشموخ
يا فجرنا المعتق بالشهداء و يا أيها الامل المزروع مثل حبّة القمح فينا ومثل الكستناء
متى سيعود الفلسطيني - فلسطيني ?
هشام إبراهيم الاخرس