أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
"الأونروا" تحذر من وصول الجوع إلى مستويات حرجة في غزة ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين في قطاع غزة الى 190 العبداللات: الحكومة تعمم لتنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان إيعاز مهم من وزارة التربية للمدارس البنك الدولي يخصص 7.5 مليون دولار لتعزيز إدارة الإصلاح في الأردن ترحيب دولي باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ميقاتي يبحث خطط انتشار الجيش اللبناني في الجنوب الملك والسيسي يؤكدان ضرورة الوقف الفوري للحرب على غزة انخفاض أسعار الذهب عالميا بعد وقف النار بلبنان لوقف النار .. تعرف على بنود الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان الأردن يشتري 120 ألف طن من القمح في مناقصة دولية تجارة عمّان: تراجع مبيعات قطاع الألبسة منتخب الشابات يلتقي نظيره اللبناني ببطولة غرب آسيا غدا انطلاق أعمال المجلس الوزاري العربي للمياه في البحر الميت اليوم حماس "جاهزة" لاتفاق في غزة بعد وقف إطلاق النار في لبنان "البريد الأردني" تطرح الطابع العربي الموحد "مع غزة" التذكاري غدا روسيا: التصعيد في الشرق الأوسط سببه نهج إسرائيل العدواني استقرار أسعار النفط عالميا و برنت يسجل 72.79 دولار للبرميل الأردن يرحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان 812 طن خضار وفواكه ترد لسوق إربد المركزي اليوم
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث مقار المرشحين: تنافس يتجاوز ذاكرة بيوت الشعر...

مقار المرشحين: تنافس يتجاوز ذاكرة بيوت الشعر لصواوين مدنية الطابع

26-10-2010 11:50 PM

زاد الاردن الاخباري -

عمان - بترا

من خيمة تحمل في طياتها عبق البادية وسحر الصحراء الاردنية الى صواوين مدنية الطابع والمظهر, تلك هي مقار بعض المرشحين التي انتشرت في انحاء مختلفة من العاصمة لتجمع بين ظهرانيها مؤازري ومؤيدي هذا المرشح او ذاك لانتخابات المجلس النيابي السادس عشر.

واسترعت مقار انتخابية تشبه البيوت المتنقلة تعلوها قباب وتميزها نوافذ وابواب انتباه مواطنين لاحظوا مدى تغير المظهر المتعارف عليه لمقار المرشحين الذي كان يغلب عليها فيما مضى الطابع التراثي القديم.

واشاروا انهم اعتادوا على رؤية مقار تستنبط شكلها ومحتوياتها من البيئة البدوية ومن الوان خيمها المستوحاة من التراث الاردني العريق, الذي يتجلى في شكل المقر المحتوي على بسط مشغولة يدويا بحرفة ودقة, تعلوها دلال القهوة التي تنشر عبق هيلها في ارجاء المكان.

ووقفوا عند التنافس الذي يظهره مرشحون من خلال التفنن في اختيار نوعية الصواوين الحديثة باهظة التكلفة بحسب صاحب احد محال تأجير الصواوين مأمون القيسي الذي يقول ان اجرة المتر الواحد للصيوان الذي يطلق عليه (الماني الابتكار) يصل الى اربعة دنانير لكل ثلاثة ايام فيما تبلغ اجرة خمسين مترا مربعا للصيوان البلدي عشرين دينارا عن ذات المدة.

والمفارقة كما يقول القيسي ان الصيوان (الالماني) الذي يحمل في طابعه المظهر المدني الراقي مزود من داخله بافضل الخدمات التي ترفق به حسب طلب المرشح, مثل المرافق الصحية والمغاسل والمقاعد المخملية واي نوع من الخدمات الاضافية كالتبريد والتدفئة وذلك بحسب الحالة الجوية.

وتختلف اذواق المرشحين في اختيار مقارهم الانتخابية كما يضيف وفقا لقدراتهم المالية, فيما تقدم الغالبية منهم على استئجار الصواوين ذات الطابع الاردني البدوي القريب الى قلب وذاكرة الناخب.

ولان الصحراء تعيش في دواخلنا كاردنيين فان اقرب مظهر لمقار المرشحين هو الذي لا يبتعد عن البيئة الاردنية وتراثها الغائر في القدم بحسب المتخصص في علم الاجتماع الدكتور حسين محادين, حيث تعبر تلك المقار عن منظومة قيمية وسلوكية تعكس بيئة عنوانها البساطة والتواضع.

ولا ننسى كما يقول ان الصيوان في فكرته الاولية بعيدا عن كونه يستخدم هذه الايام كمقر انتخابي مظهر اصيل ممتد في التاريخ الاردني الى عشرات العقود السابقة, اذ كان يعد مكانا لتجمع العشائر للتشاور حول فكرة او مشروع, وهو بذلك يعد مكانا ديمقراطيا يتيح التعبير عن الاراء والتطلعات والامال. ومن هنا فان فكرة الصيوان كما يلفت محادين سواء اكان ذا طابع جديد او قديم هي فكرة حضارية تعكس قيم الشورى التي تربينا عليها, وتنمي قدرة الناخب على المفاضلة بين هذا المرشح او ذاك.

وفي ذلك يقول استاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة د.سليم القيسي ان عملية التغير الاجتماعي موجودة بكل مجتمع وتؤثر على جميع الانساق والبنى الاجتماعية والسياسية والفكرية له مبينا ان الانتخابات النيابية جزء لا يتجزأ من البناء الاجتماعي والسياسي الذي يتصل بتلك التغيرات.

ويتابع: ان المرشحين للانتخابات النيابية لديهم القدرة الذاتية او من خلال قنوات مؤازرة على تبني طرق واستراتيجيات جديدة لتوظيفها من اجل الحصول على اكبر قدر من دعم الناخبين باعتبار ان عملية الانتخاب هي تبادلية تعتمد على مجموعة من المتغيرات المادية والمعنوية في المجتمع اضافة الى تركيز المرشحين على الجانب النفسي الاجتماعي للناخب.

ويشير ان هذا الامر يتمثل في مقرات المرشحين وانعكاساتها على نفسية الناخب حيث ان الجانب المادي (المظهري) اصبح يأخذ حيزا كبيرا من اهتمامات الفرد. ان التحول في شكل المقرات الانتخابية من طابع قديم الى مظهر حداثي كما يلفت الدكتور القيسي يعد جزءا من اختلاف الاهتمامات جراء التغير الاجتماعي الذي طرأ على المجتمع العربي بشكل عام وخاصة فئة الشباب منهم.

ولكل فعل اجتماعي - اذ تعتبر هذه المقرات جزءا منه - وظيفتان احداهما ظاهرة والاخرى كامنة, فاما الظاهرة بحسب القيسي فهي تلك التي تهدف الى تعبير المرشح عن احترامه وتقديره واهتمامه بمؤيديه وتوفير اللائق بهم, فيما تهدف الوظيفة الكامنة الى اظهار القدرات والقوى المادية والمعنوية التي يتمتع بها المرشح ومدى معرفته المسبقة بتأثير ذلك على اتجاهات الناخبين, أي انها منافسة بين المرشحين على اظهار اقصى ما لديهم من امكانات.

وينطلق استاذ علم الاجتماع التنظيمي د.فايز المجالي في قراءته لهذا التحول باشكال وتصاميم المقرات الانتخابية من ان معظم المرشحين لديهم القدرات المالية التي تخولهم بناء مقرات تمتاز بمواصفات حديثة بصرف النظر عن تكلفتها المالية.

ويشير ان هذا الامر قد ينظر اليه على انه نوع من التباهي الاجتماعي للمرشحين الذين يسعون الى تقديم افضل ما لديهم قبيل يوم الاستحقاق الدستوري.

ويرى ان هذا التنافس في مواصفات المقار الانتخابية قد ينطلق من خلال فكر المرشح باعتبارها نوعا من انواع الدعاية الانتخابية, والتي ربما يكون لها وقع وتأثير على نفسية الناخب وبالتالي استقطاب اكبر قدر ممكن من المؤيدين.

ويشير الدكتور المجالي ان التنافس في اشكال وتصاميم المقار الانتخابية امر غير مؤثر بالضرورة على قناعات الناخب الواعي واختياراته مستدركا ان البعض من الناخبين قد ينظر الى مواصفات المقار كأمر مؤثر على اختياراتهم في ظل قلة البرامج الانتخابية المحددة القابلة للتنفيذ.





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع