أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمارك : إقبال كبير للاستفادة من تخفيض ضريبة السيارات الكهربائية موسم الزيتون يدخل ثلثه الأخير %10 ارتفاع ديون اللاجئين السوريين في الاردن زيادة موازنة (العمل) %24 العام المقبل أطباء اردنيون يحذرون : سوائل السجائر الإلكترونية غير المطابقة تزيد المخاطر الصحية ميقاتي يؤكد التزام الحكومة اللبنانية بتعزيز حضور الجيش في الجنوب تحذير للأردنيين من الصقيـع ضبط شخص ينتحل صفة طبيب أسنان في العقبة الحمل الكهربائي يسجل 3990 ميجا واط مساء اليوم تفاصيل سرقة أمانة السر والصندوق في نادي البقعة لابيد يطالب باتفاق يعيد الأسرى الإسرائيليين من غزة إطلاق برنامج تدريب المهارات الخضراء لتأهيل القوى العاملة السفير اليمني لدى الأردن يزور هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي التربية: امتحان الثانوية العامة ورقيا لطلبة 2007 وإلكترونيا لطلبة 2008 ميدفيديف يتوعد برد نووي وقائد المخابرات يطالب بعلاج جذري لأزمة أوكرانيا الوحدات يتأهل للدور الثاني في دوري أبطال آسيا 2. روسيا تطرد دبلوماسيا بريطانيا بتهمة التجسس كيف علق إسرائيليون على رقص وزير الدفاع وصواريخ حزب الله تنهال عليهم؟ قمة إريترية سودانية بأسمرا وإثيوبيا تؤكد "التزامها" بسيادة السودان آخر تطورات غرق مركب مصري على متنه عشرات السياح الغربيين
الصفحة الرئيسية آراء و أقلام ضوضاء في أزقة عمّان

ضوضاء في أزقة عمّان

27-10-2010 08:17 PM

هشام ابراهيم الاخرس

عمان ترخي جدائلها فجراً وتستيقظ مبكرةَّ و يصحو على أصوات الجوامع فقرائها المتعبون ومن لا يملكون زجاج عازل للصوت و من لا يسمعون موسيقى بيتهفون تصدح في غرف نومهم و يطلبون الرزق مبكرين , وتبدأ الطرقات بالإزدحام و يختلط الجميع بالجميع و تبدأ حكاية عمانية جديدة .
يبدأ بائعي الخضار المتجولين بالصراخ في أزقة أنهكها الزمن و تأتي لنفس الإزقة سيارة الغاز و أخرى للدجاج الرخيص و الطاعن في السن و أزرق الجنبات , و ثمة بائع كعك متجول و أخر يبيع الحليب وينادي بصوت عال ( حليب بقر طازة ) وكأن البقرة في سيارته و يحلبها للتو .
تبدأ الإزقة ذاتها بالذهول و تصاب بتخمة الضوضاء و لكنها تطلب المزيد لعل بائع أخر في الجوار كان قد أستراح للتو في ظل شجرة زرعتها أمانة عمان منذ الروابدة أو ممدوح و أخر قد خبئ أغراضه في متوضأ المسجد القريب و أرخى جسمه المنهك على بلاطه البارد أو سجاده المزركش بقطع تبرع فيها صاحب بقالة في الجوار ليطهر بها رفع أسعارة ذات صيف .
أزقة في حارتنا تنام عند نوم أخر شاب كان قد وصل للتو من سهرة في مقهى زهران مع رفاق الزهر و العجمي و ثمة أخر عاد من بيت صديق بعيد كان قد قال لوالده أنني أدرس معه كيمياء المرحلة .
في تلك الإزقة مواسرجي الحارة وكهربجي الحارة ومصلح الثلاجات الذي ما دعوناه لثلاجتنا ذات خراب الا و زاد الطين بله , و فيها مصلح الراديوهات و أسمه احمد ترانزستور و فيها صاحب البك أب الذي دائماً ما كان يتحمل فقرنا ذات رحيل أو عندما نشتري طقم الكنب من الجورة , وفيها صاحب البقالة و هو دكنجي الحارة وسمّانها و هو الذي يشتري من أمهاتنا علب التوفي و الناشد عندما تأتينا في مناسبة عابرة و يستغل كثرها و يقلل سعرها و أذكر أن حجة من حارتنا قد أعادت للبقال علبة توفي بالخطأ و عندما فتحها البقال وجد بداخلها دفتر العائلة و فواتير الكهرباء و الماء و وصولات لمستشفى البشير و صورة شخصية لرب الأسرة كان قد أخذها أمام الجامع الحسيني ذات يوم .
على أسوار أزقتنا هناك ملصقات لمرشحين غابرين منذ زمن و و إعلانات لبيت للإيجار أو شيخ يعمل الحجامة و يطلب الدعاء و خرابيش لمراهقين قد بلغوا سن الحب للتو وجدران مرهقة و زركشة طبيعية كونتها أحبال الغسيل على بلكونات تطل عليها .
أرواحنا قد تعلقت بعمان و شوارعها و سكنّت قلوبنا و تعشعشت في ذاكرتنا إنها المدينة الأجمل و الأروع و الأحلى ولا زالت إزقتها تنادي أن يا رفاق الضوضاء لا تبتعدوا عن المكان حيث أن ضوضائكم صفاء الروح
وعبق المكان
و قربكم حياة





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع